الاحتيال صفة ذميمة ممقوتة، يرفضها الجميع ويعاقب عليها القانون في كل
المجتمعات البشرية، وإن تعددت صفة المحتال، إلا أنه يبقى الشخص غير السوي،
الذي يفعل عكس ما يقول، ويكتنز الأموال من غير وجه حق،فهو الكاذب المحتال
المنافق، المزوّر لكل ما يجده أمامه، ويطرح الشك في الكثير من القيم العلمية
والدينية المطلقة، ويزعم أنه يشفي الأبرص ويعالج داء السرطان والسيدا
بخبرته ومهارته طبعا ، ويضيف إليها إرادة ومشيئة الله طبعا.
هذه هي صفة
المحتال الدجال الطفيلي الذي يعيش ويكبر في الأوساط الهشة غير المتعلمة، غير الواعية، في المجتمعات المتخلّفة حضاريا وثقافيا، قد يستخدم السحر
ماظهر منه ومابطن، وقد يتبعه بعبارات من التراتيل الشيطانية المبهمة
المشفوعة بالتهديد والوعيد لمريضه ، وفي كثير من الأحيان يزيّن كلامه
بالترغيب والتنميق حتى يظن الضحية أنه أمام طبيب أو معالج كفؤ ، فينهار
أمامه، ويصبح لا يرى إلا هو، فينطق بكلمات ليست كالكلمات، إنها الخدعة
والمهارة،وقد نحى بعض الرقاة من المسلمين وأشبابههم ، هذا المنحى أمام
مرضاهم من المؤمنين، بتعذيبهم بالنار أو بغرس الأظافر في أماكن حساسة من
أجسادهم الطرية، لينتزعوا اعترافات الجن الساكن فيهم، من ضحاياهم المرضى
قهرا وجورا.
إنها لمفارقة عجيبة ، لا أساس لها من الدين، ولا مكان لها في
سير السلف الصالح
فالرقية الشرعية تستخدم مع المؤمن الصالح الذي يتلذذ
بالتلاوة القرآنية، وهي ليست العلاج ، بل التخفيف من الألم والصبر على
القضاء، فالله نسأل أن يرشد المؤمنين، ويفرج عنهم، ويشفي مرضاهم، ويوقف
أعمال المحتالين، الدجالين والمشعوذين...آمين
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire