jeudi 11 juin 2020

شيطان من بشر


 كانت منزوية في ركن وحدها، بعيدة عن الأنظار كحيوان شارد فقد قوّته بعد نجاته من موت قريب، كاد أن يجعل منه غداء شهيا لمفترسين جيّاع، لا يرحمونه مهما توسل، فكان فراره  الوسيلة الوحيدة  للنجاة والحياة  والحفاظ على النوع .
جلست الضائعة المسكينة، تواسي نفسها وتدّاوي جراحها غير المندملة بعدما اقترب منها وحاول أن يتعرف عليها  بهدوء، لكنها أبت بصمت كان أبلغ من كلام جارح في مثل حالها، إصراره على إستنطاقها كان عبثا و كفى لتنفجر معبرة ، ما بين  بكاء وعويل، وصراخ وأنين،وكأنها تهدي بكلام  ليسمعْ قولهان وهي تردد الرجال معادن، والمعدن الذي عذبني ليس من أصل ترابي، ولا من أصل  ناري، إنه معدن من كوكب آخر وعالم آخر، ليتراجع قليلا نحو الخلف، محاولا استنطاقها مرة أخرى، لكنها غضت عنه  الطرف، وأمسكت بحجابها الممزّق إلا ثلثه، وكأنها تريد أن تقول له، ابتعد عني، بيننا حجاب وستار الحرمة، فمهما كان وضعي، فأنت واحد منهم، فمن أهانني وداس على كرامتي، ما هو إلا قدر، تجلى في صورة قد تشبهك، لكن لا أريد أن أصنّفك معهم.
 ثم فرت نحو المجهول، أما هو فقد ثبت  وتسمّر في مكانه حائرا أ ينتقم لها ؟ أم يحاول أن ينصفها؟ أم يبكي معها؟.
 لكنها لم تمْهله حتى يتخّذ قراره ،فقد سافرت مع أول سيارة قادمة ، مجهولة الهويّة و العنوان  والوظيفة،  ربما تجد راحتها  واستقرارها ، مع شيطان  آخر في صورة  بشر 

jeudi 4 juin 2020

آلتي الجديدة

بالأمس فقط اشتريت آلة جديدة، كنت سعيدا بها ، لكن سعادتي لم تدم طويلا، إذ توقّفت بمجرد ما انطلقت، فقالت لي شريكتي، وقّيلا عين بها.
أما أنا فقد ذهب ذهني بعيدا ، وبدأت استعد لأتفاوض مع البائع كي يستردها بعد مجيئ النهار الموالي، كان ذلك كافليذهب النعاس من عيوني إلى حين، لكن ماهي إلا لحظات حتى تذكرت أن السلحفاة في البرية ترمي ببيضها في الطبيعة، وتقول: فكْرتْ ولاّ الله لافكْرتْ.
كانت هذه الجملة المنسوبة إلى السلحفاة، مخفّفة لي، وكافية لتجعلني أنام كطفل امدلّل بين أحضان أمّ حنينة آمنة، فالصبّاح ربّاح، وفعلا تذكرت في الصباح آلتي الجديدة كي آخذها إلى الدّكان الذي اشتريتها منه، فتأملتها جيّدا كأنني أودّعها للمرة الأخيرة، فإذا بي أرى أن هناك براغي شبه مفكّكة، بل بعضها ليست في أماكانها أصلا.
عندها تناولت علبة مفاتيحي الخامدة بسبب البطالة التي فرضت عليها، وأرجعت البراغي إلى أماكنهم، فعادت آلتي ومعها فرحتي كما كانت.
عندها تذكّرت أن الرزّانة والتعقّل مفتاح متعدّد لحل أكثر من مشكلة.

jeudi 21 mai 2020

صورة عدو وهمي

الناس إللي تشرك فمها بلا مبرر، وتعتبر فرنسا عدوا أبديا، فيقوا ياناس.. فمصالح البلد، أكبر بكثير من غباء بشر غوغائي لا يعرف كيف يتصرف، بل يتصرف كالأحمق في الغالب، لأنه جنّد بطريقة سذجة ، ليكون أداة ومطيّة، لأناس تعرف كيف تمتطيه وقت الحاجة، وتوجّهه وتجعل منه بوقا، مقابل فتات وبقايا غذاء، لمائدة هيّئت لمن يملك ناصيّته،.
تذكّر يا هذا.. أن غذاءك خاضع لهيمنة أجنبية، وأنت تابع لكارتل رأسمالي أو سوق  احتكاري، لست أنت ولا دولتك سيدا فيه، حتى وإن ملكت أموال الريع البترولي، فالبيع والشراء قد يتم بعد زوال الكورونا بالولاء والمعيرفة في العلاقات الدولية، و قد يخضع لرأس أو وجه الزبون، أي البيع بشروط، وأنت تعلم أن جلّ سلتك الغذائية ، تأتي من فرنسا أو عبرها ، على الأقل حتى الآن.
فاحتفظ بالفنطازية ديّالك عندك، واهتم بتطوير بلدك ، بعيدا عن اتهام بلد ، كان مستعمرا لأرضك، لكن أباءك وأجدادك حرّروها من الاستعمار، وجعلوك خليفة فيها، لبنائها لا لتسب التاريخ  وتستسلم كسلحفاة مسنة عاجزة ، وانت تبقى تراوّح مكانك.

mardi 19 mai 2020

يوميات كاتب : قدرنا

يوميات كاتب : قدرنا: قدر مجتمعاتنا العربية والإسلامية، تأسيس الدول القائمة على أساس الدين ، وهي التي تقوم بقتل أو تجميد العقول النيرة، ليصفى لها الجو العام ، ث...

قدرنا

قدر مجتمعاتنا العربية والإسلامية، تأسيس الدول القائمة على أساس الدين ، وهي التي تقوم بقتل أو تجميد العقول النيرة، ليصفى لها الجو العام ، ثم تركن إلى الخرافة والدجل واستغلال التاريخ والماضي التليد، ثم ترجع إلى الإنحطاط كمن سبقتها من الدويلات، وتمسح كل ذلك في العدو الخارجي، والإلحاد الفكري، والتقاتل المذهبي والطائفي. 
وهكذا كان التاريخ العربي والإسلامي منذ أكثر من أربع عشرة قرنا ، والحال يتكرر بشيء من التغيير الطفيف ،الذي يضعه أو يفرضه علينا و لنا الغرب الكافر، بين قوسين الساخر منّا، لولا ثرواتنا الباطنية التي تزخر بها الأراضي الواسعة في البلاد العربية

الإيمان

تكلم عن الإيمان الذي في قلبك بالطريقة التي ترضيك، ولاتقذف غيرك في إيمانه، الذي قد يختلف معك فيه، كما أنه لايحق لك، التطاول على العلم والعلماء.
 والعلماء هنا  المقصود بهم ،المبدعون والمخترعون الذين يسّروا لك نمط الحياة، وجعلوا حياتك جنّة في الأرض،رغم أن الكثير من أمثالك لايستحقون ذلك، لا لشيء سوى أنهم يكفرون بالنعم التي ضحى من أجل تحقيقها بشر،لانهم تركوا نعيم الدنيا واهتموا باسعاد البشرية باختراعات عجيبة ، هي الآن ملك لنا جميعاً ، لافرق بين أبيض وأسود ، ولا بين كافر ومؤمن، ولا بين ذكر وانثى.
إنها الإنسانية التي خلقها الله في قلوبنا، والتي يجب احترامها والتعايش معها، فالاختلاف جزء من هذه الإنسانية الرحيمة، التي زرعها الله فينا، أي في عباده كافة ، والعقل هو الموجّه فيها، لأنه خاصية بشرية بامتياز ، اي صنع الخالق الذي أتقن كل شيئ.

dimanche 19 avril 2020

كورونا

كنا جلوسا  نتحاور ونتسامر في إحدى الإقامات الخاصة بمفتشي التربية، أو ما يعرف بالإقامة ،أو دار الضياف، في إحدى الولايات بالهضاب العليا، وكان كل واحد منا يسرد قصة، حدثت له وهو يتنقل من مقاطعة إلى أخرى، و من ولاية إلى ولاية أخرى أخرى.
وهنا حدّثنا زميل تقي ورع  أذكر إسمه إنه  سي العربي، وصفته بهذا الوصف، لأنه كان إمامنا في الإقامة، رغم أن السلفيين بعضهم لايصلي خلفه وينعته بالطرقي بين قوسين.
قلت حدّثنا سي العربي، أنه كان  ذات يوم  في مدينة تمنغست في أقصى الجنوب، حيث زار وفتّش أستاذا بها ،ثم طار إلى العاصمة ليزور ويفتش في نفس اليوم أستاذا في باب الواد بالعاصمة ، الأمر الذي جعل المفتشية العامة تطلب منه تفسيرا لذلك.
وقال أيضا، كنت مرة في مدينة عين صالح ،مع زميلة مفتشة جديدة ، أي لم تعتاد على المكان، وقلت لها ماذا لوتقطعت بنا السبل وتوقف الطيران؟ كيف نعود إلى بيوتنا؟ قال فبكت المسكينة،  وأصابها  نوع من الاكتئاب، قال وتحولت إلى راق لها، حتى أرفع لها المعنويات وأصبرها.
والعبرة هنا ، هو أن  ما نعيشه الآن، قد حدث وتوقف الطيران كلية في العالم كله ، وأصبح العالم معزولا ، غير مترابط مع بعضه البعض في هذا المجال.
 الأمر الذي أوجد مواطنين عالقين بعيدين عن بلدانهم وأسرهم في مختلف القارات.
إن فيروس كورونا  هذا ، خلق لنا جوا جديدا، لم يكن مألوفا على الأقل طيلة السبعين سنة الأخيرة ، إذ أصبح العالم معزولا بصفة إرادية،  خائفا من تنقل الأشخاص والممتلكات والسلع، والأكثر من ذلك ، العالم مهدد في اقتصاده بأزمة مالية كبيرة.
كما أن دور العبادة ولمختلف الأديان، والمعتقدات توقفت عن النشاط ،كالحج الى الأماكن المقدسة ، العربية السعودية والعراق وروما وغيرها.
كما أن كل الرياضات والأنشطة توقفت أو أصابها ركودا وكسادا، وفرض الحجر الصحي على الناس في بيوتهم ومدنهم، بل أكثر من ذلك، هو  تأجيل أكبر دورة رياضية عالمية،  ألا وهي الدورة الألمبية التي تقام كل أربع سنوات لهذا الصيف إلى الصيف المقبل في مدينة طوكيواليابانية.
وهكذا نستخلص إن الحياة بسيطة حقيقة، ولكن قد تتعقد بين يوم وآخر،وعلى الإنسان أن يتدبر الأمر بشكل جيد وجاد.

vendredi 17 avril 2020

همسك

همسك يؤنسني
نظرتك تحدثني
قربك  موسيقى.
فتعالي واقتربي.
قصيدتي لحنا
يثير مشاعر.
فأنت أنت قصة
عشتها وأهملتها
والتاريخ سجلها
من ماض مضى
 واندثر.. إلا أنت
 كنت.. حبيبتي.




الموت و الحياة

الموت ليس بعيداً عنا، والحياة معنا نعيشها لحظة بلحظة، ونتمتع بحلوها ومرها، صحيح الكثير منا يعاني من المر، والقليل منا يتمتع بها.
 هكذا كان حظه فيها،لكن هناك ممّن لا يتمتع بحلو الحياة، والأكثر من ذلك يتعذّب وهو صبّور قنّوع بما أعطاه الله.
 وهناك فئة لاتملك في الحياة إلّا الإزعاج وتتربص بالآخر دون سبب وجيه، فتموت مرتين مرة بفقرها ومرة بحسدها وتخاذلها، فتبقى تعاني دائما وهي فرحة بمعاناتها، كأن متعتها هي ذلك أي خلقت لتكون كذلك.
فلاتستغرب إذا وجدته سعيدا وهو حافي القدمين، فارغ البطن، هشّ العظام ، ومع ذلك يفتخر بمن وضعه في حالته تلك.
 هكذا هي الدنيا أو هكذا فرض علينا أن نقبلها، وأي فهم مستنير فهو نشّاذ كنوطة موسيقية شاذة ،خرجت مزعجة في لحن منسجم جميل فأسدت الإبداع الموسيقي الرائع.

samedi 29 février 2020

أين المبادئ ؟

لماذا تضيع المبادئ في الدول والشعوب المتخلفة ؟ من يحرص على زرع الشك في نفوس الناس ويبعد القيم النبيلة من عقولهم؟ .
 هل الحياة المعيشية الهادئة لا تحلو إلا بالكذب، والتحايل والنفاق، من أعلى هرم في السلطة إلى القاعدة المهترئة الهشة، التي صنعت بمنظومة تربوية كاذبة  وعدالة مزيفة، وبأنظمة دعاية وإشهارية منافقة، مقابل فتات يدفع لشيوخ  ضالين ومضللين، ودعاة كاذبين ؟ فأصبح الدين عندهم  لعبة،  والسياسة تقديس للحاكم ولوكان عربيدا  جاء من بلاد الواق واق.
 ماذا أصاب الناس في هذه الأرض؟ من يملك حق التوجيه والاستغلال وسن القوانين ؟ أسئلة تطرح في زمن لم يعد للون معنى،  فالأبيض ليس كل الناس يرونه أبيضا.

jeudi 30 janvier 2020

محاصرة النفس

عندما تحاصر نفسك طواعية ،بعادات وتقاليد اجتماعية ودينية وسياسية ، فإنك اخترت واتخذت موقفا.
 هذا الموقف يبقى معك لايفارقك، حتى تجد أن حياتك قد إنتهت، إما إذا اجتهدت وعشت مفكرا.
 فإن حياتك قد تختلف عن الآخرين في الأمور المألوفة، وإذا لم تطوروتنمي عقلك وقريحتك، فإنك في النهاية  تقول ياليتني كنت ترابا.
هي الحياة الدنيا هكذا، نعيشها مرة واحدة ، وقد أعطانا الله معها حلولا واختيارات يمكن للإنسان استغلالها، ليعيش بحرية وفي رفاهية وصحة.
 فالأريب يعرف هذا، ويحاول أن يطوره بإمكانياته الذاتية والجماعية، والأحمق طبعا يبقى دائما يتصارع بين نفسه وحماقته، حتى يأتي أجله ويكون عند ذلك نسيا منسيا.

النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...