لا أعرف طبيعة النظام السوري عن قرب ، سوى ما عرفته عن طريق بعض الزملاء
السوريين الأشقاء الوافدين إلينا في ( الجزائر) في إطار التعاون في مجال
التربية والتعليم في فترة الثمانينات. هؤلاء المتعاونين بين قوسين كانوا
شعلة في النشاط حرصين كل الحرص على أداء الرسالة التي كلفوا بها من طرف
دولتهم أي حزب البعث العربي ، لذلك كانوا يراقبون بعضهم البعض إلى درجة أن
الواحد منهم كان يرسل تقارير شهرية عن زميله في البعثة إلى سلطة بلده
مادحا أو ساخطا أو واشيا أياه إلى النظام السوري الحاكم.
لقد حدثني
أحدهم بأنه اعتقل بمجرد نزوله في مطار دمشق الدولي في عاصمة بلده لمدة
24 ساعة على ذمة التحقيق إثر وشاية ربما تكون مصطنعة أو مفبركة من زميل
له، والعهدة على الراوي بطبيعة الحال.
هذا النظام الشامل الأحادي
النظرة ،الذي يراقب أنفاس الناس، ليل نهار على وشك الإنهيار والزوال. تمنيت له أن يزول ويزول قبل اليوم ،ذلك أن سوريا بلدا عربيا متحضرا
راقيا ، وفوق ذلك بلدا صامدا في وجه إسرائيل، كما تظهره الدعاية العربية في الإعلام الرسمي ، لكن ليس بالطريقة التي وصل
إليها الآن وآخرها أن المملكة السعودية تتدخل وتسحب السفير من دمشق، منذ
متى كانت السعودية تدافع عن الحق والمظلوم في البلاد العربية؟ وتدافع عن
القيم الإنسانية ماعدا دفاعها ونشرها للمذهب الوهابي بكل الطرق والأساليب، هذا النهج الذي اعتبرته ايديولوجية سعودية صرفة.
لكن هذا النظام السوري
المتعجرف، أدى به الحال إلى عزل نفسه وتقتيل شعبه دون وجه حق.
ألا يستحق
الزوال؟ وللشعب السوري العزيز الرثاء، وتحقيق الأمال ، في العيش في كنف
الحرية والديمقراطية ،فهو شعب حر أصيل ،يستحق الحياة الكريمة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire