الديمقراطية في البلاد العربية، مثل الثقافة أو الحضارة العربية القائمة
على المجتمع الذكّوري، الذي ينال ويتمتّع بكل شيء، كالعصمة الزوجية وحق
الوصايا، والتمتع بحق الأسدية (الأسد) في الرأي والتوجيه وتركة
الميراث.
هذه الذكورية المنحازة ، نمت وتطورت في البلاد العربية من المحيط
إلى الخليج، لتشمل أنظمة الحكم، لكن مع انحياز أكثر للأصلح والأقوى الذي
يمسك بالسلطة ويذود عنها بالنواجد، وبكل ما يملك من حيّل، كالنفاق
الاجتماعي الاقتصادي والسياسي ، وشراء الذمم، و استعمال أساليب قمعية
بوليسية وعسكرية..كإسكات صوت المعارضة والتضييق عليها ، بأساليب
متنوعة،أخفها القمع والقتل، وأكبرها أو أقلها النفي والتشريد والنسيان في
المعتقلات و السجون الجهننمية غير اللائقة للإنسان.
هؤلاء العرب أو بالأحرى
هذه الأنظمة، معجبة بالمدنية والحضارة الغربية في المأكل والملبس وطبيعة
الحياة الغربية.
أقول هذه الأنظمة ، تحاول دائما التشبه بالغرب في
حياتها الخاصة في محيطها الضيق، فهي تؤمن وتطبق المثل الشعبي الجزائري القائل: هات بنتك، تعلب مع ابني..والعكس ليس صحيحا أبدا ،عندها وفي عرفها.
بمعنى
آخر، حلال عليها، حرام على شعوبها التلذذ بالحياة الرغدة ، في كنف الحرية
والمساواة والعدالة.
فالسياق الحضاري الغربي مقبولا شكلا كواجهة.
ومرفوضا ضمنيا كنظام اقتصادي سياسي اجتماعي في هذه الأنظمة العربية
المستبدة.
فاللعبة الديمقراطية الانتخابية والتداول على الحكم أو السلطة
سابق لأنوانه، ولايعني الأنظمة العربية إلا في التمثيل الوجاهي من أجل فتح
نافذة على الغرب المادي الذي عرف ويعرف حقيقة الأنظمة العربية، وله
القدرة الكبيرة على فهم شعوبها وحضارتها العتيقة والسائدة.
فإلى متى يبقى
العرب عربا والغرب غربا؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire