dimanche 31 mars 2013

على هامش الكلام

كل واحد منا في هذه الحياة، رسم خريطة طريق يلتزم بها، ويحاول أن يسايرها، فهو حر في اختيار من يصاحب، من يعاشر، من يعادي، من يحب ، من يكره، ولو أن الكره من غير سبب، ليس من سمات الإنسان السوّي العادي بطبيعة الحال.
هذه التوطئة، الهدف منها تحضير القارئ لتقبّل النقد والإنتقاد، فما نحن إلاّ بشر نصيب ونخطئ، قد نغضب وقد نثور، وقد نفرح  وقد نحزن، نتأثر ويتأثر بنا ولنا، في هذه الحياة الدنياوية ، دار الغرور  كما يصفها بعض الزهاد المتصوفين.
لذا فلا غرابة ، إذا انتقدنا غيرنا، أو غضب منا، أو رفضنا، فالنفوس البشرية طبائع والأحاسيس إنسانية، والعواطف نسبية، تختلف من شخص لآخر، ومن ذكر لأنثى، ومن صغير إلى كبير.
فلنتقبل بعضنا البعض كما نحن، من غير تبديل أو فرض التبديل على أحد بحجة الصداقة والمحبة،  ومن غير مساحيق اصطناعية للتجميل، أو للنفاق أو للتحايل، لا في طريقة العيش ولا الصحبة ولا المحبة، ولا في طريقة العبادة والتعبّد.
صحيح، كل منا  يريد أن يكون صاحبه، ناسكا صالحا طيّبا، بعيدا عن الشّر والأشرار، ذكيا متخلقا متعلما، مؤازرا في الشدائد والنوائب، لكن يبقى دائما علينا أن نعترف بأن الإنسان يبقى  هو  الإنسان، فلا نحلم بأن يتحوّل إلى ملاك أو شيطان
فالحق كلّه، أن نعرف كيف نصاحب، وكيف نحافظ على الصحبة، من غير ضرر ولا ضرار.

mardi 26 mars 2013

التطفل السياسي/ قصة


تربّى  وكبر متطفّلا، بين أخواله وأعمامه، فكان كلما جاع حلّ بأخواله، وكلما تعرّض لاعتداء وسبّ من أترابه، استنجد بأعمامه.
هكذا كبر مصطفى في صراع  مرير من أجل الحياة واعتبار الذات، إلى أن استوى عوده كشاب مكتمل الفتوّة والنشاط، فانضم إلى كل الجمعيات المحلية في مدينته منذ تأسيسها الأول، وظلّ مناضلا متطوعا فيها، يستفيد منها كلما أتيحت له الفرصة، بغظ النظر عن أهداف هذه الجمعيات ومطالبها المختلفة.
ثم عرّج على الأحزاب السياسية والجمعيات الوطنية كمنخرط، لا يملك إلا الصوت والحضور والتوقيع والتمثيل وسد الفراغات، وإذا اقتضت الضرورة، القيام بأعمال بلهوانية استعراضية لكسب ثقة الناس، وتخويف المتردّدين منهم خاصة.
ساعدت سياسة تعدّد  العهدات للمترشحين، المنتهجة من قبل النظام، ليكبر سياسيا فينخرط في التنسقيات المساندة لفخامته، فأصبح يغرف من المال  العام، ومال الأثرياء والوصوليين والانتهازيين والطمّاعين والشياتين، فأخذ إسما دعائيا كسجّل تجاري متميّز، وظّفه واستعمله  في الكسب المادي والمالي، في الحملات الانتخابية المتعددة، التي لا تهمّه فيها سوى المبالغ المالية التي قد يحصل عليها من جرائها.
 لذا كان مفاوضا شرسّا،عنيدا في مفاوضاته لأكبر زعماء الأحزاب  المنافسة في الانتخابات ، الذين وصلوا إلى رئاسة أحزابهم بقدرة قادر، في كسب الأموال، والتفنّن في التحايّل على المواطنين المصوتين على مترشحين في دور أرانب سباق لكل الانتخابات الوطنية المتعددة التي مرت بها البلاد خلال  المرحلة التعددية. 
كان  مصطفى طماعا  لايشبع أبدا، في كسب أموال من نظام اعتمد طريقة مكشوفة للبقاء في السلطة والحفاظ عليها بكل الطرق
لذا كان عين السلطة، في إثارة الفتن والبلابل والثورات المحلية المغرضة،  التي كان الهدف منها امتصاص الغضب الشعبي، كلما كاد أن ينفجر في بركان أو سيل عارم لا يبقي ولا يذر، حيث يتم القمع ،وتستكين الأمور، وتتحوّل المطالب الشرعية المعبرة الصادقة، إلى مطالب أخرى فرعية،  هي اطلاق صراح المعتقلين الثائرين، بفعل الغضب الشعبي  ويستكين الأمر إلى حين
فكان  مصطفى المستفيد الأول والأخير دائما، في الريع والمنصب  والزعامة، بحكم اتقانه للحوار والتمثيل والتفاوض، واستغلال السذّج من الشباب المظلوم دائما ، بحكم الطيبة والتهوّر وشدة المعاناة التي يعيشها هؤلاء الشباب والشابات
فيتبوأ مصطفى المكانة الرائدة في التمثيل الشعبي، والتكلم باسم الثوار،ليمللأ حساب رصيده بأموال، كعربون  لشراء الأمن والاستقرار في بلديته، مقابل وعود غير صادقة، تمنح للسذج من سكان البلدية  وهكذا دواليك
اكتسب مصطفى مهارة، وسمعة،، فسوّلت له نفسه الطموح أكثر، فترشح على رأس قائمة من القوائم الانتخابية، ويفوز برئاسة مجلس شعبي بلدي في مدينته
فتحوّل من متطفل، إلى زعيم ورئيس مبجّل، لكن الطبع يغلب التطبع، فانغمس مصطفى  في الملذات، والشهوات ،وجعل من المال العام ملك يمينه، يبذره حيث يشاء، ولم يوضع أي حساب لسلطة أو إله يمهل ولا يهمل، فكانت النهاية لأحلام غير منتهية، زنزانة من الزنزنات الخاصة بالمجرمين واللصوص وقطاع الطرق، عندها اقتنع مصطفى، أن ما أسّس على باطل، فهو باطل، فكان السجن أحبّ إليه، لتعاد ربّما  تربيته من جديد.

vendredi 22 mars 2013

البحث عن شيئ مفقود / قصة

نشأ وحيدا، في ظروف لم تكن كغيره من أقرانه في مثل سنه، فهو اليتيم في وجود الوالدين، المتشبّع بالروح الوطنية والدينية المتناقضة، مسلم الأب، كاثوليكي الأم، عاش وتنقل بين مجتمعين، مختلفين حضاريا وثقافيا.
لقد كبر ونمى محاند وسط هذه المتناقضات، حتى استوى عوده، وأصبح شابا يافعا متعلّما، يبحث عن ذاته، وسط تراكمات ذهنية، متعدّدة في نفسه، لتجعل منه شخصا غريبا في وطنه.
لم يعرف محاند الحب والحنان الأبوي، ولم يسبق  أن استانس برفقة جنس ناعم، كغيره في مجتمع أمّه المسيحية.
 شاءت الأقدار والصدف، أن تعرض محاند لحادث مرور خطير، قتل فيه أعزّ أصدقائه المقربين منه، ورجع هو من موت، لم يوقّعه إله رحيم بعباده، فانتقتل إلى العلاج في بلد الإنس والملائكة، في باريس يلتقي محاند بملكة رحمة، اسمها مارغريت كانت له  الطبيبة، والممرضة المعالجة، ارتاح لها وسكن إليها، كانت الأخت والحبيبة، الصديقة العاشقة والمعشوقة، كانت كل شيئ  إليه،  وإلى قلبه المرهّف
تبادل معها كل ما تحتاجه علاقة رجل بامرأة يحبّها وتحبّه، في كل شؤون الحياة، كانت مارغريت مخلصة، محبّة هادئة، مطيعة،  رائعة الجمال والأخلاق، حنونة جذابة
لكن كل  المتناقضات التي غرست في صغره وطفولته، نمت وكبرت، وجعلت من محاند رجلا  يفكر كأبيه، المجاهد المناضل الوطني، المخلّص لوطنه، صاحب الكلمة المسموعة في أهله، وعرشه وجهته، وبلده الجزائر، لتكون العلاقة بين المحبين محاند ومارغريت مجرّد قصة عابرة، مات معها الوفاء والصدق، وبرزت بقوّة قصة والديه الجزائري، بأمه الفرنسية، وما جنى منها محاند من معاناة، وظلم وقهر، من أخواله، وأعمامه، وكأنهم اتفقوا جميعا على ظلمه، وقهره وعزله.
فقرر محاند، أن يعتزل الحب وينسى الحبيبة، ليأخذ  ويتزوج، ما انتقاه له أبوه، المستبد بأفكاره، ووطنيته الجياشة، ويبني  بسعدية بنت قريته، ووطنه البنت الهادئة المتعلّمة، المتواضعة، الخلوقة، كقناعة منه أولا، وأما لأولاده ثانيا واستجابة لرغبة والده ثالثا
فهل يموت الحب القديم معها؟ وهل الحب نعت أم صفة، هنا؟ ذلك ما اقلق ويقلق محاند،الطيب الساذج في نظر شباب القرية في عصره الراهن، ويجعل منهإ نسان راهب قديس، في كثير من الأحيان، ومسلم ثائر، يبأبّى الإنحاء لغير الله، والطاعة للرسول (ص)، أو هو شبه نبي، يتعبّد في مكان آمن، لأنه يهوى الخلوة والخلاء، والسكون في رحب الطبيعة والحياة ، وكان محاند كمن يبحث دائما، عن شيئ مفقود، لم يمسك به أبدا. 

mardi 19 mars 2013

وأتى الحب بغتة / فصة

في صبيحة يوم بهيج مملوء بالمسرّات والأسرار، انطلق صاحبنا ذو الأربعين حولا، إلى عمله كعادته، ليلتحق مبكرا بالمحطة التي كانت شاغرة من الناس، إلا من بعض المشاغبين والمتربصين بالعباد الغرباء عن المنطقة.
كان الجوّ معتدلا، والوقت بين فجر وضحى، لتظهر من بعيد، كنجم قطب  ساطع، قرب هلّال  جاء ليؤرّخ للعشر الأواخر من شهر قمري متميّز، يؤرّخ  للمسلمين في مشارق  الأرض ومغاربها، إنه هلال العشر الأواخر من شهر شعبان.
كانت قادمة نحوه ، سريعة الخطوات ، تتعثّر من حين لآخر، كأنها تعرّضت لاستفزاز أو مطاردة مفزعة من قبل أشرار يئسوا من تطويقها وحصارها في حيّز ضيّق مغلّق بهدف  اغتصابها أو التنكيل بها، في أطلال عفّنة مهجورة من ساكينها، اعتاد المجرمون ممارسة خّسيس أعمالهم وطقوسهم بها، لكنها فرّت  ونجحت في الفرار، لتجده في المحطة وكأنه كان في انتظارها، فاستأنست به كحام منقذ لها من أشرار، نزعوا من قاموسهم كلمة فعل خيرأو نبل أو رحمة وعطف.
اقتربت منه، وحيّته  وكأنها كانت مضطرة لفعل ذلك، كأن لسان حالها يريد أن يخبره بأنها في حاجة إلى حماية،فهو رفيقها أو خطيبها الذي كان في انتظارها بالمحطة منذ مدة ليست بالقصيرة.
أما هو  فقد تفاجأ بالتحية وبدا في تفكيره كأنه غبّي يتذّكر موقفا سبق وأن مرّ به ثم استقام واقفا في مجلسه، ليعبّر بمروءة ورجولة لم يعتد عليها من قبل، ليردّ على التحيّة بأحسن منها،عارضا عليها الجلوس بجانبه أو بالقرب منه ليخبر بذلك المتربصين، بأنها من العائلة أو هي جارة من الجارات  المقيمة في الحي الذي يسكن فيه.
كان اللقاء والموقف جادا، كانا يريدان أن يقولا كلاما كثيرا، لكن تبك"مت الألسن، وارتجّ على الجميع، وسكتت المحطة كلّها، إلا من وقع بعض الأجراس المدويّة، ومؤذنوا المساجد الذين اتفقوا على النداء للصلاة بالأذان دفعة واحدة.
نظرت في عينه، وسط ظلام وضوء خافت لم يستطيع تمييز لون خمارها، أهو   أسود ؟ أم بني؟ أم هو بلا لون، كماء زلل، ثم نطقت بصوت خافت رخيم، كأنه منبعث من أوتار لآلة موسيقية، لفرقة سينفونية متخصصة مضبوطة، لا يعرف سرّها ودلالتها إلا قائد جوق كفؤ متمكّن لفك رموزها ، وإبراز الصوت الناشز فيها.
انشرح صدره لها، وظهرت على وجهه علامات الرضا والسرور، فاطمأنت  هي له، ودنت منه أكثر، لتقول له: أنا أطلب حمايتك وشهامتك فلا تبخلني أياهما.
كانت كلماتها كوقع الكحول على جرح لم يندمل ، في نفس صاحبنا الكهل المرهق  والمتعب بالحب ومشاكله المتنوعة المتعددة، في مجتمع لايرى حبا بين جنسين مختلفين، إلا برباط مقدّس مشفوع بمشاكل لا حصر لها، أولها المهر والسكن ، وآخرها الطلاق والنفقة وحضانة الأطفال القصّر.
هذه المشاكل كلّها دارت في رأسه الصغير، وأوشك أن يتخلى عنها في لمح البصر لتكون عرضة لوحوش بشرية متربصة، لكنه أدرك الموقف وصعوبة التخلّي عن ضحية تطلب النجدة، فتشجّع وكان رجلا بأتم المعنى للكلمة، وهنا  وبينما هو غارق في تفكيره ،مرت في الحين سيارة أجرة فاستوقفها مكرها، ليركب إلى جانبها، وينجوا من الأشرار، ليقع  في حبّ كان  وقعه بغتة.
 أما هي فتذكّرت المثل العربي القائل:  ربّ ضارة ، نافعة.

lundi 18 mars 2013

جمال بلادي / خاطرة

    في جو متقلّب، بين ندى وغيث، وصحو غير قار، تصارعت فيه شمس دائفئة، ضدغيوم متعاقبة، أنذرت  في كثير من الأحيان، بغيث نافع، أو سيل  قد يكون جارف، كانت رحلتي اليوم في إطار عمل منظم  اعتدت القيام به، حيث زرت دائرة تيقزيرت الساحلية، المدينة والتاريخ وأثار الرومان في مجال العمران، مرورا بمخلفات القراصنة الألمان، الذين يقال أنهم تركوا أثرا وسلالة، في الجهة بين إفليسن وأزفون.
هذه السلالة المتميزة الوافدة إليناعبر أزمنة غابرة بحكم ارتباطنا بحوض البحر الأبيض المتوسط، لها أثرها في المنطقة، فهي ذات الخصوصيات النوعية الواضحة في جزء من سكان المنطقة، لون  البشرة، وطول   القامة،وعيون جذابة، جمعت بين  الأزرق والإخضر، فكان  الجمال ناطقا يتحدى.
المنطقة، في مجملها جميلة ورائعة، جمعت بين الطبيعة والتاريخ، بين البحر والغابة، بين التمدن العمراني المتميّز، والدروب الوعرة المزعجة لمن لم يعتاد على مثلها في الحركة والتنقل، بين الإنسان المتحدي، وبراعة الخالق المبدع، بين الفقر والغنى، بين الإنسان المتشبث بأرض الأجداد، والإنسان المهاجر، كطير اعتاد على الهجرة بين رحلتي شتاء و صيف، وحرث وبذر، وحصاد وجني.
إنها رقعة من بلادي، وجزء من جنّة الله في الأرض، لا تقايض بها جنّات أخرى في الكون كله.

dimanche 10 mars 2013

التسامح مع الآخر


  التسامح مع الآخر، ليس  سهل الممارسة، بالمفهوم العام للمتدينين في جميع الأديان والمذاهب، مهما كانت هذه المذاهب الدينية،عبرأنحاء العالم.
وهي ليست خصوصية نوعية إو إسلامية بحتة، التي ينعت بها المسلمون خاصة، ومحاولة إلصاقها بهم،وخصوصا الملتزمون منهم  عامة، كإلصاق تهم الإرهاب والتطرّف من قبل الدول الرّاعية للأمن في العالم، كالولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين، المالكين للقوّة وحق إستعمالها، ضد المتطرفين الإرهابين عبر العالم عامة، والعالم الإسلامي خاصة.
يبقى  السؤال المطروح،هل أعدّ المسلمون العدّة لمواجهة القوّة بالقوّة، والحجّة بالحجّة، والتسامح بالتسامح، طبقا لقوله تعالى: وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة ورباط الخيل...  وقوله تعالى:  وإن جنحوا للسّلم فاجنح له..
إن التسامح صفة أخلاقية نبيلة، يحبّذها المؤمن وغير المؤمن، لكن ما هي الأشياء التي يمكن أن نتسامح فيها ونتعايش مع غيرنا؟ وما هي الخطوط الحمراء التي لا ينبغي أن نتجاوزها في حواراتنا الحضارية مع غيرنا كمسلمين؟
في تصوري إن المسألة ليست سهلة ولا صعبة في آن واحد، إذا عرفنا مكانتنا وموقعنا،  ودورنا الحضاري الإنساني الرباني  في التعامل مع الشعوب الأخرى، في الأخذ والعطاء وتبادل الأفكار والمصالح المتبادلة، والقيّم الإنسانية النبيلة، وأعطيناها مفهوما واسعا صحيحا ودقيقا لطموحاتنا وأحلامنا كمسلمين أولا ، وكحضارة متميزة من وحي إلهي للبشرية جمعاء ثانيا.
 إن العالم اليوم عبارة عن مدينة موحّدة في الاتصال والتواصل، تجمع الغثّ والسمين، كما تجمع الكافر والملحد والمؤمن في حيّز واحد، قوامه العدل والمساواة وتبادل المصالح والاحترام المتبادل، مع التسامح والتعايش الإيجابي.
إن كثيرا من الأوامر والنواهي التي جاء بها الإسلام، ونحن مؤمنون بها، لم تعد مجرّد قواعد راسخة وظّفها الرسول (ص) في دعوته الربانية لإزالة الظلم والباطل.
 فالجهاد كفريضة عينية، على كل مسلم قادر على أدائها، لإخضاع الشعوب والأمم غير المؤمنة، لم تعد سهلة التنفيذ والإقناع بممارستها في الوقت الراهن في العالم المتنوع.
 فهل يمكن للمؤمن المسلم أن يقتنع بالتنازل عنها؟  وهي الفريضة الأولى في  الدرجة  في الإسلام، فضّل الله المجاهيدين منكم....الآية

mercredi 6 mars 2013

أين وصل التفكيك في سوريا


سوريا البلد القائم المعترف به في هيئة الأمم المتحدة، في طريق التفكّك والتفكيك، كقطعة ميكانيكية استعملت  لتقوم بدورها في جهاز بسيط أو معقّد،  كآلة ضخمة أو بسيطة في  مصنع، أوفي وسيلة متحركة ميكانيكيا ما بين يابس و ماء وجو، إنه  حال   سوريا اليوم
 هذا  البلد العربي المتحضّر والمتحصّن، دينيا وثقافيا وتاريخيا، الذي لعب دورالوسيط  في الحضارات القديمة.
إنه  اليوم يحتضر، ويشكو ألمه وقسوّة أهله، لحضارات متعاقبة صنعها إنسان  ليدمّرها  نفس الإنسان في بضعة أيام فيما بعد، بمحض إرادتة ، ليزيل أو يبيد إنسانا آخر لم يتفق معه في الحكم والسؤدد  والسلطة.
 وهكذا ظهرت المظالم  المتعددة في أبشع صور لها، قتل، تشريد، تهديم، بتر أعضاء، ردم، تدمير، وقس على ذلك من أنواع  الخراب الشامل، مما فعله الإنسان السوري  ببلده  ووطنه، وسيفعله إن استمر الوضع على حاله، وظلّ العقل العربي، والإنساني يتفرّج  على الوضع  ولا يفعل شيئا جريئا ، لوقف القتل وإذكاء الفتن.
فتبادل التّهم  بين الأجنحة المتقاتلة، وإذكاء الفتن فيما بينها،  سيطيل الأزمة أكثر،  ويدمّر الإنسان والحيوان معا، أهذا قدر وقضاء من الله؟ أم ماذا؟.
أنا لا أتهم أحدا بعينيه، ولاأقول شيئا بعينه، كل ما أقوله  وبقناعة، أن الملائكة لا تقاتل في سوريا أبدا، مساندة لأي طرف مهما كانت قوّة إيمانه، وصدق نواياه، وأن الله  رؤوف بالعباد، وأن الله لا يظلم أحدا، فالعقل هو عين الصواب.
 

dimanche 3 mars 2013

بعض المعارضين


بعض أشباه المعارضين الذين  ركبوا مع الموجة الجديدة في إطار ما يعرف بالربيع العربي ، ظهروا وكأنهم مفكرين عظماء لهم الأتباع والشيّع في بلادهم والبلدان المجاورة لدولتهم، كأنهم منظّرين ومخططين للثورة والتغيير في الجزائر، تخالهم زعماء لأنهم ينفخون أنفسهم كأحمرة مستّنفرة في جلود أسود.
فتراهم يتكلمون كأن الحقيقة ملك يمينهم، ومفتاح ملفات الرشاو لا توجد إلا بين أيديهم،يسقطون هذا، ويرفعون من شأن ذلك، يرشّحون من فيه طمع للسيطرة في إقناعه بولائهم له، وهم خشب مسنّدة، أو أعجاز نخل خاوية.
هذه الفيئة، تتكلم وكأنها ثمثّل المعارضة، وهي في حقيقتها لم تتجاوز أعمال السلطة من وراء حجاب، تبذل قصارى جهدها في إظهار الريّاء والنفاق، زاعمة أنها تمثل التيار الإسلامي المعارض، أو التيار اليساري المدافع ضد التجاوزات والحقرة والطبقية المفضوحة في بلادنا من غير وجه حقّ.
هذه الشخصيات شبه المنبوذة أو الزعامات، التي  تتكلم وكأنها متمكّنة في الأرض لها من العلوم والجاه والمعارف ما تخدع به الكثير من الناس الطيبيين، طبعا وكل السذّج من الشعب، وهي في واقع الحال شخصيات منحرفة مدمنة تبتّزّ المواطن الصالح وتخدعه دائما بكلام من عسل ولبن مصفى من الزبد، لتدسّ له سمّ قاتل، لا يتخلّص منه إلا بالاستئصال في عيادات متخصّصة ومكلفة جدا.
هؤلاء ظهروا من خلال حصص تبثّها إذاعات وفضائيات متعددة، تحت أسماء متعدّدة مثل الخبير، أو المعارض أو المحلّل السياسي، وهو في حقيقته دجّال طمّاع، يسترزق من جهتين  وواجهتين، وعدّة مؤسسات  وفق المثال الشعبي  القائل:

يأكل مع، الذئب، ويبكي، مع الراعي.
إن هؤلاء الناس، يحقّ  لهم أن يكونوا كما يريدون، لكن ليس من حقهم التكبّر أو التجبّر أواعتبار أنفسهم من الصفوة، أو النطق  والتكلّم باسم الشّعب، أو باسم الأغلبية الساكتة، أو باسم المصالح المهضومة.
Foudil .otmani


النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...