dimanche 30 décembre 2012

معذبة في واحة القهر 8


صراع  ضد من ؟
سارت الأيام بين أخذ وعطاء، بين حب وكره، بين باطل وشر، بين ودّ وعتاب . وهداية صامدة ثابتة، تتربص بها الدنيا  وهي تنظر من خلفها وأمامامها، تنظر إلى ماض بعيد قريب، وإلى حاضرمعيش، فيه من السعادة الشيء  القليل، ومن الشقاوة النصيب  الكبير
هداية اليوم مع نفسها سائلة، لضميرها  مؤنّبة، لحياتها نادبة، تريد أشياء كثيرة فقد تعذّبت كثيرا، وعذّبت غيرها من غير أن تشعر هي  بذلك، كانت ودودا ولودا في رخمها وأفكارها، في معاشرتها وطموحاتها، منطوية على نفسها إلا من بعض الخلق الذين كانت تراهم أترابا لها، قادرين على التقرب منها ومجاراتها في الكلام والتحدث معها، كانت من صنف  نادر للمرأة الذكية الحساسة التي تفعل ما يجول بخاطرها دون تردد،  ودون  اعتبار لأحد، أي كان هذا الأحد، والوحدانية هنا غير الله الصمد
فحبها  لفيصل  ثابت  لكن حب بطريقتها! فهي العاشقة المقدمة نحو عاشقها  بخطوة،  والمتراجعة، المترددة  بثلاث خطوات، إنه الخوف والذعر وقلّة الثقة،  وربما العقدة الثابتة في مسارحياتها غير الثابتة المحفوفة بالأشواك والمخاطر اللامتناهية، هي هكذا تتصور دائما نفسها فوق الظنون،  وخارج الحياة العادية
كانت  هداية اليوم  حزينة،  سعيدة  قلقة، من غير أن تجد تفسيرا لهذه المتناقضات والأضداد المجتمعة دفعة واحدة في كيانها، فهي أكيدعاشقة مقصّرة في حق حبيب،  وعدته السعادة الكاملة دون إلتزام منها، ومقصّرة في حق زوج أمّن لها الراحة والاستقرار، لكنها كانت بالقرب منه  كجسد بلا  روح ، و وروح بلا حرارة  ولا دفء كانت هداية  بعيدة عن أطفال، ولّدوا ليعيشوا سعداء دون تقصير من أحد، فهل كانت هي المقصّرة؟ إنها هداية التي تتصارع مع الكل، لكنها تريد الكل فهل يتحقق هذا الكل ؟     

samedi 29 décembre 2012

معشوقتي ... أنا


 جذّابة، أنيقة المظهر،  بعيدة المنال،منشغلة بأمور الدنيا ومطالبها،لم تكن كالأخريات، اللائي خلقن للعبث وإمتاع الآخر بالملذّات،كأنّهن  لابسات عاريات ،  ماشيات واقفات، راقصات نادبات، يتأملّهن العاقل حوريات هاربات من جحيم الموبيقات، أو يتسابقن للفوز بجنّات خالدات.
  هكذا بدا مظهرهّن، في شكل أغصان أشجار  باسقات،  يابسات كأعجاز نخل خاويات من هول الصدمات.
  لكنها ، كانت كالخالدات المبشّرات بالنعيم  من الروضات، لم تؤثر فيها مظالم الحياة، ولا نظرة الطامعين القاتلات ، ولا سيوف الغدر الماضيات، ولا السّهام المسنّنات، المصوبّة نحوها كراجمات الصواريخ المدمرات.
  كانت واقفة كجلمود صخر تحدّى الظروف وكل الكائنات، إنها  بلادي ووطني الجزائر رمز الصمود، ورفض المحرّمات، ومعقل العلم والجهاد، وعرّين الأسد، وملجأ المظلوم في الأيام الحالكات. 
بلادي وإن جارت علي عزيزة، وأهلي وإن غدروا بي كرام.

mercredi 26 décembre 2012

معذبة في واحة القهر 7


العاشق المجنون
تكيفت هداية مع ظروفها النفسية والاجتماعية، بشكل لم يكن ليخفى على أحد، فلم تعد معاناتها شخصية.! بل انتقلت المعاناة إلى عاشقها المحبوب فيصل ، الذي  وقف إلى جانبها يواسيها، ويشجّعها عشقا فيها، وفي أخلاقها ومواقفها الجادة والصارمة، فأصبحت جزء منه، إذ لايمر يوم  من غير رؤيتها أو سماعها، سواء عبر رنات الهاتف ، أو عبر الوسائل الأخرى التي تمتلكها هداية دون إزعاج لها، إلاّ وكان يوما من أيامه التي لا تعد ولا تحصى
فيصل  شخص وسيم خلوق متأدب، يحب الدنيا، ويهوى الحياة، ولا ينسى الدار الآخرة، لقد أقبلت عليه  هداية في البداية كامرأة معجبة بشخصه ومكانته، عاشقة لجماله ونبل أخلاقه، متطلعة لكسب ودّه، والفوز بقلبه المرهف الحساس المليئ بالمشاعر الفياضة والشهامة  التي لا نظير لها، فكان رجلا، ونعم الرجل هو، عشقته بنبل وصدق، صارحته بحبها، أغدقت عليه بحنانها وعطفها وجمالها  ومكرها في آن واحد، أسكنته فردوس ممتلكاتها، وحمته  في قلبها ، كرجل ورفيق  لحياتها، عبر كلمات كانت تهمس بها في أذنيه، وقد صارحت أيّاه بعلو مكانته ، و جعلته سكنا سكنته، وأخفته عزيزا مبجّلا في سويداء قلبها المفعم بالحر والتقدير، وأقفلت عليه سجينا من غير سجّان، ومحبوس من غير اتهام، كطائر مهاجر تأخر في الهجر مع رفاقه إلى أرض بعيدة، لكنه ألفها واعتاد عليها، ليواصل الحياة البيولوجية فيها، حيث التكاثر، لكنه شعر وكأنه حرم منها ليبقى أسيرا لمحبوبته، التي وعدته بكلام عذب زلال  يتلألأ كان يخرج من فمها، ساطعا بين شفتيها ذات اللون الوردي الممزوج باللون الرمّاني، كقلعة عمرانية فينيقية مرمّمة حديثا، مدهونة بزيت طلاء نفيس النوع والتركيب، ليسطع منهالونه، كبريق أمل طلّ وبان ، مع شعاع شمس دافئة، ليتدثّر بها ذاك  الإنسان الضعيف الباحث عن الدفء الطبيعيي  في أحضان إله قادر كريم،  لا يدفع ثمنه، إلا بشكر وطاعة  لرب ومعبود واحد عظيم
لقد اصطدم فيصل بواقع حبّ  مرّ، أشد مرارة من الحنظل، وأحر من حرارة الجمر، فالعاشق كان هو فيصل  المدلّل، المحب الأسير  لعشق  امرأة أحبها لم تكن كغيرها من النساء، ودّا وعطفا، وقد كبر ودّه  لها ليتحوّل إلى عشق متيم ، ثم إلى عذاب دائم، فهو الآن بدأ يعاني من جفاء حبيبته، هداية المتزوجة من غيره أولا، و من قساوة مجتمع لا يعترف بعلاقات حب خارج الزواج، فصنّف فيصل نفسه في خانة العاشق المجنون ، حتى إشعار آخر

vendredi 21 décembre 2012

معذبة في واحة القهر 6 / يتبع


قلب أسير
استيقظت في يوم جميل،  لترى الدنيا أمامها ومن حولها، وكأنها سجن كبير موصد الأبواب،مفاتيحه في خزانة حديدية محروسة ، يقف على بابها  خزّان أمين، لايعصي أوامر سيده،في يده مفتاح وعصا غليظة ، كأنه عسكري  في جيش انكشاري  درّب لصيانة الأمانة وحفظ الوديعة، لا يفكر إلا في خدمة وطاعة سيده، الذي كلّفه بالمهمّة المسندة إليه 
كان الجو باردا خارج البيت،ومع ذلك  لم تتمالك نفسها ، وخرجت مسرعة نحو فناء البيت  كمن  يبحث عن شيئ ضاع منه في الحال، كان لباسها شفافا رقيقا، منسوج من حرير ناعم ، وقد أظهر بعض مفاتنها المستورة عن العامة دون قصد منها، إلا أنها تداركت في الحين أنها عاصية لأمر الخالق، بفعل تسرب نسمة باردة ، و وخز ريح  بارد شديد،  رفع ستارها الحريري الناعم  وكا شفا شعرها المصبوغ بلون رمال ذهبية مسترسلة على شاطئ  جزائري  آمن،  خال من  السياح  إلا من بعض العشاق المتهورين، الذين ليس لهم  مأوى  سوى هذا الشاطئ الفسيح المذهّب ، وأبان عن جسمها الأنيق،  كغزالة شاردة في صحراء خالية جدبة  في ريعان فتوتها تبحث عن ماء أولتلحق بقطيع بني جلدتها، حيث الأمن والأمان وراحة البال، كان منظرها يوحي لغيرها ،بأشياء كثيرة، إلا هي  لم تكن لترى حالها، فرجعت مسرعة إلى حيث انطلقت، لتجد  رمضان  في انتظارها، وقدحضّر المائدة وتفنّن  في عملية التحضير، حيث  الطعام والشراب  وبعض من أجود فواكة الفصل والعصر  والبلد، مع عصير خاص ممزوج تفنن وأبدع في تحضيره، إنه لها باعتارها رفيقة الدربّ في آخر العمر، وهدية ّ منه لها  بمناسبة الراحة  الأسبوعية ، واقتراب حلول  تاريخ عيد ميلادها  المقرون  بعيد ميلاد  المسيح  بن مريم عليه السلام ،وتودّدا لها كشريكة العمر، تقاسمه الفراش والحلم، ومطالب الحياة الأخرى
هداية اليوم ليست كعادتها في نظر  رمضان  زوجها الذي قضى و أمضى  حياته مع غيرها، حيث أنجب وكوّن، وهو  اليوم جد، مستقبله  ماضيه، وماضيه حاضره، أما هداية   فكانت أسير قلبها، الذي هو أسير عاشقها فيصل ، حيث صنع منه تاجا وصولجان، يحج إليه كلما اشتاق لها، فكانت تبادله الحب والوفاء علنا، أما المتعة فمن وراء حجاب، اتقاء لشر البلية، واحتراما لقدسية الرابطة  الزوجية التي تربطها برمضان الزوج والرفيق،  والتي جعلت منها معذبة في واحة ليست كواحاة الجزائر الثرية، جنة في جحيم   

 

mercredi 19 décembre 2012

معذبة في واحة القهر 5 / يتبع


تذكّرت
بعد فرح ونعيم ، ومتعة  وجحيم ، وحياة مصطنعة في جنات  النعيم، تذكرت أنها أم لأولاد، بنون وبنات، لم   يكونوا بجانبها في الحالة التي هي عليها الآن، إنها تحبّهم، وتريد أن ترعاهم  وتسهر على إسعادهم  وحمايتهم، وتحرص على أن يكبروا بالقرب منها، تراقب نموهم ، في غدو  ورواح، بين شغب ودلال، ومداعبة وتأنيب ومشاركة كالكبار
جلست شاردة الذهن، تتأمل مصيرها  وحالها ، في سكون وصمت مرعب مخيف، تحاور نفسها من داخلها، لعلها تجد تبريرا  لضياع أبنائها فلذات كبدها،  في أيد رجل ظالم متعجرف في نظرها، لا يستحق أن يحيا حياة عادية كغيره من الرجال، إنه الظلم و الجبروت هو،  ومع ذلك كان الوصي والحامي لأبناء، ولدوا من رحمها ليعيشوا بعيدا عنها، لقد امتصوا ورضعوا حليب  ثدييها، وفطموا على يدها، إنه قدرها
هداية  اليوم تعيسة جدا ، ربما لدنو العطلة الشتوية منها، أو لأنها ستكون حبيسة الدار، فتكون خادمة أمينة لرمضان الذي من غير شك سيزيد في طلباته تجاه هداية، التي  قد يقلّ خروجها ودخولها من وإلى البيت من غير سبب، فتكبر وتزداد معاناتها، ويزداد شوقها لرؤية وسماع  وملاقاة حبيبها المتيم بحبها، إنه  فيصل الذي سكن قلبها،  وعذّبها، وربما تجافى عليها، لقد مزّق كيانها،لكنه  جعل منها إمرأة عاشقة متيمة، ومعشوقة جذّابة، بكلمات كان  يغازلها، إنها كلما  ليست كالكلمات التي اعتادت على سماعها من لدن أزواجها السابقين، أو عشّاقها اللاحقين  المتربصين بها في كل حين
هداية الآن تتصارع مع نفسها ومع حبّها وحبيبها ، بين مد وجزر،بين تقدّم  وتأخّر، بين تردد واندفاع، إنها تنشد الحب والاستقرار،  السكينة وراحة البال،  وفوق كل ذلك، هي امرأة في حاجة إلى التّمتع  والمتعة، قبل أن يذبل جمالها مع مرّ الأيام، وهنا عبّرت هداية  بصوت مدوّ، وصرخت كأنثى مجروحة للدفاع عن صغارها، ليسمع  كل من حولها،  إلا رمضان الذي  كان ينعم في راحة بال، فنام  نوما عميقا، لم يتمكن من الاستيقاظ لصرختها المدويّة، فظل نائما كمن شرب دواء ليكمل الليل كله  نائما     

lundi 17 décembre 2012

معذبة في واحة القهر 4/ يتبع

الليل قرّرت
رجعت من عمل شاق، واجهت في طريقها أناس طيبون، أناس سذّج،أناس لا عمل لهم، تعرضت لسهام  من كلمات مدويّة  كصواريخ عابرة،  سمعت كلمات ليست كالكلمات، منها الجارحة العميقة الجرح  الذي لايندمل أبدا، وكلمات طيّبة، طيبتها  تذيب الحجر  الصلب في مجرى نهر متدفق من أعالي جبال راسية
هداية هادئة الطبع والموقف، بعيدة عن الشبهة  والتصنّع، ناطقة الوسامة في المنظر،تعجب العاشق المدلّل، تنافس الملائكة في الطاعة،كان يومها  مكتمل  المهام والراحة، مثقل بالهموم والأوجاع والمسرات، وفوق كل ذلك كانت عرضة لسماع كلمات  وغمزات من عشّاق الظرف، والطريق من مختلف الأعمار والجهات
وصلت كعادتها لتجد من يتنظرها بفارغ الصبر  وشوق الملاقاة ، الذي عبّر عن قلقه بالكثير من الأهّات، إنه  رمضان رفيقها الذي  كان مستلق على فراش من خشب مكسو برداء أبيض، كأنه مكان لعرض جثة غير آيلة للإندثار، فزمأر كأسد شارف يبحث عن أنثاه وقد  ضاعت منه، بفعل مرور السنين وتداول الأيام
أما هي  هداية  فقد عبّرت عن حضورها كأنثى حيوان مفترس لم تجد ولم تمسك بصيدها اليوم كله، فباتت على طواها،ثم جلست بالقرب من رمضان تحدّثه عن الطريق ومصاعبه عن الكلمات الرنانة المدويّة التي سمعتها، عن التلويح بالإشارات اليدوية  التي رأتها من طرف السائقين الذين تجاوزتهم أو قابلتهم عند الذهاب و الأياب، والإزعاج أو الغيرة التي  تكون قد سبّبتها لهم وهي تقود السيارة الجميلة  الأنيقة في انسياب  رائع جميل ، كسائق خبير، يحسن القيادة و المناورة والتجاوزبأساليب ومهارات عالية
أما هو رمضان  فكان كطفل موعود بلعبة جديدة، كان يتنظر  اكتشافها لأول مرة، فلم يعبأ لأنوثتها، ولا  لجمالها، فهمّ بها راجيا متوسلا أن تعطف عليه بحنانها، وتغطّيه بدفئها، وتضمه إلى  صدرها كطفل غيورلم يفطم بعد، من أخيه في سن لا يتعدى الثالثة
بعد الترحاب وتناول قهوة المساء، ساد الصمت الرهيب إلا من بعض أصوات  نقيق الضفادع المنبعث  بالقرب من منزلها،  كان الهدوء مشجّعا على الاسترسال في أحلام يقظة عاشتها المسكينة في نظرها،  الجميلة في نظر عاشقها، المتقرّب منها بخطوات ثابتة، المتيّم بحبها ،الذي يتربص بها ليل نهار، طالبا ودّها ، وساعيا إلى امتلاك قلبها المرهف والمثقل بحب ولد ميتا، إذ لم يكن إلا  خدعة لها وعليها، ثم فكّرت مليا، ونظرت في جوف السماء لعلّها  ترى ربا كريما، يسمعها ويغفر لها ذنوبها، ويمحو خطيئتها، فاندعت مهرولة نحو هاتفها  الثابت قي ركن  من أركان البيت، بالقرب من المدفأة، لتنادي وتستجيب لدعوة حبيبها وعاشقها الولهان بحبها، المتتبع لخطواتها، بعد ما قررت في ليلتها هاته، أن تستجيب لدعوة حبيبها وعاشقها  فيصل، لكن التكنولوجيا تعطّلت، و لم تكن لتسايرها في مغامرتها، في ليل مضى  إلا ثلثه، فهاتف عاشقها فيصل  كان مغلقا، حيث عادت إلى رمضان  لتتفقد حالته الصحية كعادتها، ثم استسلمت لنوم عميق، لم تنعم به منذ مدة 
  

mardi 11 décembre 2012

ظهر الفساد


ظهر الفسّاد وانتشر وعمّ  ربوع البلاد، شرقها وغربها ، شمالها وجنوبها،  وإكان على درجة متفاوتة في التوزيع والتركيز والانتشار.
  فالمفسدون لم يعودوا موزعّين  في حيّز  معيّن معروف، أو فيئة معينّة من المجتمع، أو متستّرين من وراءحجاب.
 بل أصبحوا شبه ظاهرة مقنّنة  اجتماعيا، ومحميّة قانونا،بفعل الآليات المتّبعة  في مكافحة الرشوة والفساد والحقرة والتهميش  والتعسف في استخدام السلطة.
  وضعف الوازع الديني والأخلاقي ، وإن كان كل الناس  يغلقون محلاتهم  الخدماتية ما بين نهاية الصبيحة و الزوال من يوم الجمعة،  استجابة للشرع أولا.
 وريّاء وخوفا من التصنيف الاجتماعي ،  وربما نكّاية  في المسافرين والمرضى، وانتقاما من السلطة الطاغية بالمخالفة والرفض.
  والطاعة والاستجابة لأمرالله صلاة الجمعة.
فهضم الحقوق التي لا تردّ في الغالب لأصحابها إلا بشقّ الأنفس،  أو الدفع بصاحب الحق  إلى ارتكاب المعصيّة.
 وعدم الأخذ بحق المظلوم إلا نادرا، إلا إذا كان  من ذوي القربى  للسلطة  في المظلمة، أو كان من خاصية الخاصة  في الولاء.
 فالقانون يعلو،  لكنه لايستطيع أن يشمل الجميع بصرامته ورحمته، والناس ليسوا سواسيّ في تطبيقه والاستفادة منه.
يبقى في الأخير،  هذا التشخيص   الفاضح المخزّي للفساد وانتشاره ، يشمل  ويخص  بعض الدول العربية.
  ولكل واحد منا  أن يضع المعايير  ويحدّد المؤشرات ليصنّف مكانة بلاده في ظاهرة انتشاره.
  فربّما  هذا الانتشار  لا يعني به أية دولة عربية على سطح الكرة الأرضية. 


 

lundi 10 décembre 2012

معذبة في واحة القهر 3/ يتبع

يوم من أيام هداية
اليوم ليس كسابقه، في الترحال والعمل والحركة، إنه يوم عليها وليس لها
هداية منشغلة من الداخل، في صراع مع نفسها،مع من أوجد لها ظروفا كهذه وتركها وحيدة، تئن وتتعذب، تقاتل وتصارع لتبقى قائمة كشجرة مباركة ثابة في الأرض، وفروعها في السماء، صامدة في مهب الرياح  والأعاصير ، والسيول الجارفة
 إنها هي،  هداية المعجب بها، الجميلة في سنها، القادرة على ممارسة شعائرها الدينية والدنياوية بحرية ولطف وإمعان  وتقدير
ها قد شرعت اليوم  في الخروج، في انشراح  مبتسمة الثغر، في حياء واحتشام، حسبها ملاقاة حبيبها الواعد الموعود،  في غدو  ورواح، كأنها ضاربة له موعدا في مكان اختارته هي ليس موعدا غراميا، ولا موعد عمل ، ولا هوشبيها لهما في شيئ
كانت  كمن يعيش أحلام يقظة فيها متعة الترحال السفر، دون محطات محددة ، ودون جواز سفر، أو تذكرة معلومة الهدف والغاية، لكنها كانت مصرّة على الخروج
تهيأت، تزينت، راقها منظرها ، عبر مرآة  عاكسة، نظرت في تجاهات مختلفة، صدفة رأت خيال رمضان بعلها، يطلّ  عليها من وراء شقاق، طلّ عليها عبر ضوء متسرب، ليقول لها: لا، لا تخرجي، أنا هنا  في انتظار خدماتك غير المنتهية الأجل  والصلاحية، التي ألفتها منك، فلا تتركينني وحدي! فدفؤك، وحنانك  وعطفك  عبادة، وغضبك موسيقى رنانة، وعتابك درس في الصبر والطاعة،وهنا  في هذه اللحظة بالذات ،  صرخت بكل ما تملك من قوّة لتقول :  كفى ، كفى، فأنا لم أعد  اليوم  إلا راهبة،  في خدمة قديس، قد ابتلاني  به الله  ليكون شاهدا  ومنقذا، من عذاب ،  أنا لست آثمة
ورمت بكل جسدها الممتلئ في انبطاح غير حذر،  وغير منتظم،  بين شخير، وزفير، وبكاء وعويل، لتندب حظها، من غير تأنيب لأي ضمير،  لتعود إلى رشدها بعد وعي رزين، وتلمس بجسم رفيقها الملقي بجسده  بالقرب منها، وكأنهاتقول له: أنا هنا ، وأياك فافعل شيئا ترضاه لي،  ولك أيه العليل الحكيم، ثم استسلمت لنوم هادئ  عميق ، في انتظار ليل قادم ، لا يكون بالتأكيد عادلا
  

lundi 3 décembre 2012

دكتوراه في التديّــــن


ما شدّ وأثار  انتباهي أكثر في السنوات الأخيرة ،  ظهور علماء في التديّن برتبة دكتوراه  وهي الرتبة  التي لم تكن مألوفة  لدى شيوخنا الأفاضل من قبل.
وهي ظاهرة  جديدة جيّدة ،  في وقت أصبح الدين ، دين دولة، أي  ملك يمين السلطة الحاكمة في البلاد العربية، تحرّك به رجالاتها في مجال اللاهوت والعبادات،  في المواسم والأعياد خاصة،  للتمجيد أو التنديد أو الدعاء، وفق الحاجة الملحّة في مجال الوعظ والإرشاد، والدعاية، والدعاية المضادة.
هؤلاء الناس أي العلماءالمتخصصون جدا، في مجال الإفتاء والدعوة للحاكم، لكي ينصره الله على قومه وشعبه  في مجال التسيّير والبقاء في الكرسي أبد الدهر، وتوزيع الفتات على الرعيّة، من االناس، وعامة العامة، بطريقة حق أريد بها باطل.
إن امتلاك ناصيّة العلم حقّ، واكتساب منهجييته، واجب مقدّس، لكن اكتساب الألقاب لكبح الرعية، وزحزحة شيوخ الزوايا من مناصبهم الموروثة ، و ربما حتى التطاول عليهم برتبة دكتور قضية فيها نظر.
إن المؤمن يقتنع، وهو مقتنع بقوّة الإيمان الذي في قلبه وسلوكه، وبصفاء السريرة ، ونقاوة الأخلاق، والإلتزام بأوامر ونواهي الدين، سواء وصلته عن طريق عالم برتبة دكتور، أو ولي صالح يحفظ الستين حزبا، وسيرة سنن سيّد الخلق  وخاتم المرسلين محمّد صلى الله عليه وسلم.
تبقى هذه الملاحظات ذاتية ظرفية، وهي مجرد  قراءة  ووجهة نظر، أتمنى ألا تزعّج الشيوخ الأفاضل من دكاترة، وحفظة القرآن الكريم ، وكل المتفقّهين في الدين  إلى يوم الدين.

النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...