samedi 21 avril 2012

حوار...مع صديقي الداعية

 كان نشيطا حيويا، جادا ،متسامحا إلى أبعد الحدود، حتى ظننته أبله، أو هكذا شبّه  لي تصرفه، لأنه كان يؤمن بأن زمن الدعوة إلى الدين ما يزال قائما إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها

 كانت ملامح وجهه تبشر بالخير والعطاء ، والإيمان المطلق بأنه الوحيد الذي يملك الحقيقة، كل الحقيقة، ودونه عنها بعيد.

صديقي هذا وسيم، حاضر  الإبتسامة و البشاشة، في كل لحظة من  لحظات لقائي به أو التحدث معه، في أي مكان دون موعد مسبق

 اهتمامي به زاده نشوة وفضولا أكثر ، حتى شكّك في إيماني أو هكذا ظهر لي موقفه اقترب مني أكثر، وأخذ يحاورني ويشيد بخصالي ومواقفي وثقافتي وتكويني حتى ظننت به بعض السوء ، وإن بعض الظن لإثم ، أي أنه  كان في حاجة إلى مأرب يكون هو  في حاجة إليه 

 فأكون أنا الدال عليه أو  المساعد له على كسبه، وللحقيقة.! أقول أن صديقي كان عفيفا شريفا مطمئن البال والحال، مقتنع بما حباه الله من  إيمان، فسعى لنشر ذلك على بعض الناس الذين اعتقد خطأ أو سوء تقدير أنهم أولى بالمعروف، فكنت أنا أول البادين بهم، والشيئ  الذي حيّرني أكثر في موقف صديقي الفاضل، أنه صنفني في خانة الذين يبدأ بهم دعوته -ربما لقصر نظره -أو تزمت أفكاره وانحباسها في بوتقة ضيقة محدودة الآفاق، اعتقادا منه أنه من لم يلبس جلبابا ويشمّر عن ساقه، ويعفو عن لحيته فهو مدعو إلى مراجعة مواقفه تجاه دينه 

 وهي أول خطوة بيني وبين  صديقي للتحاور وتمتين العلاقة، وربما تشكيل فريق دعوي للدعوة إلى الإيمان والبر بالوالدين والإحسان إلى الله ، وطاعة الخالق الأحد

 سلوك وموقف صديقي هذا، جعلني أتريث وأراجع مواقفي ووإيماني، وأقبل عن طيب خاطر، النزول إلى محاورته بصدق، وأشرح له وجهة نظري المتعلقة بالدين والعبادة، وأننا سواسي نعبد إلها واحدا أحدا ، ونؤمن بمحمد (ص) رسولا ونبيا، وبالاسلام دينا نؤدي الصلاة ونؤتي الزكاة ، ونصوم رمضان ، ونحج البيت

فسلوكاتنا الدنياوية ينبغي أن تسير في هذا الإتجاه، نطيع والدينا ،ونكرم ضعفاءنا وننصر المظلوم منا، ونقف في وجه الظالم، والمعتدي ولو كان من أقربائنا.

أما الله الخالق الذي نعبده ونوحّده فهو أسمى من أن نتطاول عليه فهو الرحيم بنا المتسامح معنا الغافر لذنوبنا العادل في إنصافنا، الكريم معنا. وصفوة القول أنه ليست لي أي مشكلة مع الله، فالله أسأله دائما، أن يغفر ذنوبي وإن كانت  كثيرة، ويظل إيماني به أقوى من كل شئ، فاللهم  أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة آمين.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...