mardi 11 juin 2013

شيطان من بشر

خاطرة
كانت منزوية في ركن وحدها، بعيدة عن الأنظار كحيوان شارد فقد قوته بعد نجاته من موت قريب.
 كاد أن يجعل منه غذاء شهيا لمفترسين جياع، لا يرحمونه مهما توسل، فكان فراره  الوسيلة الوحيدة  للنجاة والحياة  والحفاظ على النوع.
جلست الضائعة المسكينة، تواسي نفسها وتداوي جراحها غير المندملة بعدما
اقترب منها وحاول أن يتعرف عليها  بهدوء.
 لكنها أبت بصمت، كان أبلغا من كلام جارح في مثل حالها، إصراره على إستنطاقها كان عبثا.
لتنفجر معبرة ، ما بين  بكاء وعويل، وصراخ وأنين،وكأنها تهذي بكلام
    ...ليسمع قولها، وهي تردد
الرجال معادن، والمعدن الذي عذبني ليس من أصل ترابي، ولا من أصل  ناري، إنه معدن من كوكب آخر وعالم آخر.
 ليتراجع قليلا نحو الخلف، محاولا استنطاقها مرة أخرى، لكنها غظت عنه  الطرف، وأمسكت بحجابها الممزق إلا ثلثه.
 وكأنها تريد أن تقول له، ابتعد عني، بيننا حجاب وستار الحرمة، فمهما كان وضعي، فأنت واحد منهم.
 فمن أهانني وداس على كرامتي، ما هو إلا قدر، تجلى في صورة  قد تشبهك
لكن لا أريد أن أصنفك معهم، ثم فرت نحو المجهول.
أما هو فقد ثبت  وتسمر في مكانه حائرا..
أ ينتقم لها ؟ أو منها ؟
أم يحاول أن ينصفها؟
أم يبكي معها؟
لكنها لم تمهله حتى يتخذ قراره...
فقد سافرت مع أول سيارة قادمة ، مجهولة الهوية  و العنوان  والوظيفة 
ربما تجد راحتها  واستقرارها ، مع شيطان في صورة  بشر. 


lundi 10 juin 2013

مشكلة الإسلام عند البعض


المتتبع للحركة التاريخية المذهبية والطائفية في الإسلام، عبر الأزمنة والعصور، وخاصة في القرون الأخيرة ، يصاب بالذهول والدوران.
رغم أن الإسلام دين واحد وموحّد، وقد نزل على محمد [ص]  الذي سوا  بين الناس من كل  الأجناس والأعراق والقبائل والشعوب والأفراد.
الناس سواسي كأسنان المشط.
فلماذا التطاحن والتعصّب باسم المذهبية إذن؟
هل الدين في حاجة إلى ذلك؟
وهل يعدّ مأجورا أو مذنبا من تطاول أو دافع عن  أصحاب الرسول [ص] والخلفاء الراشدين من بعده؟
 وهل  هؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم ،هم في حاجة إلى من يدافع عنهم أو من  يزكيهم في هذا الزمن؟
شخصيا لا أؤمن بالصراعات الدينية أو المذهبية أو الطائفية مهما كانت طبيعتها أو اتجاهاتها أو أهدافها.
مادام لم يكرّهني أحد على ممارسة الشعائر الإسلامية بالطريقة التي أعرفها أنا، والتي مارسها واتّبعها الرسول محمد [ص]  في حياته قبل مماته.
فلماذا يحاول البعض منا  أي من المسلمين ، أن يجعل من الإسلام وكأنه مشكلة العصر؟
لله الأمر من قبل ومن بعد.
. والسلام على من اتّبع الهدى

dimanche 9 juin 2013

أحببتها / قصة


قصد المكان من غير رضاه ، وقد كان منزعجا بعض الشيئ أو هكذا بدا في مظهره لأول وهلة.
تواجده في الصباح الباكر ومنظره الغريب  بعض الشيئ ، وهو يبحث عن مسلك بين عيون تراقبه من بعيد لأنها لم تألفه من قبل، جعل منه شخصا متميزا، يشار إليه بالبنان، وعرضة لكلام وهمسات الأفواه التي  تنطق بكلمات معبرة عندما تعجز لغة الإشارة في التبليغ عن الهدف والغاية.
كان وسيما مهذبا لطيفا رغم تعاقب السنين وقهر الزمن، فكان الجدية والصرامة والإنضباط هو، تهابه النفوس وتطمئن إليه القلوب وتطيب معه العشرة.
إنه دحمان الضيف الدي حل في المدينة بشحمه وعظمه، في مهمة كلف بأدائها في مدة محددة تاريخا ومكانا وإنجازا وأداء.
عاين دحمان المدينة واكتشف كل مداخلها ومخارجها، حتى عوراتها لم تسلم من إجراءته، وفوق كل ذلك كان بشوشا صارما في أدائه، متسامحا في بعض قراراته التي اتخذها في مهمته.
اكتشفت عيناه على حين غفلة  من بين العشرات ، ذات الحسب والنسب وهي تتمايل في لباس أنيق متميز بألوان ربيعية قد تجذب الفراشات الطائرة ، في قد مياس كشجرة صنوبر صامدة في وجه ريح عاتية، وهي في انتظار سرب  من حمام زاجل اعتاد النزول فوقها.
 وكانت هي الحمامة التي تشرئب إليها العيون من كل صوب وحدب، تريدها في قصورها ساكنة معششة.
رؤية دحمان لجمالها، جعله يثبت ويسكن ويجمد مكانه، كوتد غرس منذ أمد بعيد ليبقى لا  ليتحرك. ثم صلى  على النبي العربي ثلاث مرات،  وشكرا الله ثلاثا  ليثني على الخالق المبدع في خلقه، وكاد أن يسجد -لولا ضيق المكان- تعبدا وشكرا للواحد المصور
اهتزت مشاعر دحمان كشجرة بلوط ألقت بثمارها وظلالها من جراء ريح عاتية، ليستفيد من سخائها كل قريب، سواء كان إنسانا أو حيوانا أو طيرا.
 أما دحمان فقد تصبب عرقا وارتفعت درجة حرارة جسمه، حتى كاد يغمى عليه من جمال وروعة  ما رأى، ثم إنزوى يفكر ويتدبر ذكريات الصبا وحبه الأول، الذي لم ينته أبدا.
عبثا .. حاول دحمان  النسيان، وعدم الإكتراث، لكن كانت  صورتها  ولا شيئ غيرها  في ذهنه ، ثم تحدث مع نفسه قائلا: أحب..  حل به؟   ليشمله  بنعمه ومتاعبه؟ فهو هنا عاشق بالتاكيد، لكن أيكون معشوقا كذلك ؟   هناك نظر في الموضوع.
ثم توقف دحمان عن السير والحركة، وكأنه يريد أن يجد صديقا حميما وفيا ليقص عليه ما رأى، وماسمع ، ويعطيه ما  يحس به من داخله، ويخبره بحقيقة ما جرى له في هذا اليوم، فقد أصبح كالطفل براءة، وكالمجنون حركة، وكالفقيه حكمة ورزانة، وكالفيلسوف حيرة وتساؤلا.
 ثم نظر في اتجاهات مختلفة، وضرب برجله على  الأرض، كمن يريد خرقها، أو كحيوان ضعيف  خائف،  لينذر فصيلته من خطر وحش متربص  قادم نحو القطيع ، ليقول دحمان:  وبمنتهى الجرأة.
أحببتها..أحببتها .. نعم أحببتها!.
 فالحب من دونها لا طعم ولا ذوق له ، ثم غادر المكان من غير أن يترك أثرا 

النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...