أربعون سنة ونيف من الحكم الذي اخترعه العقيد الشاب الذي شاب معه، أنتج
نظاما شموليا متميزا بأتم معنى الكلمة في ليبيا فهو فريد من نوعه عبر
العالم.
وقد بدأت تظهر معالمه ونتائجه السياسية والاجتماعية والثقافية في
نمط الهيئة القيادية للثوار اللبيين في بنغازي، كما يحلو لهم تسمية
أنفسهم.
بدأوا الزعامة والمعارضة ( تزبزبوا قبل أن يتنعبوا) حيث استفزوا
الجار الجنب الجزائر الشقيقة قبل أن يصلوا إلى السلطة، معتقدين أنهم
المنقذين للشقيقة ليبيا وطنهم المفدى، من غول اسمه القذافي، ومن نظام ظالم
تجسّد في العقيد العسكري الذي اختار لنفسه كل النعوت والألقاب والكنيات
إنه معمر القذافي، وأبنائه وبناته السبع حفظهم الله جميعا من الحسد
والعين الضارة المهلكة.
هولاء القادة الليبيين الجدد ، نسوا أو تناسوا أنه لولا
البترول المعروف بالذهب الأسود، والأطماع الغربية فيه ، لما قامت لهم
قائمة ، ولم يجتمع مجلس الأمن ليقرر تلجيم القذافي مكرها أياه على
الإنصياع والخضوع للقرار السيد ،الصادر عن المنظمة الدولية في نيويورك.
فمنذ متى دافع الغرب عن حقوق الإنسان في البلاد العربية والإسلامية ؟
والأمثلة في ذلك كثيرة حيث الصومام ، السعودية،البحرين...وقس على ذلك من
الظلم وأنواع الاستبداد والقهر والتسلط والجوع ونقص في الأمن وقلة
الثمرات.
لكن العالم لم يصح ضميره ، ولم يستيقظ من نومه،ولم يبد ما
أظهره في ليبيا، فليعذرني الثوار اللبيون على هذا التحامل، ليس كرها لهم،
ولكن كلمة حق أريد بها باطل
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire