lundi 9 avril 2012

بخل أم خوف من الدهر؟

كان حريصا كل الحرص على ألا يضيع منه شيئ، فهو الذاهب الآت، في العشي والأبكار، الساعي للرزق دون كلل أو ملل،  صباح مساء، تراه منهكما   في سعيه،  طالبا  زينة الحياة الدنيا، خاطبا ودها كأنه يعيش أبدا ، ولن يموت غدا، كان كهلا في سنه، أبا وجدا لأسرته، خلوقا  متأدبا في سلوكاته و تعامله، لا يضر أحدا سوى نفسه، التي لها  عليه حق.
ومع ذلك كان ولا يزال جادا طموحا طماعا في كل شيئ، لا يأبه لشيئ غير العمل والتفاني في الخدمة والإنتاج،إنه  آلة في شكل إنسان، لقد استطاع أن يكنز مالا غيرجاه، وثروة غير سلطة، ومكانة دون احترام.
إنه الجشع والبخل، الذي تجسّد في طموح وطمع لايشبع، ونفس لاتخشع،لذا كان مثار تعليق الناس من حاسد وغيور وواعظ مستقيم، وطماع متربص به.
نشاطه الداؤوب وجشعه الزائد عن اللزوم،واصراره على العمل وتمسكه بالدنيا وتجاهله لعمل الخير وشحّه غير المثيل، كان بمثابة خوف  من الدهر، سبّب  وأسس له فئة من الحاقدين، والأعداء الكثيرين، بدء بالفقراء والمساكين، وانتهاء بأهله وعشيرته المقربين، التي رأت فيه الكنز الدفين، الذي لايقبل القسمة على اثنين.
فهل  مثل هذا، ما أوصى به الدين؟ أم هي  سلوكات ومبررات لا أساس لها من الدين، وقد اتبعها صاحبنا خوفا من الدهر وقهر السنين.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...