vendredi 9 août 2019

كهولتي

بدأت قصتي معها، عندما ركبت الحافلة التي كانت مزدحمة بالركاب، ولا مكان للجلوس فيها إلا واقفا مستندا، لحائط أو بشر سويا  والإمساك بمشجاب كشاة مذبوحة مربوطة من رجلها الخلفي لسلخها، في هذه الظروف وسط الروائح المتنوعة ، تصبح ترى  في كل الوجوه المحشورة معك، كأنك تريد استنطاق بعضها  بعض ولكنك لاتجد مبررا لذلك وهنا ظهرالمنقذ الذي ناديني بلطف وأدب قائلا:
 عمو تعالى خذ مكاني كأنه ميزني عن كل الحضور المحشور معي في الحافلة، اقتربت منه وهمست في أذنه بلطف وتقدير.
 شكرا يابني بإمكاني الوقوف فقد أنزل في المحطة القادمة، وهنا عرفت أنني أصبحت متميزا وخرجت من مرحلة عمرية إلى مرحلة عمرية أخرى من عمري، جعلت غيري يحن على ويصنفني مع فئة الكهول، وما علي إلا بالقبول قبول هذه المرحلة .كان اليوم شاقا، والسفر متعبا والمهمة لم تنته، وأنا أمارس مهامي كموظف يتنقل من مكان إلى آخر.
قصتي هذه تطورت وكبرت معي، وأصبحت محل قبول واهتمام من طرفي، بل أصبحت واقعا معيشا أعيشه بكل صدق، كأن أبقى أعيش  بقلب الشباب دائما، وأتكيف مع صديقتي الجديدة التي حاولت أن تعطيني وقارا وتسقط علي هالة من الاحترام، خصوصا وأن المجتمع بعاداته وتقاليده،  فرضها فرضا،وكنت وكأنني تابعا لهذا المجتمع الذي يحدد باقية عمري وفق طقوسه، الشيئ الذي جعلني أشق له عصا الطاعة في كثير من الحالات ، حتى لا أذوب في شمولية قاتلة، مفروضة على كل الكهول والمسنين في انتظار التغيير أو الذوبان أو الموت.

النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...