سئل ثري أي مرفه، عما ينقصه في حياته اليومية فقال: السلطة، أي نعم ،السلطة ،
فالسلطة ، هي التي تجعل المال الذي إكتنزه ذا قيمة ومعنى، لذلك نجد
الأثرياء يتصارعون فيما بينهم من أجل الوصول إليها، بشتى الوسائل التي قد
تصل في كثير من الأحيان إلى استعمال الممنوع منها.
لذلك قال الفيلسوف
الإيطالي الشهير ما كيافيلي: [الغاية تبرر الوسيلة] وهي الفكرة التي تمسك
بها القادة العرب وباقي الأنظمة الديكتاتورية الشمولية في العالم ، وحرصوا
على تجسيدها في أنظمتهم تجاه شعوبهم.فجهزوا أنفسهم بجيش من العسكر والشرطة، وأغدقوا عليهم الأموال، وغظوا الطرف عن اعتداءاتهم وتجاوزاتهم اليومية في حق مواطنيهم، الذين أصبحوا يشعرون دائما بالرهبة والخوف.
وهي فكرة تعتبر إمتدادا للإستعمار البغيض الذي ترك هذا الجو من الرهبة تجاه الأهالي والشعوب المستعمرة، التي لم تتحرر نفسيا وأخلاقيا حتى الآن ، ولم يستطع مواطن المستعمرات القديمة، أن يقول: لا ، للظالمين والمرتشين،والإنتهازيين ،لأن الأجهزة في هذه الأنظمة المستبدة تكمّل بعضها البعض، وتغطي عن بعض السلوكات المشينة التي ترتكب بقصد أو من غير قصد من طرف بعض الأسلاك أو الأشخاص بشكل فردي أو جماعي.
ذلك أن السلطات كلها في يد المستبد أي النظام الحاكم، الذي لايؤمن بالقصاص أصلا فهو القاضي والمدعي العام والشرطي والمحامي والضحية في آن واحد.
والمواطن ما هو إلا أداة تتحرك وفق مبدأ المصلحة العامة، والمصلحة العامة في عرف هذا النظام ، هي الحفاظ على مصالح الأجهزة المتنفعة من الريع، وليحترق الجميع دونها
تلك هي طبيعة الحكام في الأنظمة العربية المستبدة،التي هي في طريق التغيير.
ولا أعتقد أنها في طريق الزوال،لأن الخلف المقترح مشبّع ببعض السلوكات السابقة كما أن ثقافة التبادل على الحكم والديمقراطية، ليست جاهزة أو متوفرة في الوقت الراهن
فثقافة التدمير أكبر من ثقافة البناء،وهو اعتقاد ليس بالضرورة صحيحا.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire