dimanche 28 février 2016

هكذا ... صرات

عاش وكبر  مدللا تحت  برنوس أسد يسمى بومدين ، مثل و يمثل دولة وشعب في الخارج أكثر من عشرية كاملة ، .حتى دارت الدوائر بموت الأسد،  ولم يكن الخليفة المنتظر ، ولا الشخص المرغوب فيه ، فاتهم بالسرقة والاستحواذ على المال العام من غير وجه حق ، وأدين في ذلك، ليجد نفسه خارج اللعبة السياسية في الجزائر،  ويعامل معاملة  نظرائه  المعارضين السابقين رغم أنه - لم يكن معارضا للنظام صراحة - الذين كان ربما سببا في إبعادهم  من الحكم والسلطة أنذاك ،  أوأنه  لم يكن ليقربهم إلى السلطة من غير أي مجهود يذكر من قبله  ، أو هكذا هو التاريخ يسجل له وعليه.
وتلك الأيام نداولها بين الناس،  من ناطق باسم دولة تتزعم حركة التحرير الأفروأسياوية،  إلى نفي ذاتي إرادي  خارجها،  ليعيش متنقلا بين أرباب المال والبترول في دول الخليج  عارضا خبرته ومهارته  ، وبين العواصم العالمية التي يعرفها ويحسن التعايش والعيش فيها،  كان صامتا ساكتا ،وكأنه آل على نفسه ألا ينطق رغم أن بلاده كادت أن تحترق بما حملت من دمار وتخريب وتقتيل،  لولا  لطف الله  بها ، وتعقل بعض قادتها وتماسك شعبها وصلابة  وقوة جيشها.
مرت الأيام والسنين ، وهدأت العاصفة  مؤقتا،  ليجد نفسه  أحد الخيارات من خيارات النظام  الحاكم  شبه المعزول دوليا ، الفقير اقتصاديا،  المشلول عربيا، فدخل الحلبة  السياسية  من جديد ،ببرنامج و بكلام  عذب وخطابات رنانة مؤثرة ، خصوصا وأن من سبقوه كانوا  قادة عساكر أي  من الجيش الوطني الشعبي ، يتقنون تنفيذ الأوامر، أكثر من أداء الخطب الرنانة المؤثرة في الشعب.
قلت: دخل  الحلبة  السياسية من أجل الفوز بكرسي الرئاسة في صراع  انتخابي شبه تنافسي ، ضمنه من البداية بانسحاب فرسان السباق كلهم ، وبقي وحيدا موحدا، وكأنه   استرد حقه السابق الذي ضاع منه  في أوائل الثمانينيات، عندما حرم من المنصب أو هكذا  شبه له ، أو كما كان يتصور هو طبعا ،عندما ترشح  العقيد الشاذلي بن جديد وحيدا ، باعتبار أن  النظام الاشتراكي السائد وقانون الجزب الوحيد  حزب جبهة التحرير الوطني أنذاك ، كان أحادي الترشيح للمنصب الرئاسي.
وفعلا ترشح الزعيم  وفاز،  وتكلم كثيرا ، إلى درجة  أنه سكن التلفزة الوحيدة  أنذاك،  بخطاباته المؤثرة في الشعب المجروح بالارهاب والفقر والبطالة ، وظل كذلك في العهدات الثلاث  التي فاز بها ، حتى سكت مكرها في العهدة الرابعة ، وظل متنقلا عبر العالم برمته،  لم يستثن أي قارة  على ما أظن،  فكانت الطائرة إقامته ومسكنه ،  والفضاء مساره،  وتطوير الجزائر هدفه  وغايته،  أو هكذا حاول أن يقنعنا جميعا ودائما.
أحبه الكثير من الجزائريين ، كما كرهه بعض منهم ، وأبغضوه بشكل ملفت... المجد للجزائر دائما.

lundi 22 février 2016

في طريقي

في طريقي أجده صباح مساء منطو مع نفسه ،  واضعا يديه على رأسه، كأنه يحاصر قباعة  فوق رأسه من الفرار أو الطيران ، ينتظر أن تمطرالسماء  عليه   بغيث رحيم،  أو أياد ممدودة عليا  لكرام الناس، وهو في وضع  صنم  أو وتد ثابت، مسندا ظهره لسور وجسده منحن بشكل  نصف راكع، ووجه متخف من المارة، كزانية  متسترة من قومها في مجتمع ينظر إلى الرذيلة  بعنين مختلفتين، ويزنها بمكاييل متعددة .
ذلك هو  حال هذا  المسكين الذي تقطعت به السبل، وسدت في وجهه كل الأبواب، ولم يجد حيلة لكسب قوت يومه ، سوى التنكر والإنحناء،  وعقاب نفسه بعدم الحركة طيلة يوم كامل،  أو هكذا يظهر دائما.

dimanche 14 février 2016

في حافلة

في حافلة مكيفة مجهزة بجهاز عرض أفلام واضحة الصوت والصورة، ومسافرين من الركاب كانوا منشغلين فيما يخصهم ، كأنك وسط قوم يؤدون واجباتهم بعدما منحوا حقوق غيرهم في جو هادئ مريح كانوا ينتظرون شيئا .. وما هي إلا لحظات حتى تغير الحال الساكن إلى حركة أعين في اتجاهات مختلفة وهي تعد قطرات المطر المتساقطة على زجاج الحافلة من كل الاتجاهات التي زادت غزارتها لتشكل شبه سيول وبرك مائية على حواشي الطريق ووسطه ، ليتحول السكوت والهدوء إلى تسبيح وتكبير كأن السماء لم تعتاد على ذلك منذ أيام ، إنها رحلتي في هذا اليوم.

vendredi 12 février 2016

شريكة عند الكبر

في بيئة معزولة كانت،  قدرها رجل طاعن  في السن،  سترها  في بيت هادئ سعيد  بعد ما أحبها  وأعزها وشملها  برعاية خاصة، جعل منها  ملاكا  في الجمال والرعاية تتحدث عنها النساء وتحسدها الجميلات في مثل سنها، فتكيل لها كل أنواع المقت والتهم من كلام غير مسؤول،  يخرج من أفواهن إنتقاما منها وحسدا لها.
أما هي فكانت تتظاهر بالسعادة والرخاء وحسن العشرة مع بعل انتهى دوره الاجتماعي والأسري ، فلم يعد إلا رقم حساب جار في بنك يزوره من حين لآخر أحد المستفدين تبعا لرغبة صاحبه.
كانت حياتها جميلة  تعسة في آن واحد، لم يشعر بها أحد غيرها، لأنها كانت حريصة  كل الحرص على كتمان حياتها الخاصة إيمانا منها أن للبيوت أسرار والعلاقة الزوجية لباس وستر لايعلمه إلا الله والشركاء فيه تحت سقف واحد.
مات الذي كان ساترا لها، وودعته في حزن يليق به ، لتجد نفسها أمام أطماع متعددة من أقرب المقربين منها، ومن الانتهازيين المتربصين بما يشبه حالها، فهذا خاطب  يدها ،وذاك طامع في ميراثها، والآخر عاشق لجمالها وأنوثتها، وهي تحاول أن تعرف مكانتها ووجودها وسط ظروف  لم تألفها وحياة لم تعتاد عليها، فهل  هي التي تغيرت أم الحياة هي التي غيرت طبيعتها و نظرتها إليها لتراها بعين أخرى غير التي ألفتها من قبل.
وهكذا كان المجتمع  يصنع قدر بعض الناس في عالم لايعبأ بحريات  أفراده  بقدر ما يعبأ بقيمه الجماعية التي ليست بالضرورة  هي الغاية والهدف لكل أفراده.

vendredi 5 février 2016

فارق السن بين الزوجين

موضوع للنقاش

فارق السن في الزاوج بين الجنسين، هل هو إختيار أو مرض أم رغبة أم  هو مودة  ورفاهية ؟
هذه الأسئلة  التي طرحتها ، استخلصتها من خلال الدردشة مع بعض الأصدقاء والصديقات الذين يرغبون  في نمط عمري معين  للاقتران والزواج وبناء المستقبل.
لكن  فارق السن بين الزوجين  أو المتحابين .
 هل يعد من العوائق التي تنهي العلاقة  بين الشريكين في أقصر مدة ممكنة  !؟

jeudi 4 février 2016

لوبيا


دعانا على تناول صحن لوبيا  بلاش معه  في مطعم شعبي  جميل، فلبيت دعوته  على عجل ودون تردد، لسبب أن تلبية  الدعوة في ديننا  لاترد، ولأنني لاحظت  صدق النية في عرضته هذه، ولأنني كنت في حاجة  إلى  الذوق الجميل الذي كبرت  عليه ، سواء في  مطبخ بيتنا ،  أو في المؤسسات التعليمية التي درست ودرست فيها في مرحلة الدراسة أو في   مرحلة التدريس.
لم تكن الكراسي شاغرة  ولا فارغة فالمطعم ممتلئ عن آخر، كان علينا الانتظار بانتظام أمام الباب وصديقي يحدثني بل كان يصنع الحديث ليواصل الكلام ويشد إنتباهي حتى  يصل دورنا في حجز طاولة وسط مجموعة من العمال والمهنيين الذين اعتادوا المكان وما يقدمه من أكلات شهية.
كان هؤلاء الزبائن على دراية بكل ما يقدم في المطعم ، وعلى تفاهم تام مع عماله بشكل عام، فالخادم كان يقدم خدماته ، بفهم إشارة الزبون  الذي ألف  المكان وآثروه على غيره من المطاعم الأخرى، وصديقي واحد من أولئك الزبائن .
 كنت أنا الجديد بالمناسبة، حيث بادرني الخادم بقائمة من الأكلات المتعددة، احتفظت بأهمها وهي .. لوبيا بلاش.
 قالها الخادم بصوت جهوري مدوي، كأنه يريد أن يفضحني أو هكذا بدا لي الموقف ، مع العلم أن كل أو معظم  الزبائن ،  يطلبون  لوبيا بلاش،  وما هي إلا لحظات حتى جاء الصحن اللذيذ، ليقدم لنا وكأننا في وليمة  في مجتمع رجالي، النساء لايظهرن  إلا أمام مكان بعيد ، ليأخذن حاجتهن معبأة في أوان، وتناول ذلك في مكان قد يليق بهن.
تناولنا اللوبيا الشهية، وخرجنا منفوخي البطون، لنواصل متعتنا في قاعة شاي قريبة من المكان ، وكأن ذلك من السنن الحميدة التي اعتاد عليها صديقي كل يوم.
 ثم افترقنا ، بعدما صلينا  صلاة الظهر جماعة ، ودعينيا لبعضنا البعض،  وكأننا في عرفات أو في  منى.
أن يديم الله  علينا، الصحة والعافية وحسن الخاتمة، بعدما شكرنا فضله ونعمته، ثم انتشرنا عبر  شوارع ومنافذ المدينة،  في غدو ورواح ، كل واحد ينشد حاجة.

جلسة


جلسنا خلف زجاج نافذة تطل على الشارع في قاعة شاي جميلة منمقة ومطرزة تبهر الناظر وتريح الجالس. كان كل منا يبحث عما ينقصه ، أحدنا ينتظر النادل ليطلب مايحتاج إليه من مرطبات وحلويات، والآخر يراقب الشارع كقط يراقب أنثاه في يوم بارد قد لاتخرج إلا له أو من ينوب عنه في أداء الواجب بإتقان. كان لقاؤنا.. كنا نفر حول طاولة ليست الوحيدة في المكان، فقد كانت القاعة عامرة ممتلئة، لكن العقول مشردة كأرواح غادرت الجثث، وكأنها تنتظر يوم بعث ليس بقريب. كان يومنا حافل بالقيل والقال، حتى افترقنا لعل كل منا وجد ضالته في يوم قد لايحتسب من يومياته التي أرخ لها.

mercredi 3 février 2016

حكاية


يحكى ان قوما ثاروا وانتصروا على عدوهم واصبحت قصتهم معروفة عند العام والخاص بعدما زينت ببعض الاساطير الخرافية واصبح انتصارهم هذا وسيلة تنويم وتخدير، فاختاروا منهم زعيما قدسوه .
كلامه القليل أوامر ومحبته فرض عين، وطاعته عبادة وعصيانه كفر.
ببجله الكبير و الصغير أطاعه المسؤول وركعت له السلطات، فكان قديسا في أرضه طاغية مع زبانيته وديعا مع من ولاه.
تطورت بلاده الى درجة ان كل من يزورها بدعوة منه، يمجد إنجازاته ويشيد بخبرته.
اما شعبه فيندب حظه في حال فقدانه، فقد يصبح يتيما مشردا ،لذلك هو يفكر في وسيلة لحفظه الى الابد، وقد فتح باب المناقصة لذلك فهل من مجيب؟!.

النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...