samedi 21 avril 2012

الجزائر لماذا التغيير؟

 

في حوار  حر وجاد، سألت صديقي المتحمّس للمشاركة في المسيرات السلمية المنظمة في الأيام الماضية عبر ولايات الوطن، ولاسيما تلك التي نظمت وستنظم في العاصمة الجزائر، لماذا التغيير وما الهدف من ذلك؟.فكان رده سريعا كحماس  موقفه من المسيرات قائلا: هل ترضيك الأوضاع السائدة في البلاد؟ 

قلت إلى حدّما، فهي أحسن حالا ربما من مصر وتونس.فقال : متعجبا  بالله عليك، أصدقني القول، ولا تكن عنيدا ومستفزا،  فالحقائق لايمكن إخفاؤها أو التستّر عنها، وسأطرح عليك سؤالا  واحدا فقط في مجال حل مشكلة البطالة  للشباب المتعلمين فقط. ألا تلاحظ  معي  هو من يقول طبعا: أن العمل بالنسبة لهذه الفئة أصبح حلما؟  ببينما هو في الدستور حقا، ثم أليست السياسة  المنتهجة في هذا المجال، مجال التشغيل هي نوع من ذر الرماد في الأعين؟  كظاهرة تشغيل الشباب، وعقود ما قبل التشغيل التي رغم ضعف مرتباتها  ومدّتها، فإن الشاب المتعلّم لا ينال حظه منها إلا إذا دفع جزء منها، كرشوة  أو ملح اليد، أو  أنها تمنح لفئة محظوظة  من أصحاب المعارف أو  تنمح لاعتبارات أخرى، لا يعلمها إلا أصحابها، ومع ذلك فالشاب البطّال لا ينال حظّه منها، إلا إذا تجهّز بترسانة من الوثائق الإدارية، التي تجعله يتعلّم  دروسا في الصبر والطاعة عبر مصالح الحالة المدنية، في مختلف بلديات الوطن.

أما بخصوص إنشاء المؤسسات الصغيرة في مجال تشغيل  الشباب ، فحدّث ولا حرج، فإذا كان بعض الشباب المتخرجين  من الجامعات أو مراكز التكوين حديثا ، لايعرفون كيفية  صياغة طلب  للحصول على وظيفة، ومع ذلك ينتظر منهم تأسيس شركات ودخول سوق المنافسة غيرالنزيهة، وغير المتكافئة، القائمة في الغالب على البقاء للأصلح والأصلح معناه الأقوى،ففي النهاية يجد الشاب الطموح أحلامه تبخّرت وتبدّدت في الفضاء، وفوق كل ذلك  يجد نفسه مرهونا بديون لا يستطيع الخروج منها إلا بشق الأنفس، أو ربما  لايخرج منها أصلا. 

و مع ذلك فهذه الفرصة ليست في متناول الجميع، فللحصول على موافقة إنجاز المشروع، لابد من إجراءات تشبه إلى حد كبير إجراءات الحصول  على عقد ما قبل التشغيل،في حين هناك الفئة المحظوظة  التي تنال حقوقها بيسر ولا تعرف للمعناة معنى، فهي تولد سعيدة،  وتحيا حياة رغدة  وتموت وتدفن في ظروف مميّزة  تبهر المتأمل  العاقل حتى في مأتمها،وقد تسافر عبر أصقاع العالم، وتتلذّذ من كل نعم الدنيا ، ليس لأنها ورثت الجاه والثروة  من أصولها ،ولكن لأنها ولدت في نظام فاسد، فورّثها الفساد وتسعى لتحافظ عليه بكل الوسائل.

  لأن مصالحها مترتبطة بهذا النظام،  فإذا زال زالت معه  المصالح الأخرى " أما الزبد فيذهب جفاء، وأما مايننفع الناس فيمكث في الأرض." 

 وعليه قال: صديقي  المحاور، إن التغيّير لايأتي هباء منثورا،  وإنما لابد  له من تضحيات  " إن الله لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...