تغيير الذهنيات قبل تغيير الأنظمة

 ما يلاحظ هذه الشهورفي البلاد العربية، كثرة الانتفاضات العارمة التي منها الطبيعية، كتلك الشعوب التي عانت بالفعل من التسلط والاستبداد والقهر والديكتاتورية، وهي شعوب  متطورة مصر-تونس على سبيل المثال، ومنها  بعض الشعوب العربية الأخرى  التي تحركت بفعل فاعل أو  لنقل شعوب قلّدت الانتفاضات الأخرى في البلاد العربية ليس إلا.

لأنها في الواقع ليست مؤهلة- في تصوري- للانتفاضة، فهي شعوب تعاني التخلف الفكري والجمود، ولا تعرف من الحضارة والتمدن إلا التكديس المادي لمنتوجات الغرب في كل المجالات، فهي شعوب متخلفة -مع احترامي لها- مؤهلة أو مهيأة للاستكانة والخضوع، حسب نظرية  مالك بن نبي المفكر الجزائري- ولذا ينصح لها باكتساب المزيد من التطور العلمي والتكنولوجي والثقافي والسياسي والديني حتى تواكب العصر ثم تفكر في الثورة.

لأن الدول الغربية الرأسمالية الملحدة، منافقة و تنظر إلى العرب وكأنهم براميل من البترول، أورجال باحثون عن اللذة  والشهوة والعهر، ونساؤهم  شبه آلات ماكثات في البيوت أو وضعن في قنوات  من الجلابيب التي تشبه إلى حد بعيد البراميل المتحركة، بحجة الالتزام باللباس الشرعي.

الذي لا أعرف له  المرجعية الدينية التي أخذ منها، ويتمثل دورهن في الإنجاب، وطاعة الأزواج، وحتى الأولاد القصّر من الذكور.

 إن الثورة بالمفهوم الشامل والعام  في تصوري، هي التغيير نحو الأحسن، لكن هل ننتظر ممن لم يعرف أبدا قول: [لا]  لسيده أو زوجه أو وصيه! أن يصبح سيدا في موقفه ورأيه وفكره؟

وخير مثال على ذلك، دول الخليج التي لاتعترف بالمقيم العربي على أراضيها كمواطن، يتمتع بكامل حقوقه وحرياته، إلا بضمان أحد مواطنها[ الكفيل]ولاتسمح للمرأة السعودية أن تقود سيارة ،أو تخرج من غير جلباب، أو التكلم مع أحد من الذكور ، حتى داخل الحرم المكي نفسه.

 في حين  أن التاريخ العربي الإسلامي أظهر نساء خالدات كخديجة  وعائشة أم المؤمنين (رض) وهند القرشية العربية من عهد الجاهلية،  التي مثلت بجثة حمزة  عم الرسول (ص) في غزوة أحد،فالرفض  للتطور نحو الأسوأ ، والتمجيد  للتطور  نحو الأحسن.

 أي التطور العلمي والتكنولوجي السليم الذي لا يتعارض مع الشريعة والحياة ، وعندها ما أحلى الانتفاضة في كل البلاد العربية.