dimanche 8 avril 2012

عمى الأبصار

فئة من الناس، كافرة بالتغيير مهما كان مصدره، قلوبها غلظة، لا ترى ما يراه الآخرون من نعم الحرية والديمقراطية والتبادل على السلطة، فالتجديد والإبداع والاستقرار لايعنيها،هذه الفئة آمنت وربما اقتنعت بما قدّم لها من فتات هامش الحرية لينعم باسمها المستبدون والمتسلطون، والانتهازيون، تحت شعارات براقة مختلفة الألوان والأشكال والطبائع.
وهنا يزرع المنتفعون والمتشبثون بالسلطة، الشك بأساليب التخويف مرة والترغيب مرة أخرى في فئة عمى الأبصار، ويحاولون إظهار أنفسهم كأنهم المنقدون وحدهم وهم الورثة الشرعيون للحكم.
 طبعا من حقهم  فعل ذلك للحفاظ على المكاسب الذاتية،مع أنهم هم المنتفعون دائما وهم الأكثر ولاء للخارج، ثقافة وإعلاما، واقتصادا، وانتماء، يسخّرون ثروات البلاد لأغراضهم الشخصية بالدرجة الأولى تحت غطاء المهمات الخاصة،هم وأزواجهم وذريتهم، ثم خدمة الدولة بالدرجة الثانية لايخضعون للرقابة ولا للمساءلة.
هؤلاء المنتفعون من الريع الذين يطلق عليهم صفة النظام بالمعنى الشمولي للكلمة يحاولون دائما الحفاظ على مكتسباته النفعية الريعية بتجنيد فئة عمى الأبصار، وبث فيهم الروح العدائية لكل مناد بالتغيير، ومحاولة نعته بالعمالة والخروج عن الدين والملة وقلة الوطنية، والعقوق للنظام، وأنه بزوال هذا النظام السائد تسقط الجزائر وتقع فريسة للاستعمار من جديد.
هذه الاستراتيجية المنفذة بدقة من لدن السلطات المستفيدة من الريع، تولّد عنها فئة عامة ذات أغلبية من الجزائريين ولا أقول الجزائريات لأنهن مازلن ناقصات عقل ودين في نظر النظام والشعب المتخلف،والمنتفعين منه،بأنهم صم بكم عمي لايفقهون شيئا، سوى الولاء للنظام ومحاولة تقديسه إلى أبد الآبدين، منهم المرتزق، ومن هم الرعاع، ومن هم المجندون، ومنهم المنتفع.
 لكن ليس فيهم المواطن الحقيقي الذي يستطيع أن يميز ما بين المصالح العليا المشتركة لوطنه، والمصالح العليا لفئة النظام السائد المتشبث بالحكم إلى الأبد.
 لذلك يستغل النظام الوضع، ويطبق سياسة التسويف والمماطلة ليستقر، في الوقت الذي نرى شعوب العالم المتقدم، تنعم بالحرية والرخاء، بفضل تقسيم الثروة بالعدل والانصاف لكل حسب عمله، وإبداعه، ومساهمته في الدخل الوطني الخام.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...