mercredi 17 octobre 2012

التكنولوجيا بين مبدع ومستفيد


حدّثني أحدهم عاد مؤخّرا من إمارةعربية تقع بالخليج العربي، عمّا شاهد وعاش وعايش خلال فترة وجيزة جدا ضمن زيارة سياحة وعمل، معبّرا عن انبهاره وإعجابه الكبير عمّا شاهده، وعمّا وصلت إليه هذه الإمارة  العربية من تقدّم وازدهار ورقي اجتماعي وثقافي واقتصادي، بفعل الإنجازات التي لا تقلّ أهمية عمّا أنجزه الغرب الصناعي أوربا واليابان والماريكان.
هذا الزائر المنبهر بالتكنولوجيا الحديثة المسخّرة في خدمة الاقتصاد والمواطن الخليجي بشكل عام ولا سيما في مجال الإعلام الآلي والبنوك والمؤسسات الاقتصادية والتجارية
عبّر عن أسفه الشديد عن الفارق التنموي الحاصل بيننا كجزائر بلدنا العزيز، وبين هذه الإمارة الفتية - ( اللهم لا حسد ) - في كل المجالات.
فما المانع من أن تكون الجزائر دولة متطورة متحكّمة في آليات وميكانيزمات التكنولوجيا الحديثة في مجال الإعلام  والاتصال والبنوك؟
 أم هي العوائق البشرية التي تتفنن في استعمال وتوظيف البروقراطية بأرقى الطرق والأساليب، بل قد تتفنن فيها.
 هذه  العراقيل هي التي توضع  في عجلات عربة التنمية الجزائرية لتوقفها، وتحدّ من سرعتها، لتبقى واقفة أو تراوح مكانها الثابت.
 فالثروة والمال والرجال والمؤسسات والنيّة الحسنة  كلها متوفرة، و هي لا تنقصنا.
 فأين الخلل يا ترى؟ تلك هي الإشكالية أو المعضلة، فمن لها ؟ 

mercredi 3 octobre 2012

وقفة .. من التاريخ


ذات يوم من فصل خريف جاف وحار من سنة 1988،وسط انتشاركبير للإشاعة، والإشاعة المغرضة، تحرك سطح  الجزائر كله، إلا جزء يسير منه، ظل يتفرج و يراقب هذه الحركة السطحية الثورية وتحولاتها  واتجاهاتها  العفوية في مسارات غير معلومة الغاية والهدف والوسيلة،كانت الحركة عبارة عن زلزال عميق وعنيف، هز الشعب الجزائري برمته شرقا وغربا شمالا وجنوبا،كان شبه شامل للبلد كله باستثناء بعض الجيوب التي ظلت تراقب وتماطل لتحاول فهم ما يجري فالمساندة العفوية في مثل هذه الظروف قدلا تنفع بل ربما تضر أكثر..
كان الأسبوع كله حركيا شبه دموي ، حيث غطّت وعمّت الفوضى ربوع الوطن،فنهبت أسواق الفلاح والأروقة الجزائرية، وكل التعاونيات الاستهلاكية التابعة للدولة والعمال، ولم تسلم أية جهة أومؤسسة تسمّى أو يطلق عليها الشركة الوطنية أنذاك كانت تنشط في المجال التجاري والاقتصادي.
كما تعرضت مراكز الشرطة للاقتحام من طرف المراهقين والشباب الثائر، فاكتشفت عوراتها وباتت خاوية على عروشها، إنه الزلزال الشعبي الشامل المدوي الذي كان له وقع  أكثر من زلزال الأصنام الطبيعي الذي ضرب المنطقة في نفس الفترة من سنة 1980.
إنها لمفارقة عجيبة حلّت بالجزائر الآمنة المستقرة ذات السياسة الواضحة والحياة الأفضل في الخطاب السياسي الرسمي للدولة والحزب أنذاك.
فمن فعلها؟أهي العفوية؟أم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية؟ أم هي التحولات الدولية التي عرفتها الكتلة الشرقية بقيادة غورباتشوف الروسي؟
وعلى أية حال، أي كان المتسبب،فإن المستفيد منها هم القلّة القليلة من فلول النظام الأحادي، والبورجوازية الناشئة من كبار الضباط وكبارالتجاروبعض المضاربين وفئة من رجال الدين والانتهازيين بمختلف أصنافهم، في حين لم يجن الشعب سوى الشعارات الجوفاء والمواقف المنفّرة، وظهور الأحزاب السياسية الموجّهة المتضادة وسط جو مشحون بالتطرف الديني واللغوي والثقافي في مجتمع فقير مادي وتنظيمي وسياسي،كان في حاجة إلى الرأفة به في كل أمور الحياة المتشعبة.
ووسط هذا الجو المشحون والمتناقض ثقافيا وتوجيهيا كانت الانتخابات التشريعية الحرة النظيفة التي حصدت من خلالها الجبهات الثلاث الأغلبية البرلمانية.
وهنا تدخلت قوّة أخرى لم تكن مهيأة للتدخل في- تصوري- فأوقفت المسار الانتخابي، لتبدأ المتاعب الاقتصادية والاجتماعية والامنية،وتتوقف التنمية في الجزائر لمدة تزيد عن ال 10 سنوات وربما أكثر.
 وهنا أتوقف فاسحا المجال للتاريخ للتقييم والتدوين وأمور أخرى.

النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...