dimanche 30 décembre 2012

معذبة في واحة القهر 8


صراع  ضد من ؟
سارت الأيام بين أخذ وعطاء، بين حب وكره، بين باطل وشر، بين ودّ وعتاب . وهداية صامدة ثابتة، تتربص بها الدنيا  وهي تنظر من خلفها وأمامامها، تنظر إلى ماض بعيد قريب، وإلى حاضرمعيش، فيه من السعادة الشيء  القليل، ومن الشقاوة النصيب  الكبير
هداية اليوم مع نفسها سائلة، لضميرها  مؤنّبة، لحياتها نادبة، تريد أشياء كثيرة فقد تعذّبت كثيرا، وعذّبت غيرها من غير أن تشعر هي  بذلك، كانت ودودا ولودا في رخمها وأفكارها، في معاشرتها وطموحاتها، منطوية على نفسها إلا من بعض الخلق الذين كانت تراهم أترابا لها، قادرين على التقرب منها ومجاراتها في الكلام والتحدث معها، كانت من صنف  نادر للمرأة الذكية الحساسة التي تفعل ما يجول بخاطرها دون تردد،  ودون  اعتبار لأحد، أي كان هذا الأحد، والوحدانية هنا غير الله الصمد
فحبها  لفيصل  ثابت  لكن حب بطريقتها! فهي العاشقة المقدمة نحو عاشقها  بخطوة،  والمتراجعة، المترددة  بثلاث خطوات، إنه الخوف والذعر وقلّة الثقة،  وربما العقدة الثابتة في مسارحياتها غير الثابتة المحفوفة بالأشواك والمخاطر اللامتناهية، هي هكذا تتصور دائما نفسها فوق الظنون،  وخارج الحياة العادية
كانت  هداية اليوم  حزينة،  سعيدة  قلقة، من غير أن تجد تفسيرا لهذه المتناقضات والأضداد المجتمعة دفعة واحدة في كيانها، فهي أكيدعاشقة مقصّرة في حق حبيب،  وعدته السعادة الكاملة دون إلتزام منها، ومقصّرة في حق زوج أمّن لها الراحة والاستقرار، لكنها كانت بالقرب منه  كجسد بلا  روح ، و وروح بلا حرارة  ولا دفء كانت هداية  بعيدة عن أطفال، ولّدوا ليعيشوا سعداء دون تقصير من أحد، فهل كانت هي المقصّرة؟ إنها هداية التي تتصارع مع الكل، لكنها تريد الكل فهل يتحقق هذا الكل ؟     

samedi 29 décembre 2012

معشوقتي ... أنا


 جذّابة، أنيقة المظهر،  بعيدة المنال،منشغلة بأمور الدنيا ومطالبها،لم تكن كالأخريات، اللائي خلقن للعبث وإمتاع الآخر بالملذّات،كأنّهن  لابسات عاريات ،  ماشيات واقفات، راقصات نادبات، يتأملّهن العاقل حوريات هاربات من جحيم الموبيقات، أو يتسابقن للفوز بجنّات خالدات.
  هكذا بدا مظهرهّن، في شكل أغصان أشجار  باسقات،  يابسات كأعجاز نخل خاويات من هول الصدمات.
  لكنها ، كانت كالخالدات المبشّرات بالنعيم  من الروضات، لم تؤثر فيها مظالم الحياة، ولا نظرة الطامعين القاتلات ، ولا سيوف الغدر الماضيات، ولا السّهام المسنّنات، المصوبّة نحوها كراجمات الصواريخ المدمرات.
  كانت واقفة كجلمود صخر تحدّى الظروف وكل الكائنات، إنها  بلادي ووطني الجزائر رمز الصمود، ورفض المحرّمات، ومعقل العلم والجهاد، وعرّين الأسد، وملجأ المظلوم في الأيام الحالكات. 
بلادي وإن جارت علي عزيزة، وأهلي وإن غدروا بي كرام.

mercredi 26 décembre 2012

معذبة في واحة القهر 7


العاشق المجنون
تكيفت هداية مع ظروفها النفسية والاجتماعية، بشكل لم يكن ليخفى على أحد، فلم تعد معاناتها شخصية.! بل انتقلت المعاناة إلى عاشقها المحبوب فيصل ، الذي  وقف إلى جانبها يواسيها، ويشجّعها عشقا فيها، وفي أخلاقها ومواقفها الجادة والصارمة، فأصبحت جزء منه، إذ لايمر يوم  من غير رؤيتها أو سماعها، سواء عبر رنات الهاتف ، أو عبر الوسائل الأخرى التي تمتلكها هداية دون إزعاج لها، إلاّ وكان يوما من أيامه التي لا تعد ولا تحصى
فيصل  شخص وسيم خلوق متأدب، يحب الدنيا، ويهوى الحياة، ولا ينسى الدار الآخرة، لقد أقبلت عليه  هداية في البداية كامرأة معجبة بشخصه ومكانته، عاشقة لجماله ونبل أخلاقه، متطلعة لكسب ودّه، والفوز بقلبه المرهف الحساس المليئ بالمشاعر الفياضة والشهامة  التي لا نظير لها، فكان رجلا، ونعم الرجل هو، عشقته بنبل وصدق، صارحته بحبها، أغدقت عليه بحنانها وعطفها وجمالها  ومكرها في آن واحد، أسكنته فردوس ممتلكاتها، وحمته  في قلبها ، كرجل ورفيق  لحياتها، عبر كلمات كانت تهمس بها في أذنيه، وقد صارحت أيّاه بعلو مكانته ، و جعلته سكنا سكنته، وأخفته عزيزا مبجّلا في سويداء قلبها المفعم بالحر والتقدير، وأقفلت عليه سجينا من غير سجّان، ومحبوس من غير اتهام، كطائر مهاجر تأخر في الهجر مع رفاقه إلى أرض بعيدة، لكنه ألفها واعتاد عليها، ليواصل الحياة البيولوجية فيها، حيث التكاثر، لكنه شعر وكأنه حرم منها ليبقى أسيرا لمحبوبته، التي وعدته بكلام عذب زلال  يتلألأ كان يخرج من فمها، ساطعا بين شفتيها ذات اللون الوردي الممزوج باللون الرمّاني، كقلعة عمرانية فينيقية مرمّمة حديثا، مدهونة بزيت طلاء نفيس النوع والتركيب، ليسطع منهالونه، كبريق أمل طلّ وبان ، مع شعاع شمس دافئة، ليتدثّر بها ذاك  الإنسان الضعيف الباحث عن الدفء الطبيعيي  في أحضان إله قادر كريم،  لا يدفع ثمنه، إلا بشكر وطاعة  لرب ومعبود واحد عظيم
لقد اصطدم فيصل بواقع حبّ  مرّ، أشد مرارة من الحنظل، وأحر من حرارة الجمر، فالعاشق كان هو فيصل  المدلّل، المحب الأسير  لعشق  امرأة أحبها لم تكن كغيرها من النساء، ودّا وعطفا، وقد كبر ودّه  لها ليتحوّل إلى عشق متيم ، ثم إلى عذاب دائم، فهو الآن بدأ يعاني من جفاء حبيبته، هداية المتزوجة من غيره أولا، و من قساوة مجتمع لا يعترف بعلاقات حب خارج الزواج، فصنّف فيصل نفسه في خانة العاشق المجنون ، حتى إشعار آخر

vendredi 21 décembre 2012

معذبة في واحة القهر 6 / يتبع


قلب أسير
استيقظت في يوم جميل،  لترى الدنيا أمامها ومن حولها، وكأنها سجن كبير موصد الأبواب،مفاتيحه في خزانة حديدية محروسة ، يقف على بابها  خزّان أمين، لايعصي أوامر سيده،في يده مفتاح وعصا غليظة ، كأنه عسكري  في جيش انكشاري  درّب لصيانة الأمانة وحفظ الوديعة، لا يفكر إلا في خدمة وطاعة سيده، الذي كلّفه بالمهمّة المسندة إليه 
كان الجو باردا خارج البيت،ومع ذلك  لم تتمالك نفسها ، وخرجت مسرعة نحو فناء البيت  كمن  يبحث عن شيئ ضاع منه في الحال، كان لباسها شفافا رقيقا، منسوج من حرير ناعم ، وقد أظهر بعض مفاتنها المستورة عن العامة دون قصد منها، إلا أنها تداركت في الحين أنها عاصية لأمر الخالق، بفعل تسرب نسمة باردة ، و وخز ريح  بارد شديد،  رفع ستارها الحريري الناعم  وكا شفا شعرها المصبوغ بلون رمال ذهبية مسترسلة على شاطئ  جزائري  آمن،  خال من  السياح  إلا من بعض العشاق المتهورين، الذين ليس لهم  مأوى  سوى هذا الشاطئ الفسيح المذهّب ، وأبان عن جسمها الأنيق،  كغزالة شاردة في صحراء خالية جدبة  في ريعان فتوتها تبحث عن ماء أولتلحق بقطيع بني جلدتها، حيث الأمن والأمان وراحة البال، كان منظرها يوحي لغيرها ،بأشياء كثيرة، إلا هي  لم تكن لترى حالها، فرجعت مسرعة إلى حيث انطلقت، لتجد  رمضان  في انتظارها، وقدحضّر المائدة وتفنّن  في عملية التحضير، حيث  الطعام والشراب  وبعض من أجود فواكة الفصل والعصر  والبلد، مع عصير خاص ممزوج تفنن وأبدع في تحضيره، إنه لها باعتارها رفيقة الدربّ في آخر العمر، وهدية ّ منه لها  بمناسبة الراحة  الأسبوعية ، واقتراب حلول  تاريخ عيد ميلادها  المقرون  بعيد ميلاد  المسيح  بن مريم عليه السلام ،وتودّدا لها كشريكة العمر، تقاسمه الفراش والحلم، ومطالب الحياة الأخرى
هداية اليوم ليست كعادتها في نظر  رمضان  زوجها الذي قضى و أمضى  حياته مع غيرها، حيث أنجب وكوّن، وهو  اليوم جد، مستقبله  ماضيه، وماضيه حاضره، أما هداية   فكانت أسير قلبها، الذي هو أسير عاشقها فيصل ، حيث صنع منه تاجا وصولجان، يحج إليه كلما اشتاق لها، فكانت تبادله الحب والوفاء علنا، أما المتعة فمن وراء حجاب، اتقاء لشر البلية، واحتراما لقدسية الرابطة  الزوجية التي تربطها برمضان الزوج والرفيق،  والتي جعلت منها معذبة في واحة ليست كواحاة الجزائر الثرية، جنة في جحيم   

 

mercredi 19 décembre 2012

معذبة في واحة القهر 5 / يتبع


تذكّرت
بعد فرح ونعيم ، ومتعة  وجحيم ، وحياة مصطنعة في جنات  النعيم، تذكرت أنها أم لأولاد، بنون وبنات، لم   يكونوا بجانبها في الحالة التي هي عليها الآن، إنها تحبّهم، وتريد أن ترعاهم  وتسهر على إسعادهم  وحمايتهم، وتحرص على أن يكبروا بالقرب منها، تراقب نموهم ، في غدو  ورواح، بين شغب ودلال، ومداعبة وتأنيب ومشاركة كالكبار
جلست شاردة الذهن، تتأمل مصيرها  وحالها ، في سكون وصمت مرعب مخيف، تحاور نفسها من داخلها، لعلها تجد تبريرا  لضياع أبنائها فلذات كبدها،  في أيد رجل ظالم متعجرف في نظرها، لا يستحق أن يحيا حياة عادية كغيره من الرجال، إنه الظلم و الجبروت هو،  ومع ذلك كان الوصي والحامي لأبناء، ولدوا من رحمها ليعيشوا بعيدا عنها، لقد امتصوا ورضعوا حليب  ثدييها، وفطموا على يدها، إنه قدرها
هداية  اليوم تعيسة جدا ، ربما لدنو العطلة الشتوية منها، أو لأنها ستكون حبيسة الدار، فتكون خادمة أمينة لرمضان الذي من غير شك سيزيد في طلباته تجاه هداية، التي  قد يقلّ خروجها ودخولها من وإلى البيت من غير سبب، فتكبر وتزداد معاناتها، ويزداد شوقها لرؤية وسماع  وملاقاة حبيبها المتيم بحبها، إنه  فيصل الذي سكن قلبها،  وعذّبها، وربما تجافى عليها، لقد مزّق كيانها،لكنه  جعل منها إمرأة عاشقة متيمة، ومعشوقة جذّابة، بكلمات كان  يغازلها، إنها كلما  ليست كالكلمات التي اعتادت على سماعها من لدن أزواجها السابقين، أو عشّاقها اللاحقين  المتربصين بها في كل حين
هداية الآن تتصارع مع نفسها ومع حبّها وحبيبها ، بين مد وجزر،بين تقدّم  وتأخّر، بين تردد واندفاع، إنها تنشد الحب والاستقرار،  السكينة وراحة البال،  وفوق كل ذلك، هي امرأة في حاجة إلى التّمتع  والمتعة، قبل أن يذبل جمالها مع مرّ الأيام، وهنا عبّرت هداية  بصوت مدوّ، وصرخت كأنثى مجروحة للدفاع عن صغارها، ليسمع  كل من حولها،  إلا رمضان الذي  كان ينعم في راحة بال، فنام  نوما عميقا، لم يتمكن من الاستيقاظ لصرختها المدويّة، فظل نائما كمن شرب دواء ليكمل الليل كله  نائما     

lundi 17 décembre 2012

معذبة في واحة القهر 4/ يتبع

الليل قرّرت
رجعت من عمل شاق، واجهت في طريقها أناس طيبون، أناس سذّج،أناس لا عمل لهم، تعرضت لسهام  من كلمات مدويّة  كصواريخ عابرة،  سمعت كلمات ليست كالكلمات، منها الجارحة العميقة الجرح  الذي لايندمل أبدا، وكلمات طيّبة، طيبتها  تذيب الحجر  الصلب في مجرى نهر متدفق من أعالي جبال راسية
هداية هادئة الطبع والموقف، بعيدة عن الشبهة  والتصنّع، ناطقة الوسامة في المنظر،تعجب العاشق المدلّل، تنافس الملائكة في الطاعة،كان يومها  مكتمل  المهام والراحة، مثقل بالهموم والأوجاع والمسرات، وفوق كل ذلك كانت عرضة لسماع كلمات  وغمزات من عشّاق الظرف، والطريق من مختلف الأعمار والجهات
وصلت كعادتها لتجد من يتنظرها بفارغ الصبر  وشوق الملاقاة ، الذي عبّر عن قلقه بالكثير من الأهّات، إنه  رمضان رفيقها الذي  كان مستلق على فراش من خشب مكسو برداء أبيض، كأنه مكان لعرض جثة غير آيلة للإندثار، فزمأر كأسد شارف يبحث عن أنثاه وقد  ضاعت منه، بفعل مرور السنين وتداول الأيام
أما هي  هداية  فقد عبّرت عن حضورها كأنثى حيوان مفترس لم تجد ولم تمسك بصيدها اليوم كله، فباتت على طواها،ثم جلست بالقرب من رمضان تحدّثه عن الطريق ومصاعبه عن الكلمات الرنانة المدويّة التي سمعتها، عن التلويح بالإشارات اليدوية  التي رأتها من طرف السائقين الذين تجاوزتهم أو قابلتهم عند الذهاب و الأياب، والإزعاج أو الغيرة التي  تكون قد سبّبتها لهم وهي تقود السيارة الجميلة  الأنيقة في انسياب  رائع جميل ، كسائق خبير، يحسن القيادة و المناورة والتجاوزبأساليب ومهارات عالية
أما هو رمضان  فكان كطفل موعود بلعبة جديدة، كان يتنظر  اكتشافها لأول مرة، فلم يعبأ لأنوثتها، ولا  لجمالها، فهمّ بها راجيا متوسلا أن تعطف عليه بحنانها، وتغطّيه بدفئها، وتضمه إلى  صدرها كطفل غيورلم يفطم بعد، من أخيه في سن لا يتعدى الثالثة
بعد الترحاب وتناول قهوة المساء، ساد الصمت الرهيب إلا من بعض أصوات  نقيق الضفادع المنبعث  بالقرب من منزلها،  كان الهدوء مشجّعا على الاسترسال في أحلام يقظة عاشتها المسكينة في نظرها،  الجميلة في نظر عاشقها، المتقرّب منها بخطوات ثابتة، المتيّم بحبها ،الذي يتربص بها ليل نهار، طالبا ودّها ، وساعيا إلى امتلاك قلبها المرهف والمثقل بحب ولد ميتا، إذ لم يكن إلا  خدعة لها وعليها، ثم فكّرت مليا، ونظرت في جوف السماء لعلّها  ترى ربا كريما، يسمعها ويغفر لها ذنوبها، ويمحو خطيئتها، فاندعت مهرولة نحو هاتفها  الثابت قي ركن  من أركان البيت، بالقرب من المدفأة، لتنادي وتستجيب لدعوة حبيبها وعاشقها الولهان بحبها، المتتبع لخطواتها، بعد ما قررت في ليلتها هاته، أن تستجيب لدعوة حبيبها وعاشقها  فيصل، لكن التكنولوجيا تعطّلت، و لم تكن لتسايرها في مغامرتها، في ليل مضى  إلا ثلثه، فهاتف عاشقها فيصل  كان مغلقا، حيث عادت إلى رمضان  لتتفقد حالته الصحية كعادتها، ثم استسلمت لنوم عميق، لم تنعم به منذ مدة 
  

mardi 11 décembre 2012

ظهر الفساد


ظهر الفسّاد وانتشر وعمّ  ربوع البلاد، شرقها وغربها ، شمالها وجنوبها،  وإكان على درجة متفاوتة في التوزيع والتركيز والانتشار.
  فالمفسدون لم يعودوا موزعّين  في حيّز  معيّن معروف، أو فيئة معينّة من المجتمع، أو متستّرين من وراءحجاب.
 بل أصبحوا شبه ظاهرة مقنّنة  اجتماعيا، ومحميّة قانونا،بفعل الآليات المتّبعة  في مكافحة الرشوة والفساد والحقرة والتهميش  والتعسف في استخدام السلطة.
  وضعف الوازع الديني والأخلاقي ، وإن كان كل الناس  يغلقون محلاتهم  الخدماتية ما بين نهاية الصبيحة و الزوال من يوم الجمعة،  استجابة للشرع أولا.
 وريّاء وخوفا من التصنيف الاجتماعي ،  وربما نكّاية  في المسافرين والمرضى، وانتقاما من السلطة الطاغية بالمخالفة والرفض.
  والطاعة والاستجابة لأمرالله صلاة الجمعة.
فهضم الحقوق التي لا تردّ في الغالب لأصحابها إلا بشقّ الأنفس،  أو الدفع بصاحب الحق  إلى ارتكاب المعصيّة.
 وعدم الأخذ بحق المظلوم إلا نادرا، إلا إذا كان  من ذوي القربى  للسلطة  في المظلمة، أو كان من خاصية الخاصة  في الولاء.
 فالقانون يعلو،  لكنه لايستطيع أن يشمل الجميع بصرامته ورحمته، والناس ليسوا سواسيّ في تطبيقه والاستفادة منه.
يبقى في الأخير،  هذا التشخيص   الفاضح المخزّي للفساد وانتشاره ، يشمل  ويخص  بعض الدول العربية.
  ولكل واحد منا  أن يضع المعايير  ويحدّد المؤشرات ليصنّف مكانة بلاده في ظاهرة انتشاره.
  فربّما  هذا الانتشار  لا يعني به أية دولة عربية على سطح الكرة الأرضية. 


 

lundi 10 décembre 2012

معذبة في واحة القهر 3/ يتبع

يوم من أيام هداية
اليوم ليس كسابقه، في الترحال والعمل والحركة، إنه يوم عليها وليس لها
هداية منشغلة من الداخل، في صراع مع نفسها،مع من أوجد لها ظروفا كهذه وتركها وحيدة، تئن وتتعذب، تقاتل وتصارع لتبقى قائمة كشجرة مباركة ثابة في الأرض، وفروعها في السماء، صامدة في مهب الرياح  والأعاصير ، والسيول الجارفة
 إنها هي،  هداية المعجب بها، الجميلة في سنها، القادرة على ممارسة شعائرها الدينية والدنياوية بحرية ولطف وإمعان  وتقدير
ها قد شرعت اليوم  في الخروج، في انشراح  مبتسمة الثغر، في حياء واحتشام، حسبها ملاقاة حبيبها الواعد الموعود،  في غدو  ورواح، كأنها ضاربة له موعدا في مكان اختارته هي ليس موعدا غراميا، ولا موعد عمل ، ولا هوشبيها لهما في شيئ
كانت  كمن يعيش أحلام يقظة فيها متعة الترحال السفر، دون محطات محددة ، ودون جواز سفر، أو تذكرة معلومة الهدف والغاية، لكنها كانت مصرّة على الخروج
تهيأت، تزينت، راقها منظرها ، عبر مرآة  عاكسة، نظرت في تجاهات مختلفة، صدفة رأت خيال رمضان بعلها، يطلّ  عليها من وراء شقاق، طلّ عليها عبر ضوء متسرب، ليقول لها: لا، لا تخرجي، أنا هنا  في انتظار خدماتك غير المنتهية الأجل  والصلاحية، التي ألفتها منك، فلا تتركينني وحدي! فدفؤك، وحنانك  وعطفك  عبادة، وغضبك موسيقى رنانة، وعتابك درس في الصبر والطاعة،وهنا  في هذه اللحظة بالذات ،  صرخت بكل ما تملك من قوّة لتقول :  كفى ، كفى، فأنا لم أعد  اليوم  إلا راهبة،  في خدمة قديس، قد ابتلاني  به الله  ليكون شاهدا  ومنقذا، من عذاب ،  أنا لست آثمة
ورمت بكل جسدها الممتلئ في انبطاح غير حذر،  وغير منتظم،  بين شخير، وزفير، وبكاء وعويل، لتندب حظها، من غير تأنيب لأي ضمير،  لتعود إلى رشدها بعد وعي رزين، وتلمس بجسم رفيقها الملقي بجسده  بالقرب منها، وكأنهاتقول له: أنا هنا ، وأياك فافعل شيئا ترضاه لي،  ولك أيه العليل الحكيم، ثم استسلمت لنوم هادئ  عميق ، في انتظار ليل قادم ، لا يكون بالتأكيد عادلا
  

lundi 3 décembre 2012

دكتوراه في التديّــــن


ما شدّ وأثار  انتباهي أكثر في السنوات الأخيرة ،  ظهور علماء في التديّن برتبة دكتوراه  وهي الرتبة  التي لم تكن مألوفة  لدى شيوخنا الأفاضل من قبل.
وهي ظاهرة  جديدة جيّدة ،  في وقت أصبح الدين ، دين دولة، أي  ملك يمين السلطة الحاكمة في البلاد العربية، تحرّك به رجالاتها في مجال اللاهوت والعبادات،  في المواسم والأعياد خاصة،  للتمجيد أو التنديد أو الدعاء، وفق الحاجة الملحّة في مجال الوعظ والإرشاد، والدعاية، والدعاية المضادة.
هؤلاء الناس أي العلماءالمتخصصون جدا، في مجال الإفتاء والدعوة للحاكم، لكي ينصره الله على قومه وشعبه  في مجال التسيّير والبقاء في الكرسي أبد الدهر، وتوزيع الفتات على الرعيّة، من االناس، وعامة العامة، بطريقة حق أريد بها باطل.
إن امتلاك ناصيّة العلم حقّ، واكتساب منهجييته، واجب مقدّس، لكن اكتساب الألقاب لكبح الرعية، وزحزحة شيوخ الزوايا من مناصبهم الموروثة ، و ربما حتى التطاول عليهم برتبة دكتور قضية فيها نظر.
إن المؤمن يقتنع، وهو مقتنع بقوّة الإيمان الذي في قلبه وسلوكه، وبصفاء السريرة ، ونقاوة الأخلاق، والإلتزام بأوامر ونواهي الدين، سواء وصلته عن طريق عالم برتبة دكتور، أو ولي صالح يحفظ الستين حزبا، وسيرة سنن سيّد الخلق  وخاتم المرسلين محمّد صلى الله عليه وسلم.
تبقى هذه الملاحظات ذاتية ظرفية، وهي مجرد  قراءة  ووجهة نظر، أتمنى ألا تزعّج الشيوخ الأفاضل من دكاترة، وحفظة القرآن الكريم ، وكل المتفقّهين في الدين  إلى يوم الدين.

dimanche 25 novembre 2012

من تعلّم لغة قوم، أمن شرهم


 عنوان المقال  هو  حديث للرسول صل الله عليه وسلم، أردت أن أفتح به مقالي، ليتصدر بداية لحادثة  أو واقعة ، أردت أن أشير إليها هنا، وهي أنه خلال ثورة التحرير الجزائرية المجيدة، وإبان المعارك الطاحنة المتعددة التي خاضها المجاهدون البواسل، عبر الجبال والوديان والأحراش والصحاري، كثيرا ما يستشهد أو يجرح أو يتم القبض على أحد أو مجموعة من المجاهدين، فيتم استنطاقهم بعد تعذّيبهم، لمحاولة انتزاع الاعترافات منهم، فيقتل الكثير منهم دون محاكمة، سوى لأظهار الرّعب والخوف أمام باقي المجاهدين الأسرى من أجل مواصلة أخذ الاعترافات حول تركّز باقي المجاهدين ورجاّلات الثورة ومخططاتهم الجهادية، ضد العدو الاستعماري الهمجي أولا، وانتقاما من الثورة والثوار ثانيا.
وهنا يحكي أويروى أن  أحد المجاهين  الشّجعان من قادة جيش التحرير الوطني، فيقول: أنه أسر وتم ربطه لهيكل مدرّعة حربية فرنسية، ليعدم بعد حين وينتهي أمره،لولا أنه لكلّ أجل كتّاب.
  فقد ظلّ مقيّدا في انتظار وصول الضابط الذي قد يأمر بإعدامه حينا، وعند وصول الضابط المكلف بالعملية، بدأ في مساءلة المجاهد الأسير، دون الإستعانة بمترجم حول أسباب الثورة والغاية منها، ولماذا انخرط فيها؟ مع أنه مثقّف ومن عائلة ثرية وميسورة الحال، ومن وجّاهة القوم، فكان رد المجاهد الجزائري الأسير، بلغة العدو وهي  الفرنسية طبعا ، بطريقة سليمة من الأخطاء، بل كانت لغة بليغة أبهرت الضابط الفرنسي، حينها قال هذا الضابط الفرنسي: 
أنا لا أعدم رجلا يتقن اللغة الفرنسية، ليس حبا في المجاهد أو عطفا عليه، لكن حفاظا على اللسان الفرنسي الذي يملكه  هذا المجاهد الجزائري الأسير، وهي عبرة  لمفهوم الوطن والوطنية، وحكمة ربانية ذكرها  القرآن الكريم في محكم التنزيل، أن  لكل أجل كتاب، وإلى الله المثوى والمآب.
أما المجاهد فقد عاش بعد الاستقلال، وعمّر طويلا إلى أن أصبح ضابطا ساميا في الجيش الوطني الشعبي، وشارك في الحرب العربية سنة  1967 ضد العدو الإسرائيلي، إلى أن توفي على فراش الموت، كبعير شارف، وورّي الثرى، في قرية شهدت موته مرتين.  

samedi 24 novembre 2012

معذبة في واحة القهر 2/ يتبع

ذكريات مؤلمة
وقفت متأملة، قارئة لماضيها، عبر صفحات مندسة عنوة في دفاتر أيامها، لعلّها تجد إشعاعا لنافذة شمس تطل منها وعليها بدفئها الفاتر كدفء علاقتها بمن يعاشرها حقا، لا متعة، بل واجبا سننيا، لا رغبة، ولا انتقاما، لأيام مظلمة عاشتها هداية جحيما، إنها معاناة ذاتية لا يحس بها  من كانت حياته عادية. وفي ظل هذاالخيال التصوري الواسع في ظل الزمن الممتع، الخال من الحساب، أوالعتاب، إلا من نفحات تأنيب ضمير تسرّبت منه عبر شعاع شمس خرج فجأة دون إذن بفعل  انقشاع سحابة صيف  مرت بالقرب من المنزل المقيمة فيه، لتأخذ معها أهات وأنين ماض لاينسى، وجرح لا يندمل، وولد لايؤتمن عطفه وحنانه، بفعل تراكم السنين والمواقف، وتعدد الخصام بين الأصول دون أن يكون له موقف يحسب له أو عليه، في حياة هي أعقد من سنن الخلق كلها، نداها سيدها ليسرد عليها  تاريخ سيرته  المثقل بالخبرة والهموم والإنجازات، مبديا حصراته وأسفه على من تركته وحيدا في دنيا لا تراعي المنطق في أحداثها، ولا التوازن في قراراتها، فهي خبط عشواء من تصب تمته ومن تخطئ يعمّر فيهرم، إنه رفيق دربها الجديد رمضان الذي احتاج  التقرّب منها وإليها كعادته، لتقص عليه بعض من قصاص الحياة اليومية،والتحرشات التي لحقت بها عند خروجها للعمل، من طرف رجال أعجبوا بفتوّتها، وهندامها وأناقتها، لتصنع فيه غيرة ونشاطا، وشبابا مصطنعا، فكان ولوعا مطيعا، يسمع كالطفل براءة، وكالحمل وداعة ولطفا، وكالأمير تملكا،أما هداية فكانت تعيش قصّة غرايمة في داخلها عنيفة، لو خرجرت للعلن وأباحت بها له، لدفعت بالشيخ ليتدحرج كجلمود صخرحطّه السيل  من أعلى قد لا يحتمله سطح أرض في وهد نهرمن جراء صدمة السقوط التي غيّرت مجرى ماء النهر في تجاه مغاير للطبيعة، لكنهاآنست رمضان على التو، وداعبته بخفة وحنان ، فمسحت برأسه وخده، وكلّمته، وكأنه حبّها الأول  وليس الأخير  

mercredi 21 novembre 2012

معذبة في واحة القهر/ رواية

بداية الفيض
 اقتربت منه خائفة، وكأنها  مذعورة من خطر داهمها عبر سنين من الزمن، لتقص وتحكي قصتها المؤثرة، التي لم تجد من يصغي لها من أقاربها المقربين، وأصدقائها المزيّفين، بسبب كثرة الأهات والإهانات التي تعرضت لها في حياتها، من أقرب الناس لها وإليها، إنه قدرها الذي لم تصنعها يدها المغلولة، ولا عقلها الذي ظل خاملا مكبلا بالأفكار الجامدة المتجمدة، وكأنه حنّط ليبقى أثرا بعد عين ليس إلا
إنها هداية، البنت المصون المدللة، بنت العشرين ربيعا ، ذات الحقبتين، حيث العز والشرف والعلم،كانت جذابة، أنيقة المظهر، تسرّ الناظرين، وتريح القلب الشغوف بالحب والأمل، لذلك كانت قبلة ومزارا لمريديها من جيلها من الشباب الطموح للفوز بودها وجمالها، وشمعة مضيئة لمن حولها، أدبا وخلقا وجمالا، إنها المعذبة بلا ذنب،المدانة من غيرجرم ، المقتّص منها من غيرحكم قاضٍِ، سوى قدرها الذي لم يرحمها، فوضعها  في خانة المعذبين في الأرض، وبالتحديد في واحة من القهروالجبروت،أمام رجل متجبّر. الجهل هو، والكذب هو، والنفاق هو،والذل هو. فأذلها محبّة، وضربها عشقا وتدللا،وطردها متعتة وتشردا. أنجب منها الولد حرمانا وتعزيرا وانتقاما،عبث بها وبجمالها تأديبا، وحاصرها عدوا، لتفر بجلدها هروبا، تاركة وراءها حزنا ثقيلا وحلما متبخرا عظيما،لا ترضاه أنثى لنفسها حتى ولو كانت نباتا.إنها المعذبة وسط قوم لا يأبهون للظلم قياسا، ولا للفطرة عبرة، لتجد نفسها في خدمة شيخ طاعن في السن ملاذا،  وفي حبه طاعة ومجدا،لقد حباها الكريم مكانة وجاها، ووفّر لهاحبا وصدقا، وكانت هي كالخادم الأمين الذي يأتمر بأوامر سيده، طاعة وحبا وإخلاصا، فلا هي تمتّعت بحياتها وفتوة شبابها، ولا الشيخ رضي عنها..فكانت المعذبة في واحة القهر

mercredi 17 octobre 2012

التكنولوجيا بين مبدع ومستفيد


حدّثني أحدهم عاد مؤخّرا من إمارةعربية تقع بالخليج العربي، عمّا شاهد وعاش وعايش خلال فترة وجيزة جدا ضمن زيارة سياحة وعمل، معبّرا عن انبهاره وإعجابه الكبير عمّا شاهده، وعمّا وصلت إليه هذه الإمارة  العربية من تقدّم وازدهار ورقي اجتماعي وثقافي واقتصادي، بفعل الإنجازات التي لا تقلّ أهمية عمّا أنجزه الغرب الصناعي أوربا واليابان والماريكان.
هذا الزائر المنبهر بالتكنولوجيا الحديثة المسخّرة في خدمة الاقتصاد والمواطن الخليجي بشكل عام ولا سيما في مجال الإعلام الآلي والبنوك والمؤسسات الاقتصادية والتجارية
عبّر عن أسفه الشديد عن الفارق التنموي الحاصل بيننا كجزائر بلدنا العزيز، وبين هذه الإمارة الفتية - ( اللهم لا حسد ) - في كل المجالات.
فما المانع من أن تكون الجزائر دولة متطورة متحكّمة في آليات وميكانيزمات التكنولوجيا الحديثة في مجال الإعلام  والاتصال والبنوك؟
 أم هي العوائق البشرية التي تتفنن في استعمال وتوظيف البروقراطية بأرقى الطرق والأساليب، بل قد تتفنن فيها.
 هذه  العراقيل هي التي توضع  في عجلات عربة التنمية الجزائرية لتوقفها، وتحدّ من سرعتها، لتبقى واقفة أو تراوح مكانها الثابت.
 فالثروة والمال والرجال والمؤسسات والنيّة الحسنة  كلها متوفرة، و هي لا تنقصنا.
 فأين الخلل يا ترى؟ تلك هي الإشكالية أو المعضلة، فمن لها ؟ 

mercredi 3 octobre 2012

وقفة .. من التاريخ


ذات يوم من فصل خريف جاف وحار من سنة 1988،وسط انتشاركبير للإشاعة، والإشاعة المغرضة، تحرك سطح  الجزائر كله، إلا جزء يسير منه، ظل يتفرج و يراقب هذه الحركة السطحية الثورية وتحولاتها  واتجاهاتها  العفوية في مسارات غير معلومة الغاية والهدف والوسيلة،كانت الحركة عبارة عن زلزال عميق وعنيف، هز الشعب الجزائري برمته شرقا وغربا شمالا وجنوبا،كان شبه شامل للبلد كله باستثناء بعض الجيوب التي ظلت تراقب وتماطل لتحاول فهم ما يجري فالمساندة العفوية في مثل هذه الظروف قدلا تنفع بل ربما تضر أكثر..
كان الأسبوع كله حركيا شبه دموي ، حيث غطّت وعمّت الفوضى ربوع الوطن،فنهبت أسواق الفلاح والأروقة الجزائرية، وكل التعاونيات الاستهلاكية التابعة للدولة والعمال، ولم تسلم أية جهة أومؤسسة تسمّى أو يطلق عليها الشركة الوطنية أنذاك كانت تنشط في المجال التجاري والاقتصادي.
كما تعرضت مراكز الشرطة للاقتحام من طرف المراهقين والشباب الثائر، فاكتشفت عوراتها وباتت خاوية على عروشها، إنه الزلزال الشعبي الشامل المدوي الذي كان له وقع  أكثر من زلزال الأصنام الطبيعي الذي ضرب المنطقة في نفس الفترة من سنة 1980.
إنها لمفارقة عجيبة حلّت بالجزائر الآمنة المستقرة ذات السياسة الواضحة والحياة الأفضل في الخطاب السياسي الرسمي للدولة والحزب أنذاك.
فمن فعلها؟أهي العفوية؟أم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية؟ أم هي التحولات الدولية التي عرفتها الكتلة الشرقية بقيادة غورباتشوف الروسي؟
وعلى أية حال، أي كان المتسبب،فإن المستفيد منها هم القلّة القليلة من فلول النظام الأحادي، والبورجوازية الناشئة من كبار الضباط وكبارالتجاروبعض المضاربين وفئة من رجال الدين والانتهازيين بمختلف أصنافهم، في حين لم يجن الشعب سوى الشعارات الجوفاء والمواقف المنفّرة، وظهور الأحزاب السياسية الموجّهة المتضادة وسط جو مشحون بالتطرف الديني واللغوي والثقافي في مجتمع فقير مادي وتنظيمي وسياسي،كان في حاجة إلى الرأفة به في كل أمور الحياة المتشعبة.
ووسط هذا الجو المشحون والمتناقض ثقافيا وتوجيهيا كانت الانتخابات التشريعية الحرة النظيفة التي حصدت من خلالها الجبهات الثلاث الأغلبية البرلمانية.
وهنا تدخلت قوّة أخرى لم تكن مهيأة للتدخل في- تصوري- فأوقفت المسار الانتخابي، لتبدأ المتاعب الاقتصادية والاجتماعية والامنية،وتتوقف التنمية في الجزائر لمدة تزيد عن ال 10 سنوات وربما أكثر.
 وهنا أتوقف فاسحا المجال للتاريخ للتقييم والتدوين وأمور أخرى.

jeudi 20 septembre 2012

جنات جزائرية


لاتزال عملية النقل و التنقل من بجاية وإلى جيجل في الحافلة متوقفة أو شبه متوقفة إلى إشعار آخر،  بعد مضي أكثر من سنة، والمواطن  والسائح بصفة عامة  يدفع الثمن دائما دون أن يجد مخرجا. 
فأصحاب الحافلات لايمكنهم المرور عبر المنعرجات الجبلية الصعبة، ولا يمكنهم المرور عبر الأنفاق في إطار مشاريع  لم يكتمل إنجازها بعد.
وعلى المسافر أن  يدفع  ثمن التأخر في الإنجاز و ربما حتى الارتجالية في التنفيذ والمتابعة.  
 ليبقى  ينتظر و ينتظر  ربما لعدة سنوات، ليتمتع بنعيم جنات فوق الأرض، أنزلها الله عبرة لعباده، في أرض حباها جمالا ورونقا ومتعة. 
 واختار لها سكانها عبر التاريخ  والأجيال أسماء متداولة تعرف بها،  إنها: العوانة،  أفتيس،  زيامة منصورية.
  مناطق تسرّ  وتبهج الناظرين، مناطق تخاطب العقل الواعي، وتظهر قوّة الإبداع الإلهي في خلقه.
تمسك بالأحاسيس والمشاعر الإنسانية،  وتتعاقد معها، ألفة ووجدانا.
 إنها مناطق ليست كغيرها جمالا، إنها جنّات  من نعيم، بسطها الله لعباده عبرة  واقتداء. فهي جمع من البحر والجبال والسهول والغابة، في تضاريس طبيعية،  يعجز العقل والخيال  في إيجاد الشبه المناسب، لها عجزا وتقصيرا.
 إنها  من إبداع الخالق الأحد، إنجازا وإشرافا وتنفيذا.

lundi 10 septembre 2012

السر عند العرب


السرعند العرب له مفاهيم متعددة، فهو نسبي في المفهوم والمصطلح، ونسبي في الإشاعة، ونسبي في الإفشاء، ونسبي في الاحتفاظ به، إنها الثقافة العربية بالمفهوم العام والشامل للكلمة.
لذلك اختلطت الأمور على الإنسان العربي الذي أصبح لايميز في كثير من المفاهيم كالخيانة والتستر عنها، بحجة عدم إفشاء الأسرار، فظهرت أمثلة عربية محلية منها: ( خلي البير بغطاه ) مثل جزائري، الهدف منه  أن هناك أمورا يجب السكوت عنها،لأن إفشاءها يترتب عنه كشف المستور وهو تهديد ضمني لمن يسمعه، وهي في درجة خطورتها تصل ربما درجة الخيانة الوطنية.
أما الخيانة الزوجية فذلك شأن آخر عند العرب والمسلمين، لأن البوح بها يترتب عنه اللعان أو الرجم حتى الموت أي القصاص  في الموروث الثقافي والديني للعرب المسلمين كافة.
إن مفهوم السر في الحضارات الإنسانية عامة ، هو إخفاء أشياء لايمكن البوح بها لأن كشفها يترتب عنه نتائج قد تكون وخيمة في الحياة الخاصة أو العامة للبشر..لكن عدم القدرة على التمييز ما بين الصالح والطالح في نشر الأخبار وعدم القدرة على التعامل بصدق مع المواطنين العرب، ولّد مفارقات عجيبة في البلدان العربية مثل مرض الزعيم أو الحاكم العربي بالمفهوم الشامل للكلمة، الذي يعد مرضه من الأسرار الهامة للدولة السلطة في هذه  الدول.
 في الوقت الذي يمكن التستر على الخيانات الوطنية للعملاء العرب بحكم انتشار ظاهرة التستر عن القضايا المرتبطة بمفهوم السلطة فلا تظهر الحقيقة إلا بعد فوات الأوان،  وبعد خراب مالطا، كما يقول المثل الشائع..
إن حفظ السر ظاهرة إنسانية نبيلة بين الأشخاص والأحباب خاصة، وهي فطرية طالما كانت ذات بعد إنساني نبيل هدفه حفظ الروح والنفس من الأخطار المحدقة بها، لكن في المقابل التستر على الجرائم مهما كانت طبيعتها خيانة كبيرة للنفس البشرية وللحضارة الإنسانية التي ينبغي أن تسود العالم كله.
 فنبل القيم ونشر الأخلاق الحميدة والحفاظ عليها ليس سرا بل واجبا إنسانيا رفيعا يجب على كل منا الإلتزام به والحرص على تنفيذه في الحياة اليومية، إذ  لايمكن التذرع بأي حجة لتعطيله أو مسحه من حياة الأمم والشعوب.

samedi 25 août 2012

سوريا...اليوم


متى تهدأ  الأمور ويستقر الوضع وتعود الحياة إلى مجالها الطبيعي العادي؟ ألم يصحى  الضمير  الإنساني السوري بعد؟. ألا تتوقف آلة الموت والدمار والخراب؟. ألا يحّق للشعب السوري أن يعيش ويحيا في أمن وأمان واستقرار!؟ ماذا يريد أهل القتل والدمار من سوريا وشعبها؟.ماذا  يجني الجميع بعد الخراب؟أي نظام منتظر إقامته فيها؟ وأي نظام سائد ، لايفكر في شعبه،ولا في حضارته،  ولا في ماضيه،؟ أي بشر وأي إنسان  يساند القتل والنفي  والتشريد  وقطع الأرزاق.! هل هي  الطائفية؟ أم  الجهوية؟أم المصلحة؟أم الظلم المتفشي  في البلد؟ الذي ساهم في نشره الجميع  وإن كان ليس على درجة واحدة من المسؤولية؟.غريب أمر العرب  والأعراب  في هذا البلد المتوسطي الأسيوي. بداعي التغييّر والحرية والديمقراطية،لم تسلم سوريا.  فكانت بؤرة  للصراع  والتطاحن للأمم،وقبلة لكل وسائل الإعلام  ومادة خام   للفضائيات  العربية  والدولية المتخصّصة وغير المتخصّصة  للاستثمار  في شعب عانى ويعاني  وسيعاني  من ويلات الاختلاف،والصراع  على السلطة، والأمم  المتحدة  ما هي إلا أداة،  وكأنها حكم  في مباراة رياضية، أبطالها  سوريون ، هم قتلى وجرحى ومشردون ويتامى وأرامل. ومتفرجوها شعوب وقبائل تظهر تضامنها وتعاطفها، في إشعال فتائلها  المندملة  تحت غطاء  المذهبية والطائفية والأيديولوجية، فإلى متى  تبقى سوريا فرجة  منفّرة،وساحة حرب غير معلنة، وشعب مهجّر،وحضارة في طريق الزوال، نسأل الله أن يلهم العقول  ويقرّب الألفة بين السوريين خاصة، والعرب كافة المنفّرة  المضللّة والمساعدة المؤيدة،  على  تضميد  الجراح  باستقرار الأوضاع ، وفق خطّة  يتّفق عليها معظم السوريين، ولا أقول كل السوريين، فانفاق الكل ضرب من المستحيل في هذا البلد المتوسطي الأسياوي المسلم.

vendredi 17 août 2012

الصداقة ليست وسيلة كبت


بعض الأصدقاء  ينثرون لك  الورد  ويفتخرون بما تكتب  في مجال الرأي والقصة  والخاطرة، فتحسبهم  قراء  رأي وبصيرة، بمعنى قراء نقد، لكنهم  في حقيقة الأمر هم  مساندون  ومناصرون، أوأنهم من  أشباه المساندين فقط .
 وهكذا ترى منهم  من يصبح واعظا، ومنهم من يصبح  معارضا، وكأنك طفل  لا يتعدى سن  الـ 13 ،  فيتدخل  في كبح أفكارك أوتوجيهها، بل يتجرأ  ويرسم لك خريطة طريق  لايمكنك أن تتجاوزها بأي حال من الأحوال، وإلا قد تعرضت  للعتاب أو للتصنيف  في زمرة أو فيئة  معينة  من الكتاب الذين يكتبون تحت الطلب،أو يكتبون تحت شبح  الخوف،أو تحت جشع  الطمع  أو الطموح للإنسان العاقل.
إن الإنسان ولد ليعيش حرا سعيدا  في حياته، وليكوّن تاريخا وأثرا بعد  مماته،  فهو مبدع  في  تفكيره  ومعيشته  وفي كثير من اهتماماته المختلفة،  وهو المسؤول عن أموره الشخصية، إن إيجابا وإن سلبا، فلماذا  إذن هناك  من يضع  الحواجز؟ بحجج مختلفة.
ألا تكفي  الرقابة الذاتية  للكاتب أو المبدع ؟ ألا يعّد  هذا  تدخلا سافرا  في حياة الآخر.!؟
إن الحواجز مهما كانت لاتزيد الإنسان إلا إصرارا  ورغبة  في النجاح والإبداع.
 فالحرية تصنع الفارق، وتبني الإنسان المتمدن، الذي يعرف قيمة غيره، فيحافظ عليها لأن بزوالها يموت الإبداع وينتهي أثر الإنسان
 وهذه مسلمة  تاريخية  أو بديهة منطقية.

jeudi 16 août 2012

بعيدا عن السياسة


يذهب إلى سوق كل الناس،وكل واحد منهم يختار ما يناسبه  فيه،  بيعا  وشراء، عرضا وطلبا،فالسوق يعدّ بمثابة ميزان  أو ترمومتر للتقيّيم  وقياس قيمة السلع المعروضة فيه،  هذه هي العادة  المألوفة في كل الأسواق الأسبوعية المحلية والوطنية،  سواء كانت  هذه الأسواق  عامة  أو متخصصة.

لكن الاختلاف قد يظهر بشكل كبير ربما قد يصل  إلى درجة الاختلال  وعدم التوازن   في فترة  المواسم والأعياد،  وهي سنّة قد يراها  الكثير من المتسوقين    ويعتبرونها نقطة إيجابية  في ديناميكية الحياة التجارية ، الهدف منها تصريف  وبيع  الفاسد  والراكد من السلع  في مثل هذه المواسم والأعياد،لأن هنا يتوقف  منطق القياس  ودرجة  التثمين للقيم   والمعايير  الخاصة بها.

لكن الناس  يثورون ويشتكون،ويتذمرون  من ذلك  وكأنهم  غير مساهمين  أو غير معنيين في العملية، والمساهمة في صنع  هذه الاختلالات  غير المتوازنة  لآلية السوق وديناميكية الحياة التجارية.

فهل السوق  هو الذي تغيّر؟   أما قاصدي السوق  هم من   ساهموا  في تغيره.؟

 أعتقد أن السوق  هو  تقليد  قديم حديث ومعاصر  في تاريخه، و شكله ، وطريقة  عرضه للبضائع والسلع ، فقط يبقى التغيير في من قصد السوق  وطريقة  اقتنائه للسلع والنيّة التي قصد بها السوق،وكل هذه الأمور، أي   أمور التسوق  والبيع والشراء  تدخل  في الموروث الثقافي  والحضاري  للشعوب والأمم.

mercredi 15 août 2012

الإصرار على التخلف


التخلف  نعت  أو صفة مرتبطة ، لاصقة بالدول السائرة في طريق النمو،هذه حقيقة،قد يعارضهاالكثير من القراء الذين  تشبّعوا بثقافة الجهل والتجهيل، والذين  تعلّموا ودرسوا باللغةالأداة،أوالوسيلة المسماة، لغة الخشب،من خلال مسارحياتهم التعليمية والمهنية،الذين كبروا وشبّواعليها،ماضيا وحاضرا، وربّما حتّى مستقبلا !

لست أدري.

هذه الظاهرة السائدة، شبه الشاملة في البلدان التي يطلق عليها  البعض -  تهكّما- عبارة  تطور التخلف- تزداد انتشارا واتساعا وشمولا ،خاصة  في الدول ذات الأنظمة  الشمولية، التي تقدّس الفرد،  وتجعل منه  نبيا معصوما من الخطإ.

فيصبح  كلامه شبه قرآن،وقراراته اجتهاد مأجورا عليه، وغيابه عن الملإ  خلوة ، وعبادة، وظهوره  المفاجئ، حل لكل  المشاكل العالقة.

هذه  النمطية في  الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية،هي السائدة في معظم هذه  البلدان، وهي  النمطية  أو الأسلوب المحبذ  عند السياسيين  والعسكريين،  ماسكي السلطة  بمختلف أصنافهم  وأحزابهم  وجمعياتهم  ورتبهم  وكل من والاًهم ، وتابع التابعين لهم، من خدم  وحشم ، ومن أصحاب  النفوذ والمصالح المؤيدين.

حضرتني  هذه الأفكار،وأنا  أتابع  حركة النمو  والتطور والإزدهار  في البلدان المتقدمة،التي  تجاوزت حركة النشاط التنموي فيهاحدود  المعقول،وأصبح الإنسان  الذي يعيش فيها  يعرف  هوّة سحيقة  بيننا وبينه.

إن على مستوى القيّم والمبادئ،وإن على مستوى الرفاهية، وحقوق الإنسان،مع أن اللغة  أوالثقافة  السائدة  عندنا، هي أننا شعب  صاحب  حضارة،  ونبل القيم،لكن  واقع  الحال،يجعل  القلب   يتالم،والعقل  لا يتدبر، فهل  هي  المصيبة،أم  المحنة،أم الاثنين معا..!!..؟ 

أم  أن التاريخ  توقف  في زمننا هذا، ليعود  ربما في قالب جديد، لكن  في زمن غير زمننا، ولجيل من غير أجيالنا،نسأل الله  اللطف  والسداد.


dimanche 12 août 2012

الجزائريون والرفاهية


  يتفق  كثير  من الناس، على  أن الرفاهية شيء نسبي  لدى الإنسان العادي  في  معظم  بقاع الدنيا، إلا إنه و في الجزائر خاصة، فإ ن الرفاهية لها  طابع  خاص،ويكاد يتساوى فيها الجميع ، الغني  والفقير،العاقل والمجنون،السفيه  والحكيم،المتعلم  والأمي،الجاهل والمؤمن،المرأة والرجل،الصغير والكبير،فهل هي ظاهرة جزائرية !؟أم هي عادة،أم طموح زائد..! أم ماذا؟

هذه النعمة، نعمة الرفاهية،  هي صفة كمالية،  نسبية، و ظرفية ،  كما قد تكون صفة كمالية  متوارثة أب عن جد،كما أنها  قد تضرب خبط عشواء من تصب ،  فتصيب من تشاء،  وتهرب  ممن تشاء،فهي ليست  حقا مكتسبا،ولا واجبا إلزاميا.

إنها  حالة متغيّرة،  غير ثابتة،  في الموروث الحضاري للشعوب والحضارات وفي تاريخ  الأمم والشعوب.

هذه الرفاهية النسبية المتغيرة غير الثابتة،لماذا يصر الكثير من الجزائريين  على أنهم شركاء فيها؟ ولا يقبلون  التنازل عنها، أ في ذلك عبرة.!؟ 

أم أن الأمر لا يعدو  إلا أن يكون   مجرد  تقليد، ومنافسة غير متكافئة،للأفكار والسلوكات،  وأنماط الحياة والمعيشة ، جوهرها، التقليد الأعمى ،وظاهرها التحدي، ونتيجتها الإنتحار الإرادي.!

إن المنافسة  حافز من الحوافز المشجعة  على الإبداع ، لكنها ليست على حساب عدم التكافؤ  في البنيات  والمداخيل، لذا  وضعت المعايير والمؤشرات للتصنيف والتبويب،احتراما للذات  والقدرات البشرية، حتى لاتتعرض للهلاك  أو الفناء،فالتغنانت الجزائرية، ليست  دائما  صالحة!


mardi 7 août 2012

خاطرة / عدت يا يوم مولدي


في صبيحة رطبة،  ليوم  الاثنين من ليالي الصيف الحار. استبشرت والدتي بعد  مخاض عسير..بأن الله يهب ذكورا وإناثا، وأن احتكار البنات  لرحم واحد، تأباه الفطرة، فكانت الولادة ، وكانت الحياة، وكانت الفرحة.  تلك الفرحة  المقرونة بزغرودة جدتي  شبه اليائسة من الحياة بفعل تعاقب وتراكمات  السنين  وتقادمها،  ولهول  الاستعمار وأخطاره المهددة، لكن سنة الحياة  كانت أقوى من الكل، فالزغرودة كانت بمثابة إعلان  لمجموعة أو لفوج  حصّاد الشعير  في الحقل المجاور للبيت الذي رأيت النور فيه،  ليستبشروا  وينعموا  ربما  بشيء رطب يتلذذونه بعد تعب وكد  وإرهاق شديد، وسط حر صيفي لايطاق.إنها الحياة الريفية  المحفوفة  بالأخطار،غير العادية في  زمن غير آمن وغير عاد، فثورة التحرير الوطني من الاستعمار الفرنسي انطلقت وكبرت، وانتشرت لتشمل الوطن كله.

هذا الميلاد  السعيد،عاد من جديد بعد خمس وثلاثين مرة،  ليحمل معه  هدية جميلة  مثمثلة  في مولود ذكر جميل ، سعّدت وفرحت به كثيرا،  لأنه كان عبارة  عن هدية عيد ميلادي السعيد،   حيث فرحت العائلة  أيما فرح وسعادة، كما أنه أحدث ثورة في وتيرة حياة والدتي المرحومة الحاجة يمينة، وجعلها تعيش الحضانة من جديد، إذ اعتبرت الحدث بمثابة  الأنيس الشرعي والحامي الحقيقي لأخواته الإناث.  فكان الوريث، وكان الطفل وكان ولي العهد هو.

عاد يوم  مولدي هذه المرة  مرتبطا بذكرى الفتح المبين، ليجمع بين تاريخ أمة، أعتز بانتمائي إليها، وليشهد أنني مازلت أشهد و أؤمن بالولاء والإنتماء والتعبد للإسلام دينا ، وتابع التابعين لرسالة محمد النبي (ص) خاتم المرسلين.

  اليوم  أحتفل  بعيد ميلادي، وعيد ميلاد ولدي، في يوم مشترك  موحّد أوحد،  مصادف  لذكرى عزيزة علي، فما  أرحمك  يارب ، وما أسعدني أنا، العبد الضعيف، ورحم الله والديا الأكرمين ، ووالد الوالدين. يا أرحم الراحمين.

mercredi 25 juillet 2012

عندما تعبّر المرأة العربية


من جنسها اللطيف هي ،أسست لنفسها هالة من التقديس والاعتبار، بنت قصورا وحدائق  بالأحلام، فسكنتها دون منافس أو مزاحم ،هي المرأة العربية المتعلّمة التي جمعت  الماضي وما يحتويه من تراث شامل، وتقاليد حيّة يصعب تجاوزها،وما اكتسبته من معارف ومكتسبات وخبرات، بفعل نور العلم والتعلّم، وسفورها الإرادي بحكم الخروج والدخول من وإلى  البيت والبلد، في نطاق سوق العمل الذي حتّم عليها أخذ المبادرة في كل شيء، كأن تحتك وتعاشر وتصاحب، بل وتعشق،وتغامر على غرار مثيلاتها من الأوربيات والأمريكيات، بعدما خلعت عنها ثوب الوقار والحياء،  فلم تبق مجرد سلعة  تخضع للعرض أوالطلب فقط، بل أصبحت سلعة خاضعة للمنافسة إن في  العرض أو في الطلب في آن واحد، بمعني أصبح يحق لها المغامرة مثلا  بخطبة الرجل الذي يناسبها والمبادرة في خلعه إذا لم  يكن مؤهلا للقوّامة، بالمفهوم الشامل للكلمة في نطاق الشريعة الإسلامية.
إنها المرأة المتعلمة الحديثة المعاصرة في البلاد العربية المستنيرة، التي عرفت درجة من التطور  تؤهلها بأن تكون رائدة في مجال حرية المرأة.
أما وضع المرأة في  باقي البلاد العربية الأخرى، فهو أنها مايزال ينظر إليها  إلى أنها ربع الرجل في المضجع والمعاشرة، ونصفه في الأمور الدنياوية والمدنية الأخرى،
إذ لاتزال مجرد بضاعة معروضة في السوق، يقوم على شؤونها ذكر من محارمها حتى ولو كان طفلا.
هذه الأنثى العربية،! ربما هي المرأة الوحيدة التي ماتزال تزفّ لبعلها ، وهي قاصر، وسط هالة من مظاهر الفرح ، الذي يحضره الأقارب والأهل والأحباب والأصدقاء، وكأنهم كلّهم تواطؤوا للإشهاد بهذا العمل غير الإنساني الأممي ، إنها الحياة العربية، أو حياة المرأة العربية السعيدة.

lundi 23 juillet 2012

الصوم مع الصائمين

هي العادة أو الصدفة أو  ربما  حتى ظلم  الوالدين  التي جعلت منه  فردا في مجتمع يفعل عكس ما يؤمن ، ويؤمن بم لا يفعل، فتراه يتعبد مع المتعبدين، ويسرق مع السارقين،ويثور مع الثائرين،ويصحو مع الصاحين.
هذا المواطن الذي يعيش في مجتمع هذا طبعه،هل تنتظر منه أن يعي مفهوم المبدأ، والحرية، واحترام الآخر، والإيمان بالدين كقيمة أخلاقية ، وبناء حضارة، والتوريث في الأرض بعد التمكن منها.
هل يحق له أن يتباهى ويتفاخر بانتمائه ؟ أم هو مجرد رقم عددي  في كم  هائل من البشر  يزعمون أنهم على حق.
لكن أفعالهم تنبئ بالكثير من المبيقات  التي ما أنزل الله بها من سلطان.
نسأل الله الرحمة والغفران في شهر الصيام والقيام.

dimanche 22 juillet 2012

في شهر الصيام

رمضان في البلاد الإسلامية، شهر متميز في كل شيء ،في الأكل في النوم في التجوال في العبادات في المعاملات،إنه فعلا خاصية أو ظاهرة إسلامية متميزة.
فهو عبادة قبل أن يكون حاجة أخرى،سنه الرسول (ص) كفريضة للمسلمين في حياتهم وتاريخهم.
إنه الصوم الصحي أو هكذا يتفنن الدعاة من المسلمين في محاولة إثبات أوإظهار ذلك  من خلال الدروس الوعظية عبر المساجد والتجمعات  المنتشرة في البلاد الإسلامية، أو هو الصوم الفردي والجماعي ،الذي ينتظر منه الصائمون المسلمون  فرحتهما ، الأولى والثانية أي  فرحة الإفطار وفرحة العيد.
هذا الشهر العظيم والعادي في تاريخ الإسلام والمسلمين ،  تحول من شهر عبادة ونشاط وجهاد وكد ، إلى شهر كسل وخمول، وربما تحول في كثير من البلاد العربية إلى فعل المبيقات من صخب ومجون وتطفل.وتحريض على فعل المنكر بشتى الأشكال.
إنه شيء من السلوك الخاص بالمسلمين  في رمضان   وليس سلوك الشرع بالنسبة للمسلم في شهر الصيام.
وأمام هذا السلوكات الخاصة تظهر وتكبر المبيقات التي يقوم بها المسلمون،ويحاولون ربط ذلك بظاهرة الصيام التعبدي،مع أنهم في واقع الحال،  معظم المسلمين  لايقومون إلا بالصيام الظاهري القائم على الرياء والنفاق والتظاهر بإماطة الأذى ونصرة المظلوم ومساعدة الفقير وابن السبيل، ولسان حالهم يقول اللهم استرنا في رمضان.
وقدرنا على صيامه وقيامه،اللهم أنت عفو تحب العفو فاعفوا عنا،
وتقبل الله صيام كل الصائمين... آمين

vendredi 20 juillet 2012

عبادتي

عبادتي خالصة لخالق لا يحتاج إلى تبرير سبب عبادتي أياه، فهو الأحق والأكرم والرازق،إنه الإله الأحد الصمد، الذي ليس كمثله أحد.
سقت هذه المقدمة لأبيّن للكثيرمن المتدينين،المتعبدين الذين يحاولون إقناع الناس بحب إله  يصفونه بأنه  إله يوزع الخير على الناس، ويحاولون ربط ذلك بالجزاء وبالعقاب
بل هناك من يتمادى ويتطاول  في ذلك  إلى أبعد الحدود اعتقادا منه  بأن التبسيط والتهليل والترغيب  في طاعة الله عز وجل لايكون  إلا بالخوف منه، وتعذيب وإذلال النفس التي خلقها سبحانه وتعالى  تقرّبا منه، وتعبّدا له 
 ويحاولون أن يجعلوا من  ذات الله الصفة التي  تطغى وتهيمن وتتجبّر، في حين إن الله عز وجل رحيم بعباده، كريم سخي في عطائه، متسامح معهم
فليبقى هو الله الذي وسعت رحمته كل شيء، وهو الأحق بالعبادة والتقديس،وما دون ذلك فهو هراء ومذلّة
نسأله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا الصيام والقيام وجميع العبادات،وأن يرضى عنا في جميع سلوكاتنا، ويغفر لنا
فهو رب العباد الذي لانفرّ منه،إلا لنتقّرب إليه أكثر، وهو أحقّ بأن يعبد ويطاع بجاه نبيه المصطفى محمّد صلى الله عليه وسلم

mercredi 4 juillet 2012

وطني الجزائر

في الذكرى الـ 50 .

  إننا ننعم بالحرية والاستقلال، ولا نخاف  من أحد.

إنها  الحياة والتطور والتشييد في بلدي  الكبير المفدى  الجزائر.

بلد الشهداء، بلد العظماء، بلد  الجوارح  البلد الثائر .

 أنه  وطني الذي قد يختلف عن   جميع الأوطان في نظري.

 لأنه بلدي، وفقط .

بلدي جنة في الأرض، وأهله  من الإنس والجن والملائكة مجتمعين.

وطني الجزائر، متعة، جمال ، جهاد ، معاناة،حيوية، نشاط .

وطني  لا أفوض عليه أحد.

 ولا أستصغره مهما كانت الظروف.

 ولا أرضى عنه بديلا.

وطني  تاج مرصوص فوق صخرة الوفاء  والمجد والعلى.

 وأهل  وطني  جزائريون طيبون.

 أحب لهم وله ،الاستقرار والأمن ، ومزيدا من الخيرات.

المجد لوطني الجزائر.

 والخلود للشهداء الأبرار

تحيا الجزائر دائما وأبدا.

vendredi 1 juin 2012

يتمتع الكذاب بكذبه


كان كبيرا في  سنه ،صغيرا في عقله، أحب الحياة كما هي، أمله فيها العيش والحب والمتعة، رغب وودّ  حياة البذخ والمجون، كانت تلك الهدف والغاية، كان مراهقا في سلوكه وتصرفاته،لا يعبأ بالآخرين، معجبا بنفسه إلى درجة النرجسية، متأثرا بغيره إلى درجة التقليد الأعمى،مولع بتقليد الغالب  في الأكل واللباس، يكره البسطاء من دونه درجة.
يمجّد الكبار والأثرياء  من عالية الناس،رتبة،إنه هكذا يعيش  بين الكذب و الفخر، بين الحقيقة والخيال،  بين حب المظهر والظهور،  في قالب خيالي متميز، إنه ذاك الإنسان الكذاب، المتمتع بكذبه حتى يكاد يصدق كذبه المفضوح،  من شدة الولع بأساطيره اللامتناهية. 
فهو  كذاب ابن كذاب،تعلّم الكذب عن أبيه،  وتفنّن فيه،  وهو حديث العامة والخاصة،  حتى يخيل إليك أنه ورث الكذب والتحايل من أجداده وجذوره، أو تعلّمه  في مدرسة متخصّصة محترفة،  وأجازته على ذلك بدرجة تقدير عالية. 
أنه الشخص الذي يعيش  ويحيا بالكذب والنفاق ، ويتمتع في ذلك كثيرا، فهل هو شذوذ السلوك، أم واقع الحال؟ أم الحياة  هي التي  صنعت منه ذلك؟.
إنه  حقيقة وليس من وحي الخيال.
 

jeudi 31 mai 2012

الغبن الحيف الميزيرية


الكلمات المذكورة في العنوان  وغيرها، بعض من المصطلحات الجزائرية الشائعة لدي الشباب الجزائري  في مرحلة ما بعد الاستقلال.
 أصل تلك المصطلحات عربية أو أمازيغية أو مهجنة من  لغات أخرى، أجنبية أبرزها الفرنسية بطبيعة الحال، وهي من الموروث الثقافي الإيجابي الذي ناله بعض الجزائريين، واعتبره الكثير منهم غنيمة استعمارية أو غنيمة حرب التحرير، ذات قيمة عالية، إذ بواسطتها يمكن تحديد معاييرومؤشرات التصنيف للمثقف الجزائري الذي يمكنه أن يتعايش مع غيره من الأجناس المتعلمة الأخرى عبر العالم.
 بل أكثر من ذلك هناك من يبالغ ويقول بنوع من العجرفة والتغطرس أن كل الإرهابين الذين عرفتهم الجزائر في العشريات الأخيرة هم  معربون، ففي عرفهم أن الإرهاب مرتبط باللغة العربية التي أنتجت الظاهرة.
وهناك من يحاول الاستدلال في الإقناع بذلك،وقد حدثني أحدهم وهو على درجة كبيرة من المسؤولية في محاربة الإرهاب والإرهابيين،أن كل المتعلمين باللغة العربية هم  إرهابيون، لكن بدرجات متفاوتة دون خجل مما يقول،لاعتقاده الراسخ أنني لست منهم أي لست معربا فكرا وثقافة.
 هذا الطرح غير السليم من طرفه، وغير الواقعي، حيرني كثيرا،وقد انجر عنه بروز ظواهر ومظاهر تجلّت بوضوح في المصطلحات والمفاهيم السابقة لدى فئات من الشعب الجزائري مثل انتشار المصطلحات المذكورة في عنوان المقال.
يبقى التساؤل المطروح، هو هل انتشار صفات العدل والمساواة والحرية والكرامة، تزول معها هذه المصطلحات الشائعة؟ في لغة الشارع والمواطن الجزائري؟! 
أم أن واقع الحال يجسّد المثل الجزائري الشائع الذي يتلخص في: أن الله يمنح الميزيرية لمن يستطيع تحمّلها،على وزن منح المسؤولية  للقادرين على تحملها، فهل هي مسلّمة تاريخية؟ أم  مسلمة جزائرية فقط.!

mardi 29 mai 2012

ثقافة ومجتمعات



ثقافة المجتمع هي التي تحدد  طبيعة الإنسان، وترسم  له حيّزا  يلعب ويناور فيه،بكل حرية، ضمن نطاق الحيزهذا ،  المرسوم بعاينة ودقّة، لذا تجد إنسان  أحادي النظرة، الذي  تولّدت لديه ثقافة متميّزة  تبيّنه وتبرزه عن غيره من الشعوب والأمم الأخرى.
وهكذا  ظهرما يعرف بالخصوصيات النوعّية للثقافات العالمية المتعددةعبر التاريخ والأجيال وعبر الحضارات المختلفة، بدء بالإغريق وانتهاء بالولايات المتحدة الأمريكية كدولة حديثة.
هذا الإنسان الذي نشأ في بيئة قد تختلف عن  بيئات أخرى  مختلفة عن محيطه، هي التي تميزه عن  غيره من الشعوب.
وأقصد هنا  الإنسان العربى بوجه عام و الإنسان الجزائري بوجه خاص.
الذي يفكّر بتكنولوجيا الغرب، ويتصرف بسلوك  الشرق في الأكل واللّباس،  وفي كل أمور الحياة الخاصة به.
فهو يعشق المكاسب النوعية لمجتمعه في مجال الزواج والقوّامة كرجل مسلم،ويعبث بالقيّم الأخرى في مجالات أخرى.
 بل يحبّ العبث والتسلية متّخذا من الثقافة والحضارة الغربية المادية في المجالات الأخرى كاختيار الشريك أو ما يسمى بالشطر الثاني المكمل للرجل أو الزواج على وجه التحديد.
فهو يحب حياة الغرب في المعاشرة والصحبة،و قد يمقت سلوكات الشرق المحافظ في هذا المجال.
لكن ليس بطريقة  متساوية وعادلة.
فهو يحرّم على بناته وأخواته وزوجاته، الإختلاط والمساواة،لكن قد  يبيح  ذلك لذكوره بفعل الأنانية المفرّطة وثقافة الأنا.
وقد تناسى أو ينسى  أن الحياة متكاملة  لا تتجزأ  مثلها مثل الديانة والعبادة.
 فإما أن تكون مؤمنا متعبدا تقّيا، أوأن تكون كافرا ملحّدا.
 فلا مجال للاختيار بين ذلك، أو التزاوج  أو الجمع بينهما.
وهي مقاربة قد  تقف في وجه المجتمعات المحافظة إلى حدّ الساعة، وخاصة في البلاد الإسلامية.

dimanche 27 mai 2012

تجارة رائجة

التجارة العادية  بالمفهوم الواسع ، هي حركة تبادل الأموال والسلع عبر الأسواق والتجمعات والأفراد عبرقارات العالم ، فقيرها وغنيّها،وهي ذات أبعاد متعدّدة وفوائد جمّة لمن يتعطاها، سواء تعامل بها  بشكل مباشر  أو غير مباشر،  من قريب  أو من بعيد.
هذه النوع من النشاط ، يتجّسد في   الرواج   والركود  ، المتضلّعون فيه  هم الذين يعرفون قيمته وطبيعته،  بل هم الذين يقرّرون الرائج من الفاسد في الأسواق العالمية المتنوعة، هذا النشاط المتنوع الدءوب ، امتد إلى الإعلام والصحافة والكتابة بمختلف أشكالها بشكل عام،  مسّ دور  النشر والطباعة  والتوزيع ، وشتّى مجالات الأدب   والفنون  الإنسانية المختلفة. 
هذه السوق الواسعة،  انحرفت  أو بعض منها انحرف أو شذّ عن القاعدة المألوفة ، ودائما في نطاق  الروّاج  ضد الكساد، تجد المؤلف الذي يدوس على أفكاره ومبادئه طمعا في كمشة من الدولارات  أو تبوأ مكانة علمية متميّزة  أو كسب ودّ هيئة  ذات قيمة ومحاولة التأثير فيها،  من أجل انتزاع صلجان أو نياش أو رتبة تليق بصاحب المبادرة. 
سقت هذه المقدمة لأظهر ولأبيّن للكثير من القراء البسطاء منا ،  أن الطموح والطمع لا ينته عند النفس البشرية ،  ويصبح مرتبط بالجشع الذي لايشرّف صاحبه، فيضعه في الحظيظ الأسفل في الترتيب الاجتماعي المصنّف  عالميا، فقد  يفقد ما سعى من أجله في لمح البصر، وهذا ما وقع  وسيقع للفنان السياسي الأفريقي الأمازيغي  مهنى ، والكاتب  صلصال من خلال  زيارتهما الغريبة   لإسرائيل،وكأن المجد والأبّهة  لا تصنعان إلا  فيها أي إسرائيل  دون غيرها من العالم  والحديث  قياس.
 

mardi 22 mai 2012

الشخص ..بلعيد

كان متميزا، في جلوسه ومشيه، في كلامه وسكوته، في سروره وحزنه، ذكيا غبيا في آن واحد، يحسبه الأريب متسكع شوارع، فيعطف عليه في الغدو والرواح..
هذا الشخص الإنسان، لا تخفى عليه خافية فيم يتعلق بحياة الناس، أفراحهم وأحزانهم، أعراسهم ومآتمهم ، ترقيتهم وتنزيلهم ، خصوماتهم وتصالحهم، على مستوى الحي وبعض الجهات من أطراف المدينة التي يعيش فيها..
إنه المدعو بلعيد ذي البشرة السوداء التي تميل إلى البرونز والعينين ذات الحول الحور المنمقة باللون الأخضر الفاتح التي تسر الناظرين من حوله ووجهه.
صاحب الجسم الغليظ الضخم الماسك دائما  لعصى غليظة ملونة للإتكاء والتركيز والهش ضد الكلاب الضالة التي تحوم وتدور  حوله طمعا فيما يجود عليها ببعض من فضلاته الزائدة المتبقية من حسنات المحسنين..
بلعيد شخص لطيف متاسمح، لايغضب، وإن غضب فهو كالبركان الخامد الذي انفجر  يجر ويدفع ويدمر كل من يحيط به من حرث وزرع  ونسل إنه هكذا.
 فهو لايجوع ولايشبع أبدا..لايمد يده إلا نادرا ولايتصدق مطلقا..إنه بين الغنى التعففي والفقر المستور.
بلعيد يحب الدنيا حبا جما..وهي لاتبخل عليه مطلقا ..
بلعيد يتفاهم مع كل الناس إلا من شذ عن ذلك وعددهم قليل جدا..وفوق كل ذلك فهو خدوم لكل من يطلبه..
هذا الإنسان الشخص الذي أعرفه منذ  عشرين سنة ونيف..حياته وسلوكه الاجتماعي.
دفعني إلى أن أقف لأكتب هذه الخاطرة التي هي عبرة وتجربة لحياة إنسان يعيش سعيدا.. أو هكذا بدت لي حياته. ..البسيطة ..وصدق الشاعر  إذ يقول:
ذو العلم يشقى في النعيم بعقله،  وأخ الجهالة في الشقاوة ينعم.

samedi 19 mai 2012

الجزائر..في انتظار الحكومة

 
أنتهت الانتخابات التشريعية،  زكاها المجلس الدستوري بصفة رسمية،  ولا حديث عن الحكومة وكأن الذي حدث  شيء لايصدق أو  لايعني الشعب ، فسياسة التغيير بطيئة في كل شيء حتى في تغيير زيد بدلا  عن عمرو..ذلك أن كل الظروف أصبحت من الثوابت..والمتغيرات عادت ثوابت..فإلى أي شيئ يرجع ذلك  أهي السياسة الفريدة النوعية التي تميز المقررين في الجزائر أم أن عملية الانتخابات ليست هي التي تفرز  الحكومة  الجديدة .. أم هناك تغيير في التحالفات  والموازين ،أم هناك حسابات أخرى الله أعلم  والراسخون في السياسة أدرى بها..أم أن النتائج لم تكن لترضي الجميع معارضة وسلطة..فبدأ ( التخياط  ) المرضي للجميع أقصد الطبقة السياسية والمنتفعون من النظام،  وأهل الريع الذين يأخذون نصيبهم من الثروة  الوطنية  بغير حساب..هم من عطّلوا..بروز  وظهور حكومة  من وجوه جديدة..في حقائب بأسماء  تحاول أن تكون في صيّغ جديدة..حتى تظهر لنا وكأن التغيير  السلمي  المنشود في الطريق الصحيح..ذلك أن كل الأمم والشعوب تنتهج  أو تطبق سياسة واضحة المعالم  إلا في وطني الجزائر  ، التي يصرّح قادتها بأن سياستهم واضحة  منذ فترة  الثمانينيات ،  إلا أن واقع الحال يبيّن لنا  دائما أن السياسة  الجزائرية أعمق وأبهم. وأكثر قابلية للتأويل  في محيط محلي ودولي غير آمن بالتأكيد 

mercredi 16 mai 2012

الجزائر/ التغيير لن يأتي من الصندوق

 

صدق الكاتب الجزائري  الكبير، بأن التغيير في الجزائر لن يخرج من الصندوق.

يقصد أن التغيير الديمقراطي الحر المنتظر حدوثه ، لن ولن يكون غدا، ذلك أن الأسباب والظروف  والنتائج  لحد الآن،غير مؤهلة  لجن ثمار التغيير، فالجماعة الحاكمة  الماسكة بالسلطة لم تهرم بعد ( ماطابش جنانها).

وهي لاتزال قادرة  على التسيير والمناورة  وممارسة الحكم بطريقتها الخاصة  ذات النمط الجزائري الصرف.

dimanche 13 mai 2012

انتخاباتنا..وقراءتهم


الانتخابات في البلاد العربية مدعاة للفرجة والتسلية، فهي  تهتم بالجانب المظهري للانتخاب  على حساب النتائج المنتظر تحقيقها من وراء العملية . ذلك أن النتائج محسومة مسبقا ، إما بالتراضي بين أطراف اللعبة الانتخابية و السياسيين، وإما تزويرا ، وإما بطرق أخرى لم تكتشف بعد، إذ لاتزال سرا مكنونا في مخابر وقاعات وزارات الداخلية والأجهزة الأمنية، الحريصة دائما على المصالح العليا للوطن.....

هذه الظاهرة شبه  العادية،  وهي السائدة في معظم البلاد العربية ، أعتقد في تصوري أنه من  الخطإ  من يرى غير هذا الواقع المعيش، فالناخب العربي ولا أقول المواطن،اعتاد على قبول  النتائج ،  قبل فرز الأصوات، وهي مسلّمة طبيعية عادية في البلاد العربية، لا تؤمن بالديمقراطية أصلا.

كما أن أطراف اللعبة والنخب السياسية  لاتؤمن بالتداول على السلطة، فالسلطة في يد الأقوى وهو أهل لها، ودونه هراء ومسخرة، فلا يتعجب القارئ من النتائج  حتى وإن تميزت ببعض المفاجآت غير السارة وغير العادية.

ذلك أن قبول نتائج وسط مجتمع غير واع، يبني سياسته على الحصص ( الكوطة)، ويعتبر المرأة عورة ولايسمح بطرح برامجها إلا رفقة محرم ، وينتظر منها القيادة والتشريع لمجتمع رجالي، يعد هراء أو حقا أريد به باطل.

samedi 12 mai 2012

هل عادت انتخابات نايجلان ؟

الانتخابات الجزائرية، فريدة  متميزة في كل شيء، متميزة  من حيث التحضير و التعبئة
 من حيث الدعاية والترشح ، من حيث المشاركة في الحملة، من حيث التصويت، ومن حيث النتيجة.
 ترى هل هذا  التمييز شيء إيجابي للشعب الجزائري؟ الذي وجد من يقوم مقامه في عمليات الانتقاء والتصويت وتقرير النتيجة.
 وبالتالي قيادة البلاد من طرف نخبة متميزة قادرة على التسيير بحكم البعد الوطني التي تتحلى به  وحرصها الداؤوب  على وفائها للشهداء الأبرار.
  وحماية الوطن من كل  دخيل سواء كان  في شكل  أفكار، أوسلوكات، أو نمط معيشة شاملة.
أم أن الشعب الجزائري نضج بحسه الوطني ووجه صفعة قوية لكل المتشككين في قدرته على الفصل في القرارات الحاسمة التي تخصه.
أم هي الصدف والاهمال التي تميز بها الجزائريات والجزائريون في عملية الاقتراع الأخيرة؟
 أم هي الاستراتيجية  والخبرة  التي تتميز بها السلطة الحاكمة في الجزائر ، بحكم التراكمات والتجارب الانتخابية السابقة.؟
أم هو القضاء والقدر الذي قرر النتيجة  في مجتمع يقدس الرقية كعلاج للأمراض المزمنة؟
ويصفح عن آكل السحت، ويعفو عن المجرم المبدد للمال العام الذي يعيش قادته من بيت المال دون وجه حق!
أم  أن التاريخ يعيد نفسه؟ 
فنايجلان المعمّر الفرنسي الذي اشتهر بالتزوير في الانتخابات الجزائرية ، وأصبح مضرب المثل أنذاك ولا يزال يتردد إسمه عقب كل اقتراع مزور.
 قد عاد  إلى الجزائر، وأجرى الانتخابات بطريقته الخاصة  في الجزائر المستقلة؟

mercredi 9 mai 2012

فاز في الانتخابات قبل فرز الأصوات














قبل غلق صناديق الاقتراع، تأكّد صديقي المحترم، أنه فاز في الانتخابات البرلمانية التي ترشّح لها، وأخذ يسعى و يدور ويتمايل  شمالا وجنوبا شرقا وغربا، في رقصة جزائرية فريدة من نوعها ، جمعت بين الأصالة والمعاصرة، بين المسؤولية والتظاهر بحب الوطن، بين الإيمان  والريّاء، بين الأنانية المفرّطة   وحبّ  الآخر، إنه حلمه الذي  تحقّق بين عشية وضحاها.
 كانت قرينته في   قبول وتصديق  النتيجة  التي توصل إليها الاقتراع ، أو التي سربت إليه كفائز منتخب في البرلمان ، يتمتع بالحصانة والتمثيل الشعبي ، من طرف الأفّاقين  والخلاّطين من بني جلدته ، بعد سماعهم ومتابعتهم  لخطاب رئيس الدولة، بمناسبة الذكرى التاريخية العظيمة ، لشهر ماي من سنة 1945.
حيث حاول الرئيس  أن يقنع كل الجزائريات والجزائريين،  بأن جيل الثورة قد انتهى، وعلى الشباب  أي جيل المستقبل، أن يتحمل الأمانة او بالأحرى المسؤولية التي ستسند إليه.
 في خطاب هام متلفز موجه لكل الجزائريات والجزائريين كعادته، وبما أن صديقي كان شابا مثقفا خلوقا نشيطا  مطيعا ، يفهم في السياسة و يقرأ بين السطور.
 فقد اقتنع أنه فائز في هذه الانتخابات البرلمانية ، لامحالة.
 ذلك أن العادة في الانتخابات السابقة تحدد النتائج مسبقا،ثم تتّم عملية التصويت.
ومن هذا المنطلق فاز صديقي قبل فرز أصوات الناخبين، رغم قلّة عددهم.
فهل حلم أو رؤية صديقي لواقع الحال في الانتخابات البرلمانية صحيحا؟

dimanche 6 mai 2012

بداية النهاية للتغيير

 
انتهت الحملة الانتخابية، بعد صراع وتنافس خفي أكثر منه علني، مسّت الجدران وأسوار المنازل، وأسطح العمارات، ولم تسلم حتى السيارات بمختلف أنواعها وأشكالها،في الوقت الذي امتنعت القاعات والملاعب إستقبال الجماهير المساندة للأحزاب وقوائم المترشحين، وهي سابقة أولى في أرض الشهداء،فهل هي بداية النهاية لنظام عمّر أكثر من أربعين سنة ونيف،أم هو العناد  و مستوى التطور الذي بلغه المجتمع الجزائري  في بداية هذه الألفية،أم هي أمور أخرى لم تظهر  ولم تتجل  معالمها بقوة في أوساط المجتمع الجزائري الطواق إلى الحرية والإزدهار الاجتماعي والثقافي
هذه الظاهرة ليس بوسع أي كان أن يزعم أنها من صنعه  لا من اليسار و لا من اليمينن   لا من التيارات الدينية  بمختلف أطيافها وطوائفها المتعدددة،  ولا من الملاحدة واللائكيين بمختلف أحزابهم ، فهل هي ثقافة جديدة ؟ أم هي ظاهرة  تجسّد وعي المجتمع المدني الجزائري ، المتمثلة في أن عملية الانتخاب عملية مدنية سياسية تهم المجتمع بقدر كبير، لكنها ليست هي الهدف في حد ذاتها، إنما  ما يترتب عنها من نتائج واقعية،  تشكل وجهة نظر المجتمع السياسي المدني الديني المتنوع دون تدخل من  أي كان ،  توجيها أو أرشادا أو وصاية
فالظرف أظن  لايسمح بالتزوير، أو المحاباة أو التدخل، أقصد تدخل الدولة  في صنع الفائز، وإن كانت الفرص غير متساوية بين التحالف الرئاسي وغيره من المتنافسين،لكن الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها هي أن النظام في طريق الزوال السلمي،حيث فقدت النقابة التاريخية مكانتها في أوساط العمال بطريقة ديمقراطية،كما أن الأحزاب التاريخية والمدعمة من طرف النظام،ستفقد هي الأخرى مكانتها،في هذه الانتخابات،وهي بداية النهاية للتغير الذي نأمل أن يكون إيجابيا نفعيا للجميع، حكومة ومعارضة وشعب

mardi 1 mai 2012

عرس كبير في الجزائر


تعرف الجزائر حركة نشيطة، متنوعة الأشكال والطباع، جمعت بين الدعاية والإشهار، بين أنماط  الحملات المتنوعة للرجال والنساء  في العملية الانتخابية التي تعرفها الجزائر يوم 10 ماي 2012.
تجلّت  معالمها بوضوح في الحركية والنشاط الدؤوب الذي نعيشه  كمواطنين طموحين آملين في التغيير والتطور نحو الأحسن.
  هذا العرس الديمقراطي الانتخابي  الكبير المتميز، جعل من بلادنا الجزائر، قطبا فاعلا في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، عبر القنوات الإعلامية المتعددة.
في الوقت الذي تميزت الحياة العادية للمواطن، بطغيان النظرة التشاؤمية ، وشبه عزوفه عن التفاعل والمشاركة  الفعّالة في الحملة الانتخابية.
  لاعتبارات كثيرة و متعددة.
 لكن العرس والتحضير له جار، بوتيرة ثابتة، تميز الغث من السمين، وتظهر للعالم  إلى أن الجزائر واقفة شامخة،  كشموخ جبالها في وجه المستعمرين.

النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...