في شهر رمضان تتغير السلوكات ، وتتجه الناس إلى فعل الخير والشر معا.
فعل
الخير المتبوع بانتظار الثواب الدنياوي، وبالتالي تبوأ المكانة
الاجتماعية الرفيعة التي ينتظرها المرء من مجتمعه.
سواء كان هذا المقابل ماديا أو معنويا،وثواب الدار
الآخرة التي وعد الله المتصدقين من عباده بأموالهم أجرا عظيما.
لذلك ترى
الناس في غدو ورواح، يتنافسون في بذل المزيد من الخير والبر والحث على
فعلهما، هذه فئة خيرّة من الناس.
وهناك فيئة أخرى شريرة، تسعى لكسب
رزقها بطريقة الدمج ما بين الحلال والحرام ، وتتخذ في ذلك أساليب متعددة
لتغطية نشاطها، كالرياء والنفاق والتحايل والسرقة والاعتداء إن اقتضى الحال
ذلك.
وكلا الفئتين تتظاهر بالصوم والورع والتمسك بالدين.
والفئة
الثالثة هي التي لا تظهر للعيان لأنها مقهورة بقوة القانون والقهر
الاجتماعي ولا تستطيع أن تظهر سلوكاتها علنا كالتصريح بعدم الصوم مثلا،
لأنها بذلك تحارب ركنا من أركان الدين ، لاعتدائها على حرمة صوم رمضان
علنا.
هذه الفئات الثلاثة تتعايش فيما بينها يوميا ، وتظهر سلوكا رمضانيا
متميزا ، يجمع بين الخير والشر، ويعطي مظهرا وانطباعا لمجتمع متدين، تؤدى فيه
جميع مظاهر الصوم المألوفة، وتنتهك فيه كثير من المقدسات بطريقة خفية.
ذلك هو رمضان
في البلاد العربية والإسلامية.
فهل ذلك هو شهر رمضان الذي صامه الرسول(ص) أكثر من
ثمان مرات،قبل أن يلتحق بالرفيق الأعلى؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire