vendredi 6 avril 2012

جاءني شاكيا فتحول إلى قديس

مثل  مصري يقول (حدّث الأعزب واركب فوق حماره) حضرني هذا المثل، وأنا أستمع إلى صديق أعرفه منذ وقت الصبا،لكني لم ألتق به منذ مدة ليست بالقصيرة، فقد شرّق وغرّب، عبر أرض الله الواسعة، ومشى في مناكبها وانقطعت عني أخباره، حتى ظننت به  بعض السوء،  لكنه ظهر وفي  ظهوره هذا ، الكثير من التألق والوسامة والبشاشة التي لم أعهدها فيه من قبل، أو على الأقل ما اعتدت عليه وهو في الطفولة المرحة البريئة.
صديقي القديم الجديد هذا ،احتضنني بقوة، وبدا وكأنه في حاجة ماسة إلي، وكأنه لم يفقدن منذ أجل ليس بالبعيد،حيث أمطرني بأسئلة غير منتهية ودون ترتيب، لا من حيث المواضيع، ولا من حيث التسلسل التاريخي ولا  من حيث الترتيب المنطقي للأحداث فقد كان كلامه عبارة عن إسهال أصاب إنسان بعد تسحّر بصحن من حليب نوق ممزوج بكسكس من دقيق حنطة لم يكتمل  فتله أوطبخه بشكل كامل، هذه هي الصورة التي رأيته فيها، إنها الحقيقة  كما تجّلت لي ، والحال هكذا، فقد دفعني الفضول و الشفقة نحوه وأمسكته بلطف وبادرته بأسئلة  وجيهة وحاسمة.
هل أنت مسقر اجتماعيا ونفسيا وعاطفيا؟ أم مازلت تبحث عن كل ذلك في كنف الحياة الصعبة؟
هنا توقف صديقي عن الكلام وطلب مني سرد الماضي البعيد الذي اشتركنا فيه داخل   القرية  مابين الجامع و المدرسة والطريق إليهما.
هنا شدني الحنين إلى ذكريات الصبا والطفولة،فأنقرت بفارة ذاكرتي القويّة لأنبش في ماضيه العاطفي وأسرد له  محاولاته الأولى في مجال الحب والعاطفة، فذكّرته بسعاد وليلى وباقي الأخريات، وأيهما كانت تميل إليه أكثر.
حديثي هذا جعل منه طفلا وديعا طيّعا يسمع باهتمام، الشئ الذي لم يسلكه، أو لم يتحل به منذ أمد بعيد.
فتحول صديقي المحترم  من واصف لمحب، إلى قديس سامع لماض  ليس بالقريب.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...