الخوف من الموت عند المسنين

 تقتضي الفطرة  أن الإنسان يعيش مدة معينة من الزمن، تكون بمثابة الحياة الطبيعية له، من خلالها يعرف الكثير من المسرات والنكبات، تنسيه مفهوم الموت وزوال الأشياء من قاموسه المألوف إلى درجة يصبح لايشعر إلا بالبحث عن رغبات العيش الرغد في كنف المتعة.

غير أن ثبات  الحال من المحال  أو  كما يقال، ففي مرحلة  الكبر والعجز الحركي أو الذهني، تضعف النفس البشرية، ويبدأ العد العكسي للحياة الأخرى، حسب معتقدات كل فرد منا، وهنا يبدأ الخوف الحقيقي  للكائن البشري من المجهول أو الموت الحقيقي.

  فترى العجزة  والمسنين  يتصرفون كالصبية في بعض سلوكاتهم اليومية، ينزعجون ويزعجون أقاربهم أو مراكز إيوائهم التي يقيمون فيها.

هذه المرحلة الصعبة من الحياة نحن المسلمون لانعطيها الأهمية التي تستحقها،على الأقل قي المجال السلوكي المادي  بحكم  وجوب طاعة الوالدين، بل نفوّض أمرها إلى الوازع الديني الأخلاقي  والأسري.

 ترى هل أبناؤنا أو أقاربنا مستعدون لمساعدتنا واللطف بنا،؟ بعبارة أدق هل هم قادرون على تحمّل جزء من جنوننا أو زهايمر الذي  قد يصيب بعض منا  ؟

 ذلك أن التغيرات التي عرفها المجتمع الجزائري، ولّدت فئة من الناس  تعاني الأمرين إن على مستوى الكفالة، أو على مستوى التضامن والتآزر الاجتماعي.

 وهنا لايمكن أن يخفى على أحد، بعض المشردين والعجزة الذين يلقون أجلهم في الشوارع، أو في بعض الدهاليز  دون علم من أحد.