dimanche 25 novembre 2012

من تعلّم لغة قوم، أمن شرهم


 عنوان المقال  هو  حديث للرسول صل الله عليه وسلم، أردت أن أفتح به مقالي، ليتصدر بداية لحادثة  أو واقعة ، أردت أن أشير إليها هنا، وهي أنه خلال ثورة التحرير الجزائرية المجيدة، وإبان المعارك الطاحنة المتعددة التي خاضها المجاهدون البواسل، عبر الجبال والوديان والأحراش والصحاري، كثيرا ما يستشهد أو يجرح أو يتم القبض على أحد أو مجموعة من المجاهدين، فيتم استنطاقهم بعد تعذّيبهم، لمحاولة انتزاع الاعترافات منهم، فيقتل الكثير منهم دون محاكمة، سوى لأظهار الرّعب والخوف أمام باقي المجاهدين الأسرى من أجل مواصلة أخذ الاعترافات حول تركّز باقي المجاهدين ورجاّلات الثورة ومخططاتهم الجهادية، ضد العدو الاستعماري الهمجي أولا، وانتقاما من الثورة والثوار ثانيا.
وهنا يحكي أويروى أن  أحد المجاهين  الشّجعان من قادة جيش التحرير الوطني، فيقول: أنه أسر وتم ربطه لهيكل مدرّعة حربية فرنسية، ليعدم بعد حين وينتهي أمره،لولا أنه لكلّ أجل كتّاب.
  فقد ظلّ مقيّدا في انتظار وصول الضابط الذي قد يأمر بإعدامه حينا، وعند وصول الضابط المكلف بالعملية، بدأ في مساءلة المجاهد الأسير، دون الإستعانة بمترجم حول أسباب الثورة والغاية منها، ولماذا انخرط فيها؟ مع أنه مثقّف ومن عائلة ثرية وميسورة الحال، ومن وجّاهة القوم، فكان رد المجاهد الجزائري الأسير، بلغة العدو وهي  الفرنسية طبعا ، بطريقة سليمة من الأخطاء، بل كانت لغة بليغة أبهرت الضابط الفرنسي، حينها قال هذا الضابط الفرنسي: 
أنا لا أعدم رجلا يتقن اللغة الفرنسية، ليس حبا في المجاهد أو عطفا عليه، لكن حفاظا على اللسان الفرنسي الذي يملكه  هذا المجاهد الجزائري الأسير، وهي عبرة  لمفهوم الوطن والوطنية، وحكمة ربانية ذكرها  القرآن الكريم في محكم التنزيل، أن  لكل أجل كتاب، وإلى الله المثوى والمآب.
أما المجاهد فقد عاش بعد الاستقلال، وعمّر طويلا إلى أن أصبح ضابطا ساميا في الجيش الوطني الشعبي، وشارك في الحرب العربية سنة  1967 ضد العدو الإسرائيلي، إلى أن توفي على فراش الموت، كبعير شارف، وورّي الثرى، في قرية شهدت موته مرتين.  

samedi 24 novembre 2012

معذبة في واحة القهر 2/ يتبع

ذكريات مؤلمة
وقفت متأملة، قارئة لماضيها، عبر صفحات مندسة عنوة في دفاتر أيامها، لعلّها تجد إشعاعا لنافذة شمس تطل منها وعليها بدفئها الفاتر كدفء علاقتها بمن يعاشرها حقا، لا متعة، بل واجبا سننيا، لا رغبة، ولا انتقاما، لأيام مظلمة عاشتها هداية جحيما، إنها معاناة ذاتية لا يحس بها  من كانت حياته عادية. وفي ظل هذاالخيال التصوري الواسع في ظل الزمن الممتع، الخال من الحساب، أوالعتاب، إلا من نفحات تأنيب ضمير تسرّبت منه عبر شعاع شمس خرج فجأة دون إذن بفعل  انقشاع سحابة صيف  مرت بالقرب من المنزل المقيمة فيه، لتأخذ معها أهات وأنين ماض لاينسى، وجرح لا يندمل، وولد لايؤتمن عطفه وحنانه، بفعل تراكم السنين والمواقف، وتعدد الخصام بين الأصول دون أن يكون له موقف يحسب له أو عليه، في حياة هي أعقد من سنن الخلق كلها، نداها سيدها ليسرد عليها  تاريخ سيرته  المثقل بالخبرة والهموم والإنجازات، مبديا حصراته وأسفه على من تركته وحيدا في دنيا لا تراعي المنطق في أحداثها، ولا التوازن في قراراتها، فهي خبط عشواء من تصب تمته ومن تخطئ يعمّر فيهرم، إنه رفيق دربها الجديد رمضان الذي احتاج  التقرّب منها وإليها كعادته، لتقص عليه بعض من قصاص الحياة اليومية،والتحرشات التي لحقت بها عند خروجها للعمل، من طرف رجال أعجبوا بفتوّتها، وهندامها وأناقتها، لتصنع فيه غيرة ونشاطا، وشبابا مصطنعا، فكان ولوعا مطيعا، يسمع كالطفل براءة، وكالحمل وداعة ولطفا، وكالأمير تملكا،أما هداية فكانت تعيش قصّة غرايمة في داخلها عنيفة، لو خرجرت للعلن وأباحت بها له، لدفعت بالشيخ ليتدحرج كجلمود صخرحطّه السيل  من أعلى قد لا يحتمله سطح أرض في وهد نهرمن جراء صدمة السقوط التي غيّرت مجرى ماء النهر في تجاه مغاير للطبيعة، لكنهاآنست رمضان على التو، وداعبته بخفة وحنان ، فمسحت برأسه وخده، وكلّمته، وكأنه حبّها الأول  وليس الأخير  

mercredi 21 novembre 2012

معذبة في واحة القهر/ رواية

بداية الفيض
 اقتربت منه خائفة، وكأنها  مذعورة من خطر داهمها عبر سنين من الزمن، لتقص وتحكي قصتها المؤثرة، التي لم تجد من يصغي لها من أقاربها المقربين، وأصدقائها المزيّفين، بسبب كثرة الأهات والإهانات التي تعرضت لها في حياتها، من أقرب الناس لها وإليها، إنه قدرها الذي لم تصنعها يدها المغلولة، ولا عقلها الذي ظل خاملا مكبلا بالأفكار الجامدة المتجمدة، وكأنه حنّط ليبقى أثرا بعد عين ليس إلا
إنها هداية، البنت المصون المدللة، بنت العشرين ربيعا ، ذات الحقبتين، حيث العز والشرف والعلم،كانت جذابة، أنيقة المظهر، تسرّ الناظرين، وتريح القلب الشغوف بالحب والأمل، لذلك كانت قبلة ومزارا لمريديها من جيلها من الشباب الطموح للفوز بودها وجمالها، وشمعة مضيئة لمن حولها، أدبا وخلقا وجمالا، إنها المعذبة بلا ذنب،المدانة من غيرجرم ، المقتّص منها من غيرحكم قاضٍِ، سوى قدرها الذي لم يرحمها، فوضعها  في خانة المعذبين في الأرض، وبالتحديد في واحة من القهروالجبروت،أمام رجل متجبّر. الجهل هو، والكذب هو، والنفاق هو،والذل هو. فأذلها محبّة، وضربها عشقا وتدللا،وطردها متعتة وتشردا. أنجب منها الولد حرمانا وتعزيرا وانتقاما،عبث بها وبجمالها تأديبا، وحاصرها عدوا، لتفر بجلدها هروبا، تاركة وراءها حزنا ثقيلا وحلما متبخرا عظيما،لا ترضاه أنثى لنفسها حتى ولو كانت نباتا.إنها المعذبة وسط قوم لا يأبهون للظلم قياسا، ولا للفطرة عبرة، لتجد نفسها في خدمة شيخ طاعن في السن ملاذا،  وفي حبه طاعة ومجدا،لقد حباها الكريم مكانة وجاها، ووفّر لهاحبا وصدقا، وكانت هي كالخادم الأمين الذي يأتمر بأوامر سيده، طاعة وحبا وإخلاصا، فلا هي تمتّعت بحياتها وفتوة شبابها، ولا الشيخ رضي عنها..فكانت المعذبة في واحة القهر

النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...