mardi 31 décembre 2013

الاحتفال برأس السنة 2015


جاءتني غاضبة !
كل  الأماكن   حجزت،؟
ولم نحدد أو نحجز مكانا لننهي السن.
ونستقبل السنة الجديدة 2015.

قلت لها مبتسما:
يخلق الله  من الشبه 
أربعين.

تذّكرت


في صمت هادئ..

وضوء خافت..

وموسيقى  معبّرة.

كنت و هي !

نتقاسم أفراح سعادتنا.

وسط جوّ  مريح.

حيث  لا أرى

إلّا سوّاها..!

ومن أبدع في  جمالها،

وأتقّن صورتها.

dimanche 8 décembre 2013

ممارسة الحكم في البلاد العربية

لم يعد الاحتكار حكرا على الاقتصاد فحسب، بل امتد إلى السياسة وممارسة الحكم والسلطة في البلاد و الأنظمة  العربية الشمولية ذات الواجهات الديمقراطية التي تقلّد الغرب خوفا منه واطمئنانا على بقائها في الحكم أبد الدهر، بتبادل المهام والأدوار بين المنتفعين بالريع ومزايا السلطة.
لذلك تلجأ هذه الأنظمة إلى إلى تأسيس الأحزاب  الصورية ، والجمعيات الموالية  ذات الولاء للزعيم المتشبث بالحكم  تمجيدا  وتقديسا له، مقابل عمولات تدفع لها في شكل  رشاو شرعية أو هبات  متعددة ، كالمشاركة بعنصر  أو إثنين من عناصرها في بعض السلطات الصورية كالبرلمان أو في الحكومة  على المستوى المركزي  أو المحلي .
هذه الممارسة الاحتكارية تقوم على الدعاية الضخمة ،تسخّرفيها  إمكانيات الدولة  والمجتمع ككل ، ومداخله في خدمة الزعيم وأعوانه والمرتزقة من مختلف الأطياف والفيئات، وكل ما له علاقة بإثارة الشغب والفوضى إسكاتا له ، بشراء الذمم بفتات  الموائد المتبقية في مأدبة المحتكرين للحكم والسلطة.
وهكذا ظهر المتشبثون بتقديس الزعيم والدفاع عنه  بالنواجد ،  من أثرياء الرعاع والعامة والجهلة، الذين يركعون   وقد  يسجدون ويصفقون للزعيم خوفا وطمعا، ولله مظهرا  لا تعبدا وتقديسا.
هذا السلوك  غير السوي ، ليس وليد اليوم فقط ، بل هو تاريخ وثقافة سادت  ولا تزال تسود المجتمعات العربية عبر التاريخ، حيث صنعت أمراء سلاطين وملوك وأباطرة ورؤساء مستبدون، سكنوا الكراسي وأحرقوا وقتلوا كل من يقترب ، أو يحاول التقرب أو الاقتراب منهم   لزحزحتهم من واجهة الحكم.
وهكذا  كان لنا  الاختيار بين  أشرس أسماء الحيوانات  إفتراسا.. كالأسد والفهد، وكل أنواع النعوت  في المجاملات  تزلفا  كأصحاب الفخامة والسمو والمعالي ..لأنهم  أباطرة في الأرض، أسودا على شعوبهم  ونعاجا أمام  من آزرهم من الغرب وعملائه.
 فكانوا كلما  ظهروا في مدنهم   تجمّع لهم الخلق ، طمعا  وخوفا وحبا،  ولا تسمع حينها في الفضاء إلا ّذكر أسمائهم وجيوشهم  تردد ، وتقطع السبل بين الناس ، فيظن القادم أو الناظر لهم ، أن الحياة من غيرهم  قد إنتهت.

ذلك هو حال التخلف، عندما يتجذر ويتشّبث بالبقاء في عقول مورس عليها كل أنواع  المسخ والدّجل والتطهير، فمرضت وتورّمت بمرض قد  تحوّل  إلى وباء خبيث  لا تصلح معه   أي أدوية  فلا يعالج إلا بالاستئصال من الجذور.

mercredi 20 novembre 2013

المهمش


20 novembre 2013, 17:48
إلتقيت به  حافي القدمين
يترجّل في طريق عبّد لغيره

كان يسير  على عجل
من فرط البرد
أو ليقوم بحركات تسخينية
لممارسة رياضة اعتاد عليها

  لكنه لم يكن كما تصوّرته
فهو فقط  يعيش في مجتمع

لاينظر إلى حياة فرد عاقل
فكيف يرى من كان مجنونا؟

lundi 11 novembre 2013

غسق الليل / بجاية

عم الظلام بإسدال ستائره على المدينة كلها ، ولم يبق إلا شعاع  وميض  من النور، ينبعث عبر نفق قريب منا  ومن مدينتا، ليميزها عن غيرها من المدن المجاورة لها.
كان الطقس معتدلا مع تساقط خفيف  للمطر، تساقط في شكل  قطرات  حاملة لأحماض مضرة أكثر من نافعة ، إنه فصل خريف  في مدينة ساحلية  بحرية  جزائرية، هذا الطقس المعتدل، ألفناه  وتعايشنا معه منذ أمد تخاله أزل  لم ينته أبدا.
كنا ثلاثة،  ورابعنا دليلنا في السياقة، الذي أتقن الدور والوظيفة  شرحا وأداء.
 بعد تناولنا  للعشاء في مطعم فاخر يليق بنا،  مع مرطبات فصلية شهية معدة ومحضرة بطريقة  لذيذة غربية غير شرقية، فرنسية أكثر منها جزائرية.
  بدأت رحلتنا الليلية.
وسط نور واضح وتوقف  شبه تام لحركة مرور السيارات، إلا بعض الشاحنات المعتادة على الطريق والمكان، في طريق ساحلي سيار، كنا نسير ونتجول من مكان إلى آخر، وكأننا نقوم بعملية اكتشاف أو تفتيش لانتقاء مكان لم نعرفه من قبل.
بعد أخذ ورد واستعراض لما عرفناه من أماكن سبق وأن زرناها، اهتدينا إلى مكان شبه منعزل، يقال له  أو يسمى ملهى  ليلي   معروفا ومشهورا  في المنطقة كلها، ذو إسم وخدمة متميزة -حسب الأصداء وحسب دليلنا- طبعا.
 بعد ما حجزنا في مركب سياحي جميل مطل على البحر حيث  يتبادل الصدى مع أمواجه عند المد والجزر،مع موسيقى المركب السياحي المنبعثة من الملهى الليلي  كنوع من التحدي، بين الطبيعة وما ابتكره الإنسان واخترعه في مجال الصوت، وآلات نشره  وتوزيعه، ليتمتع الإنسان بجمال الموسيقى والنغم.
ثم عدنا إلى الملهى الليلي الخاص السابق الذكر، في حدود الساعة الحادي عشرة إلا النصف، كان المكان جميلا رائعا تنبعث منه أضواء بألوان مختلفة تشد الناظر وتحفزه على البقاء والمكوث والاستقرار فيه.
 إنها نمط من الحياة الجميلة الرغدة،التي إعتاد عليها بعض الأثرياء  والنافذين في السلطة والحكم، وكبار التجار وفئة  صغيرة من المخنثين الذين أووا المكان كنوع من النمطية في اللهو  والمجون.
كان المكان آمنا من غير شك والمتعة متنوعة ، وروادها من نمط خاص وعام، وأبطالها محترفون بمهارة وأداء.
 فيه من النساء  والغلمان والخمر الغالي، وعصير الفواكه  المتميزة اللذيذة، حتى يخيل إليك أنك في عالم  ليس بعالم ولدت وعشت فيه.
هذه الحياة الماجنة الرغدة ، لم أكن لأكتشفها لولا الفضول ومرافقة صديق.
 لكن من اعتاد على البساطة والهدوء، لم يكن ليستطيع المكوث لأكثر من نصف ساعة.
 فقد غادرت المكان في حركة شبه متسترة ، حتى لا أفسد السهرة، لمن أعتاد أن يعيشها كنمط من الحياة.

 ولله في خلقه شؤون.



mardi 5 novembre 2013

من الغدر ما يغرق


وجد نفسه غارقا في الأوحال، يتخبط كطير أمسك به  فخ، لم يكن ليقع فيه، لولا الغرور وتشابه الأشكال والألوان.
كان فارسا شهما شجاعا ، يتداول الناس إسمه. لكنه وقع في حبال نصبت له بدكاء ودهاء ومكر. 
فكان الضحية ، والمتهم في آن واحد.
ظل أسيرا يتخبط  في مستنقعه من حين لآخر، كأنه يعبر عن دناءة عمل حقيروقع فيه.
لكن دلك لم يشفع له بالنجاة أو الإنقاد.
 فقد ثبت في مكانه وانغرس أكثر في عمق الطين ، حتى لم يبق من جسمه إلا الخمس أو أقل من دلك بقليل.
إن الغدر مقيت،  مر المداق ، والغدارون  إخوة للشياطين، والنفس الأمارة بالسوء ساعية بينهما.
وهكدا  ظل يصرخ دون أن يسمعه أحد ، حتى اختفى نهائيا، فكان العبرة والأسف.
لكن هل ينته الغدر بغرقه ؟  لا  ولن ينتهي  الغدر  أبدا  معه   أو مع قصته ! .
 فقد يبقى ويظل بين البشر بنسب متفاوتة ، حتى وإن حاول الناس نسيان نبإ الواقعة، أو بناء مقام لها للدكرى والعبرة.
 فالشر والخير يتصارعان ويتنافسان دائما، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

vendredi 1 novembre 2013

آفة أو مشكلة

ظهرت مشكلة و توسعت وانتشرت في أو ساط الشباب، هذه المشكلة  لا هي بالجديدة ولا بالقديمة،إنها المشكلة أو الظاهرة  التي كنا  نسمع بها وعنها، لكننا لم نكن  نتقبلها ولا مسايرتها  ولا حتى الإعتراف بوجودها ،أو التلميح بوجودها في المجتمع من منطلق  إنها فعل مخل بالآداب والأخلاق  ويتعارض مع الطبيعة الخلقية  للكائن الحي بشكل عام .
هده المشكلة  المتفشية الان أصبحت شبه واقع معيش في كل المجتمعات العربية التي لم تكن يوما تقر بوجودها  رغم انتشار وجودها في زمن العصور التاريخية المتعددة  السابقة والحالية ، وكتب التاريخ  والسير  والتراجم والأدب تذكر الكثير من مجالات الأدب الماجن والسلوكات غير السوية في كل من بغداد ودمشق والقاهرة وقرطبة  وغيرها من المدن العربية والإسلامية.
هذه المشكلة  الظاهرة  تجرأ أصحابها الآن  بفعل انتشار وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي المتعدد ، ليطالبوا بمكاسب معينة في أوربا وأمريكا. وقد حققوا الكثير منها، لكن واقع الحال  في  البلاد العربية  يتستر عنها وكأنها لا وجود لها في الواقع المعيش.
يبقى الحال كما هو في البلاد العربية  يسير  ببطء وثبات  لكن  نحو الانتشار والعموم ، فهل هي وباء وقدر أم هي نوع من المجون والانحلال  الأخلاقي والخلقي  أم هي  من أعمال الشياطين المنبوذة.
إن الحل لايبدو سهلا وفي متناول هذه الفيئة الاجتماعية  المنبوذة دينيا وأخلاقيا  وعرفيا واجتماعيا،  هذه الفئة المزعجة لغيرها بفعل سلوكاتها الشاذة غير السوية والتي لايعرف أصحابها  داخل المجتمع باعتبار أنها تمارس شذوذها بشكل متستر لأن ذلك يعد جرما  يعاقب عليه القانون  وذنبا عظيما لمن يمارسه بشكل علني.
إن المشكلة  تبقى قائمة و على أصحابها ألا يتمادوا في شذوذهم للإضرار بالاخرين.

jeudi 31 octobre 2013

ليلة مع التاريخ

في ليلة كليلتنا هذه من خريف 1954 قرر القادة، أن التاريخ سيسجل حدثا لانظير له في القرن العشرين، فقد عقدوا العزم ليجعلوا من الليلة ليس كبقية الليالي السابقة من  تاريخ الوطن الجزائر  ويوما  ليس كسابق الأيام.
إنه التاريخ توقف  فيها ليسجل صوت شعب ظل غير مسموع في العالم كله، إنهم أبناء  وشباب الجزائر المستعمرة الذين لم يقبلوا يوما أن تبقى الجزائر إلى الأبد تحت الهيمنة والسيطرة  الاستعمارية.
فكان اللقاء بارودا حاميا ورصاصا فاعلا وقنابل متفجرة ، هزت البلاد شرقا وغربا شمالا وجنوبا، وكان العدو حائرا متأثرا يكيل بالتهم والبهتان لهؤلاء الأبطال، ويطلق عليهم أكبر وأقبح  النعوت، أبسطها وأخفها الخارجون عن القانون والعصاة ، وأقصاها القتلة الإرهابيون.
في مثل هده الليلة المباركة، ظهر الوعي  الوطني موحدا ، وتكلم لغة  جزائرية  موحدة، فهمها الجميع ،أحزابا وموالات، شعبا ومؤسسات، أهال ومستعمر.
فكان الحدث عظيما والصدى واسعا، والإنجاز هاما، والعناية كبيرة، حتى يخيل للعاقل أن العناية الربانية كانت حاضرة.
 فقد ساعدت الحق حيث هو، وزهقت الباطل حيث كاد أن يترسخ.
 إنها الجزائر الثورة، التي قرر شعبها أن العلاقة أنتهت بين مستعمر ومستعمر.  وما على الغزاة إلا الرحيل.
 إنها ثورة نوفمبر التي انطلقت ببيان قلم ورصاص مدوي، في جبال كانت مأوى للفارين من الظلم والقهر والشطط، لأسود غير مروضة إلا لتقول، كلمتها في انتزاع السيادة واسترداد الحق المهضوم من أقليات معتدية ، استنسرت في أرض ليست لها ، وحاولت أن تذل شعبا ظل خاضعا للهيمنة قهرا، لكن الأيام تتداول بين الناس.
فقد آن للأسود أن تثور وتسترد حقها ،  لايهم قيمة التضحية ونوعها، لكن  الاستكانة انتهت وإلى الأبد.
 فاشتعلت البلاد لهيبا ونورا ليضيئ في سماء الجزائر بالعدل  والمساواة والأخوة والإيمان الصادق،  إنها الثورة  ولا شيئ غير الثورة.
فاشهد يا تاريخ وبلغ أننا شعب خلق ليعيش  حرا.

mardi 29 octobre 2013

نوفمبر عظمة ثورة وشعب


لا يحق لأي كان أن يقزم ثورة عظيمة؛ حررت الإنسان من أوهامه ورعبه وخوفه، وطردت الاستعمار وجبروته.
إنها ثورة شعب عانى الكثير، عانى من الاستعمار و الظلم والفقر والتمييز والتهميش  وكل أنواع الاستغلال.
إنه الشعب الجزائري الدي كان ضحية  لتاريخ ظالم وواقع مر، تكالبت عليه الأمم والشعوب وكأنه خلق ليكون خاضعا.
لكنه شعب ثائر جموح يأبى الاستكانة والاستسلام للمغتصب الظالم أي كان المغتصب ، شعب يبحث عن الموت
أكثر من  بحثه عن الحياة.
هدا الشعب الشجاع سليل أبطال  من رجال مقاومة، ونساء مقاومات. 
لم يكن  أبدا  ليهمش أو يدل أو يهان أو تسرق منه ثورته ، مهما كانت المبررات فثورة نوفمبر  ملكية عامة لشعب كبير، يستحق مآثرها ونتائجها ، ويفتخر بصداها المحلي والعالمي.
وبالمناسبة العظيمة لهده الدكرى، دكرى  ثورة 1 نوفمبر1954.
فإنه لا يحق لأي كان أن يحتكرها أو يحولها أو يتحايل عليها أو يقزمها.
فالشهداء قد يعودون دائما.
فهم أحياء عند ربهم يرزقون.

samedi 5 octobre 2013

الحب amour


قالت : أريدك عاشقا.
       أتمتع معك  بالحب والسعادة.
         ثم أردفت: أنت حبيبي وحياتي وأملي.
         وأتبعتها بقائمة من الشروط  
         اعتبرتها بمثابة خريطة طريق لعشقها الكبير.

أما هو:  فقد أمسك  بوجهها بيديه  الخشنتين
         ونظر في عينيها  نظرة حب وحنان
          و بتركيز لا نظير له.
          كمن يريد
         أن  يأخذ صورة تذكارية لاتمحى بمرور الزمن
         ثم ودّعها !
بقوله:
        الخيبة  قد  تأتي دائما.!
        لكن لا أظن أن تحدث في الحب.
       ثم افترقا من غير ميعاد محدّد.
       

vendredi 20 septembre 2013

لقاء وحنين


في لقاء ودي  بيني وبينه ، كان صديقي الدي غاب عني  من كدا سنة في قمة الفرح  والسرور والأناقة  إحتفاء بلقائنا  أولا وتعبيرا عن سعادته باللقاء المفاجئ ثانيا.
كان لقاء حنينيا   لتاريخ مضى  وأيام خلت،  في مكان عام جميل ، قرب شاطئ البحر في صبيحة يوم  صيف حار معتدل، جمع بين رطوبة كثيفة  ممزوجة بأملاح البحر وعليل هواء رطب منعش.
بعد اللقاء  انصرفت و أياه إلى  حيث مكان جميل واسع  مطل على البحر والشارع في آن واحد في مدينتي أنا  التي  أعرفها جيدا ، وقد أخدنا مكاننا  في ركن هادئ وكأ نه خصص لنا عن طريق موعد  سابق بيننا.
حضرت كل المواضيع  بيننا ، وقد تناقشنا في السياسة والرياضة وقضايا  المجتمع  والمرأة، وبينما نحن جلوس  وإدا بموسيقى هاتفه تشنف سمعنا برنات متميزة ،هو من يعرف مصدرها طبعا،  ليرد على التو مبديا نوعا من الحرج والأسف على الإزعاج  الدي تسبب في قطع وصل  النقاش بيننا .
 ليتغير في الحين  لون بشرته،  من أسمر ناصع ، إلى سواد  يميل إلى لون البرونز أو النحاس الداكن  ، لست أدري مصدر هدا  التحول  في حينه،  لكن أدركت فيما  بعد  السبب  من كل  دلك .
فقد حلت زوجته الأنيقة دات الجمال والحسب علينا من غير موعد منتظر، وكانت تبدو قلقة بعض الشيئ كمن  كان  يبحث عن شيء ضاع منه، لتلتقي به جالسا أمامي كتلميد مطيع ساعة تلقيه الدرس. 
  فيقف صديقي من مكانه، ويقوم  بتقديمها لي  على الطريقة  الفرنسية  كزوج مصون، أما أنا فقد كنت لطيفا  بشوشا مازحا بعض الشيئ، لتلطيف الجو بيننا ، أقصد بينهما أكثر.
 أما هي فكانت أمرأة متعلمة تعي وتدرك ما يدور في المجتمع، ولولا احترامها لي أي وجودي بينهما  ، لربما أ سمعته كلاما أو ربما  حتى ضربا  مبرحا،  قد لا يتحمله جسمه الواهن.
اما  أنا فقد حمدت الله على أنني كنت سببا  وحلا في آن واحد ، فقد كنت  سببا لانفعالها من زوجها غير الملتزم بمواقيت وانضباط الأسرة، وحلا  لأنها جاملتني احتراما ، وكتمت غيظها مؤقتا ،  فقد خمدت  الفتنة بين الزوجين مؤقتا.
أما أنا فقد تعرفت على نمط معين في معيشة بعض الأسر الجزائرية  المتعلمة.

mercredi 18 septembre 2013

القنوعة

 كانت تنتظر بأمل ضئيل.
والضىآلة  قلت وتناقص حجمها.
لكنها ظلت تبتسم في وجه أصدقائها و أعدائها 
بشيئ من العدل والمساواة. 
..
تمسكت بمعاناتها  حتى لا تفر منها.
أو تنفجر في بركان لا يبقي  ولا يذر.
هي هكذا  أرادت نفسها وتحدًت الجميع.
إلا نفسها التي ضعفت أمامها وهي تنظر  أمام المرآة
وكأنها تخاطبها  بشيئ من العتاب.
..
لتسيل دموعها دافئة  لا تنتهي إلا بذكر إله عادل.
وعدها بأمل و جنات نعيم.
قد  لا يحسدها عليه أحد أنذاك
فتذكرت أن الرزق من عند الله
كالطير تغدو خماسا وتعود بطانا.
و قدرها مسطًر في لوح محفوظ
فهي التي  أرادت  ودبرت
لكن الله كان له  ما أراد .
..
  فكانت الراضية المرتضية
ثم تنفست من الأعماق 
وتذكرت قوله تعالى
 ولا يظلم ربك أحدا.

samedi 14 septembre 2013

إمارات المال تصنع الحكام

من عاشر قوما أربعين يوما أصبح  منهم، ذلك هو الواقع المعيش  في البلاد العربية، فإذا كان الإنسان ابن بيئته أي ابن البيئة  التي تربى  وعاش فيها،فإن ذلك قد ينعكس على كل  حياته الاجتماعية والثقافية والفكرية ، ومواقفه السياسية التي قد يتبناها في مساره وقناعته  مستقبلا.
فلا غرابة إذن أن تجد الرجال المستبدون بآرائهم ومعتقداتهم، أن يفرضوا  قناعتهم  وتصوراتهم ، بل حتى أوهامهم على الرعية  ولا أقول المواطنين، إذا وصلوا إلى سدة الحكم والسلطة ، كما هو الشأن  والحال في الأنظمة العربية المستبدة.
فأمراء الخليج الذين تربّى عندهم بعض الفارين من جور وظلم أنظمة بلدانهم  في فترة من الفترات، حيث هاجروا إلى  هذه الإمارات الثرية ماديا، بفعل ثروات البترول والغاز  والمعادن المتعددة الأخرى ، والمفلسة في مجال الاستثمار البشري ، ذات الأنظمة الأحادية، القائمة على النسق  والحكم الأسري في التسيير المالي والاقتصادي والسياسي.
  وعلى استغلال الثرروات البشرية الأجنبية في مجال الاستشارة والاستراتيجية المالية،  وتنقل رؤوس الأموال  والأشحاص داخل  هذه الإمارات والممالك، وعبر البنوك الدولية المتعددة الرسمية ، كصندوق النقد الدولي والبنك العالمي، وباقي الصناديق الأخرى ذات الوزن والأهمية الكبرى، فضلا عن البنوك العالمية الأخرى المتعددة الأشكال المتعددة الصيغ والأداءات.
هذه الإمارات، أصبحت الآن تصنع أو تساهم في صنع  تاريخ  الشعوب  العربية كلها ، وتتحكم في رقاب الناس عن طريق المال والاعلام  الثقيل والدسائس، وعن طريق المرتزقة وبعض العملاء والرشاوي، بمختلف الأشكال  والألوان  والأعمار والفيئات  والأجناس .
 وقد أذلت هذه الإمارات الآن كنوع من الإنتقام ، كل الأنظمة العربية  الثورية  التي كانت في السبعينيات ، تطالب بعدم استغلال الإنسان لأخيه الإنسان، كالجزائر وسوريا واليمن ومصر  وليبيا والعراق.
وهكذا يتضح أن المال والثراء و بشيئ من الدين،  صنعت حكاما موالين  للملوك والأمراء في الخليج، في شكل  جمهوريات علنية، ذات أنظمة ملكية ضمنية، مثل الجزائر ومصر مثال    لذلك  لا حصرا له.

vendredi 13 septembre 2013

شقيقة الرجل

المرأة، هي الأم  هي البنت  هي الأخت هي  الزوجة ،هي الصديقة، هي الحياة الدنيا  كلها بكل  محتوياتها ومعانيها في  أبهى صورلها.
هدا المخلوق الإنسان شقيق الرجل  وشريكه في الحياة والممات، في الأفراح والأقراح، خلق ليحيى و يتعلم،  ليتكاثر  ويتناسل  ويربي.
 ليبدع  ويخترع كعيره من المخلوقات ا لأخرى.
يعتبره البعض حرمة وناقص عقل، ويعتبره الآخرون من الناس  من متع الحياة المتعددة، فيتفنن الرجل ليجعل منه وسيلة  تخدير فعالة، ووسيلة جدب لمنافع  ومصالح متعددة  ونزوات لا حصر لها.
لكن  تبقى المرأة  مخلوقا جدابا ناعما يصنع الحدث والتاريخ ، ويساهم في الحضارة الإنسانية العالمية.
 وقد  يخطئ الكثير من البشر، أن الرجل هو سيد الموقف  في اتخاد القرارات الهامة،  وقد ينقصون من قيمة ومكانة المرأة.
 لكن واقع الحال  والتاريخ يدكر لنا،  ويعدد مواقف  كثيرة وكبيرة لنساء خالدات في تاريخ الأمم والشعوب، فكم من ملك تنازل لتاج العرش من أجل عيون امرأة.
  وكم  من ملكة تنازلت عن تاج عرشها، من أجل فحولة رجل عظيم، ملك عواطفها ومشاعرها، إنها الإنسانية التي  تتكلم ، والتاريخ الدي  يسجل دائما.
وصفوة القول إن الحضارة والتاريخ ، هي نتاج مشترك بين الرجل والمرأة،  بين الشعوب والأمم،  بين الأجناس والأعراق، وبين القبائل والعشائر.
 ولم يسأل الإنسان يوما نفسه ،  هل يمكنه أن يعيش من غير امرأة؟ لا يهم صفة ووصف المرأة هده.
المهم المرأة هنا هي الأنيس، وهي الرفيق وهي الولود ، وهي الزوج وهي المتعة في الراحة وفي العمل وفي التجوال.
فلا نفرق  بين المرأة والرجل، إلا بما فرق  الله في طبيعة الخلق والحياة والوظيفة  لكل من النوعين الدكر والأنثى.
 أي بين  الرجل والمرأة كثنائي متكامل  طبقا لقوله تعالى[ وخلقنا من كل صنف زوجين....] الآية.

عشق و وألفة


 رآها تتزين أمام المرآة
قال لها مداعبا!
 تدلّت ستائر جسمك كلها.
فابتسمت وردّت بخجل
الجوهر باق.
..
أمسك بيدها، وهمس في أذنها.
الحياة حلوها ومرها أنت.
طأطت برأسها نحو الأسفل.
وأردفت قائلة:
 أنت المدلّل دائما
كحفيد صغيرتي الصغرى.
ثم قاما  ليخرجا معا.
إلى حيث المكان الذي اعتادا عليه.
..
كانت تجلس في الصدارة
 تحت أضواء هافتة
 ينبعث منها نور على نور.
كموقد  يتلّأ لّأ وسط جموع
وسط قاعة جميلة منمقة
لا ضوضاء ولا صراخ فيها
سوى أنغام لموسيقى هادئة
تنعش الروح والعقل معا.
..
فسهرا حيث نعسا.
ثم قام هو ليساعدها في لبس معطفها.
بعدما طلب من  النادل  إعداد فاتورة 
 السهرة والخدمة.
..
لكن الخادم كان أسرع و ألطف منه
قائلا باحترافية  وبابتسامة عريضة
كنتما ضيفا شرف للمكان والمطعم.
..
فخدمتنا لكم شرف
وحضوركما معنا دعاية
 و إشهار لمطعمنا.
..
فخرجا فرحين
ليجدا أمام الباب
سيارة فاخرة في انتظارهما
..
فتعانقا  وركبا معا 
كجسد واحد في سيارة
 ولدهما البكر
 الذي يكون قد رتّب لمفاجأة
 السهرة والعشاء.

mardi 20 août 2013

الدكرى المزدوجة


في الدكرى المزدوجة 20 أوت مكرر 1955/ 1956 ليس للجزائري الحر
إلا الوقوف وقفة تأمل وتقدير  وترحم على قوافل الشهداء الأبرار
الدين سقوا  الأرض  الجزائرية الطيبة بدمائهم الزكية
ومنحونا الحرية  والاستقلال
فالجزائر الوطن أرض لنا
المجد والخلود للشهداء 
تحيا  الجزائر دائما  وأبدا

lundi 19 août 2013

عاشقة رجلين / فصة

نجمة  إسم سطع لامرأة جمعت بين الذكاء والجمال والعلم،كانت من أسرة محترمة نظيفة، كبرت  في صراع مع إخوتها في أسرة كثيرة العدد في  مجتمع محافظ ، فيه ليس الذكر كالأنثى.
تزوجت وأنجبت الذكر والأنثى، كانت قدوة لأبيها البسيط، العاشقة له في كل شيئ، فهو الأب والزوج والصاحب المدلّل، إنه رجلها وليس غيره من أثّر فيها وكسب ودّها وعرف  مكامن أنوثتها، رغم زواجها وكثرة عشاقها الذين تقرّبوا منها محاولين الفوز برضاها وقلبها المرهّف.
أنجبت نجمة إبنا كبر معها في حبّ لانظير له خاصة بعدما ترمّلت، ليعيش الثنائي الأم والابن كجسد واحد  يتقاسمون الألم والأمل والأفراح في السرّاء والضرّاء.
 كانت  نجمة تحرص الحرص كلّه  على  وحيدها  لينمو ويكبر ويتفوّق على أقرانه في كل شيئ .
 وكان لها كل  ما أرادت، فوليدها كبر وأصبح رجلا مالكا لناصية العلم والأدب والتربية والأخلاق، فأحبته امرأة وأخدته  لتملكه زوجا لها، فكان رجلا لامرأتين في آن واحد، في حين ظلت نجمة امرأة لرجل واحد.
مرّت الأيام والسنين، فقدت نجمة والدها  النموذج  المدلّل لأنوثتها، وحامّي حماها وكاتم أسرارها وعضدها الذي تحتاج إليه كلّما قهرها الزمن وأهواله، فكان الحزن الذي حلّ بها هو الثنائي لها في  وحدتها، فولّيدها ينعم بامرأة هي الزوجة وأم الأولاد وشريكة الحياة ، رغم أنه كان بارا بوالدته نجمة.
مرّ أكثر من خمس سنين من حياة نجمة ، وهي  حزينة وحيدة في أحاسيسها من غير رجل محبّ يحرّك سواكنها، ويعطيها من الدفء العاطفي، ويتقاسم معها الأفراح ونوائب الأيام والسنين.
وقد جاء اليوم الموعود، في يوم صيف حار، التقت به بعدما كادت أن تيأس من حبّ قد تنتظره أي امرأة.
 كان وسيما مؤدبا مثقفا متفهما، له من الذكاء والرجّولة ما يجعل كل امرأة تميل إليه وتعشقه بسرعة.
صارحها بحبه الكبير ومكانتها في قلبه، وتبادلا التعارف وأمور كثيرة  أخرى، حاول أن يعوّضها ما فاتها من موانع السنين، وأن يجعل منها امرأة له في كل شيئ ، رغم البعد وطول المسافة بينهما.
لكن نجمة كانت عاشقة من طراز خاص، ونمط متميزفي حبّها ، فوليدها أولى من كلّ مخلوق ذكر حتّى ولو كان عشيقها الذي بعث فيها الحياة من جديد.
 فكانت تتقدم في عطائها لعشيقها بخطوة، وتتراجع بخطوتين لعشيقها الأول وليدها، الذي من غّير شكّ  تمنّى لها أن تكون عاشقة لرجل يعطيها الشيئ الذي قد لا يقدر هو على منحها أيّاه.
أما نجمة فقد ظلّت عاشقة لرجلين من غير عدل بينهما.

vendredi 16 août 2013

وحم


أوقفني وهو يتصبب عرقا
 قائلا: أبحث عن مطعم  فيه عدس ولوبيا
فقد أتعبني السعي لأجد  هدا الطبق  الآن  وعلى عجل
فزوجتي في حالة الوحم
...
ابتسمت وقلت له : لو عرجت تجاه أي قرية أو دوار في الناحية
لوجدت أن كل القدور  تفوح عدسا أو لوبيا
..
لم يكن المسكين  يعرف  أن الجزائريين  يأكلون  شهرا ويصومون عاما
..
ثم قلت له: أتمنى أن يظهر أثر الوحم في عظام طفلك لا في وجهه
وانصرفت عنه  متمنيا له  شهية طيبة
بصحن من  عدس حار في صيف حارق
..
أما أنا فكان الفلفل  الحار  والحلو  غداء يومي
والبدنجان والطماطم عشائي
..
تلك هي نمط تغديتي في الصيف 
يقال عنه ، أنه  صيف معتدل في كل شيئ

lundi 5 août 2013

وحم وهمي


قال لي:
وهو في حال إسهال كلامي حاد.
تسيير  شركة
للاستيراد والتصدير.
أسهل بكثير
من إقناع نزوات امرأة عاشقة
تتظاهر بالحب والهيام.!
وحالها 
يشبه  تلك المرأة
في حال  وحم  وهمي
من عاشق
  يفترض كان معها ولها.
لكنها لم تلتق به مطلقا.

samedi 3 août 2013

كيف نصنع حبا / قصة.


لم يكن يعرف أن قلبه  مازال يهوى ويعشق،  وينبض للحب والحياة.
إلتقى بها  صدفة في يوم بارد  ممطر، كانت مكسوة  بلباس خشن لايظهر منها إلا القيل، وكأنها مهيأة للتصدير إلى أرض  بعيدة باردة لا تطل بها الشمس مطلقا.
في قاعة شاي مغلقة الأبواب والنوافذ، إلا ما يسمح منه  بالدخول والخروج.
 كان جالسا يرتشف فنجانا  من بن عربي  ممزوج بالهيل الهندي   وروائح السجائر المحروقة النتنة  المنبعثة  من الشيشة  وأفواه المدخنين  والمدخنات  المزعجة، وكأنهم في سباق مع الزمن،  وسط  إنبعاث صوت  هادئ للموسيقى الكلاسيكية  الذي  قد  لاينعم بجمال عذوبته  إلاذواق من طراز راق.
دخلت لتجلس في جهه، وكأن القدر  فعل فعلته بينهما، فكان بين الفينة والأخرى يسرق النظر منها  ليراها  كاملة
 بعدما  خففت مما لبسته من ملابس ثقيلة،  لتظهر  في ثوب أنثوي جميل جذاب  وفي مستوى الأناقة والاتقان.
إهتزت  مشاعره بالكامل،  وبدأ يفكر ويتمتع بتفكيره، بين حلم يقظة، وواقع جميل قد يناله بعد حين.
 أما هي  فقد  ظهرت  متعبه،  ربما من طول سفر، أو من سهر، فقد تربّعت على أريكتها وأسندت ظهرها لمتكإ 
ونادت على النادل  كآمرة  ليحضر في الحين ، وهو يبتسم  مرضات لها،  واستجابة لأمرها ، فمثلها القليل  من رواد النادي الجميل الهادئ.
نظر في عينيها بتركيز شديد،  وكأنه يخاطبها بلغة العيون التي ألفها وأتقنها في شبابه
  ثم تبعها  بكلام عذب شجي
 وكأن القلوب كانت مهيأة للتلاقي والإندماج فيما بينها ، مثلها مثل الأرواح  البشرية  عندما لا تتنافر من بعضها ، ففي ذلك محبة وألفة  صادقة.
تقدم نحوها بأدب واخترام ، وبطريقة مرنة كطريقة الكبار،  فيها من الجمال واللّطافة  ما يكسر الحاجز النفسي  ويأسر القلب ، فكانت له  ملاكا يتكلم ، وإنسانا يشكو وحدة.
ثم جلس بالقرب منها ليقترب أكثر، و طلب من النادل  أن يحضر على التو،  ليقبض  مستحقات ما تناولته من مشروبات،  بعد إذنها وبالحاح منه.
 ثم عرفها بنفسه، وذكر بعض طموحاته ومشاريعه ، ليتبادلا التعارف والود والعناوين وأرقام هواتفهما في الحين ، ثم انصرفا في اتجاهين مختلفين ، وبقلبين يخقفان لبعضهما البعض وفي ذلك حياة دائما.

vendredi 2 août 2013

البحر


رغبتي  جلسة  حميمية رفقة شمس الأصيل
قرب أمواج  البحر
 تحت ستار واق من أشعة شمس
تلفت إنتباهي  من حين لآخر
  حركة شبه منعدمة لمشاة
 إعتادوا العري في المكان
وكأنهم  يتسابقون في مشي على رمال ذهبية حارقة
يريدون عرض مفاتن أجسامهم المتنوعة
إنه  الاصطياف وطقوس السباحة
 والبحر والصيف
أما أنا  فرغبتي  كانت هي العوم 
وكأنني أنا من يملك هذا اليم العظيم  لوحدي
 أنسى  الناس من حولي
وأتكلم حيث لا يسمعني أحد
فالبحر يتكلم دائما 
ولا ينزعج أبدا
.حتى وإن تجرأ عليه أحد
 و بال فيه

vendredi 26 juillet 2013

بين العام والخاص


في مجتمعاتنا  الإسلامية قد لا نفرق بين الحياة العامة والحياة الخاصة للناس، من منطلق أن الحلال بين والحرام بين،وهو ما قد تولد عنه  بعض الأمور المزعجة الكثيرة وهكذا نجد أن بعضا من  الناس لا يفرقون ما بين الطيب والخبيث، في السلوكات  والتعاملات اليومية، بين الحلال والحرام، بين حريات الأفراد ونمط معيشتهم، بين الملتزم بالدين  إيمانا وسلوكا ،وبين غير الملتزم و العاص هذه المجتمعات العربية 
ليست بمنعزل عن العالم الخارجي تأثيرا وتأثرا في كل شيئ
فالحياة متنوعة فيها وعليها
فهي ليست محصورة في محرمات ومبيحات
بل هي حياة شاملة بالمفهوم العام للكلمة
لذا ينبغي تكييفها وفق معطيات تتناسب ومقتضيات العصر والحياة المدنية
فالسكير مثلا لا يخطئ أبدا بالاعتداء على حرمات مسجد
والواعظ أو الإمام أو رجل الدين من غير المعقول أن يعظ الناس في نواد ليلية
وقس على ذلك من أنواع الأمثلة
فلا حرج  إذن أن ترتب الحياة  المدنية وفق النمط الغربي أو الإسلامي
فالأماكن العامة تبقى عامة
والأماكن الخاصة تبقى خاصة
فلا يتجرأ أحد للمساس بالأداب والأخلاق العامة
أما الأماكن الخاصة فإنها تبقى خاصة
يحق لهواة المتع والترفيه، ممارسة طقوسهم وحياتهم بالطريقة الأنسب لهم لا ضرر  ولا ضرار
غير أن الخلط في كل شيئ أو المنع الكلي للشيئ 
بحجة الحرام الشرعي  ثم ترك الحبل على الغارب 
كما هو سائد الآن في بعض الدول  العربية والإسلامية
حيث لا نفرق بين الأماكن العامة التي  يجب احترام حرياتها العامة
كالحدائق  العامة ، ووسائل النقل ومحطاتها
والجامعات ودور العلم
والنوادي المختلفة التي لها قدسية الإسم والمكان
  لاينبغي أن تتحول إلى فضاء للعشق والمواعيد الغرامية غير المرخصة
أعتقد أن الغرب  الديمقراطي لم يخطئ عندما فصل بين الرذيلة ومكان ممارستها
وبين الحياة العادية للأفراد والجماعات
لذلك تطور وتطورت معه   الحياة الاجتماعية والثقافية
إن فرض القانون ومعاقبة أصحاب الرذيلة ومشجعيها
ليس يالأمر الهين ولا السهل
لذا ينصح بالاجتهاد في محاربة الآفة دون المساس بالحريات الأساسية
الفردية والجماعية
  التزاما  بميثاق حفوق الإنسان
وبقانون الشريعة الإسلامية
وإقامة الحدود على العصاة كلما ثبتت المعصية.

mercredi 17 juillet 2013

القديس سانت أوغستان


زرت عنابة مند أكثر من سبع  سنوات، في إطار ملتقى وطني لإطارات التربية، وضمن نطاق الملتقى، كانت لنا زيارة ميدانية [خرجة] سياحية ترفيهية لمدينة هيبون التاريخية حيث الآثار والأطلال وبعض الحشائش الضارة من كل الأنواع  التي نبتت في المكان طبعا.
ثم عرّجنا  بعد ذلك ، على كنسية القديس سانت أوغستان في أعالي المدينة، التي كانت محاطة بملجإ للعجزة والأيتام -على ما أذكر- منظم  ومستغل بطريقة جيدة حسب الأصداء التي سمعناها طبعا.
في مدخل الكنيسنة استقبلنا القسّ أو الراهب علي المالطي، هكذا قدّم نفسه لنا
وبعد ما طلب منا أطفاء هواتفنا النقالة احتراما وتقديرا لقدسية المكان.
شرع القديس المسؤول  عن الكنيسة في تقديم عرض عنها ا بقوله: سانت أوعستان، جزائري مثلكم.
 هذه في البداية طبعا، ثم أردف قائلا: أنه مدفون في روما ويوجد عظم  ذراعه الأيمن في رسم أو تمثال في الكنيسة ، وأشار إليه  في سقف الكنيسة طبعا.

وجدنا الكنيسة نظيفة ومرتبة ومزينة برسوم رائعة.
كنا نستمع لكلام علي المالطي الراهب في هذه الكنيسة، كتلاميد نجباء في متابعة درس مهم، غير أن ذلك لم ينف حدوث بعض الهمسات المضللة من بعض الزملاء طبعا
ثم غادرنا المكان في هدوء تام.
فكان منا من تبرع بدنانير لصندوق الكنيسة، وكان منا من  استفسر عن طريقة  ومواعيد الصلاة
لكن علي المالطي  الراهب كان ذكيا خلوقا.
فقد عرف أن الزيارة لا تعدو إلا أن تكون  زيارة للتاريخ وصانع التاريخ العنابي القديم
اما أنا.
 فقد أعجبت بالمكان وكان ذلك أول مرة في حياتي، أدخل مكانا لم  أكن لأدخله لولا المناسبة.

mardi 11 juin 2013

شيطان من بشر

خاطرة
كانت منزوية في ركن وحدها، بعيدة عن الأنظار كحيوان شارد فقد قوته بعد نجاته من موت قريب.
 كاد أن يجعل منه غذاء شهيا لمفترسين جياع، لا يرحمونه مهما توسل، فكان فراره  الوسيلة الوحيدة  للنجاة والحياة  والحفاظ على النوع.
جلست الضائعة المسكينة، تواسي نفسها وتداوي جراحها غير المندملة بعدما
اقترب منها وحاول أن يتعرف عليها  بهدوء.
 لكنها أبت بصمت، كان أبلغا من كلام جارح في مثل حالها، إصراره على إستنطاقها كان عبثا.
لتنفجر معبرة ، ما بين  بكاء وعويل، وصراخ وأنين،وكأنها تهذي بكلام
    ...ليسمع قولها، وهي تردد
الرجال معادن، والمعدن الذي عذبني ليس من أصل ترابي، ولا من أصل  ناري، إنه معدن من كوكب آخر وعالم آخر.
 ليتراجع قليلا نحو الخلف، محاولا استنطاقها مرة أخرى، لكنها غظت عنه  الطرف، وأمسكت بحجابها الممزق إلا ثلثه.
 وكأنها تريد أن تقول له، ابتعد عني، بيننا حجاب وستار الحرمة، فمهما كان وضعي، فأنت واحد منهم.
 فمن أهانني وداس على كرامتي، ما هو إلا قدر، تجلى في صورة  قد تشبهك
لكن لا أريد أن أصنفك معهم، ثم فرت نحو المجهول.
أما هو فقد ثبت  وتسمر في مكانه حائرا..
أ ينتقم لها ؟ أو منها ؟
أم يحاول أن ينصفها؟
أم يبكي معها؟
لكنها لم تمهله حتى يتخذ قراره...
فقد سافرت مع أول سيارة قادمة ، مجهولة الهوية  و العنوان  والوظيفة 
ربما تجد راحتها  واستقرارها ، مع شيطان في صورة  بشر. 


lundi 10 juin 2013

مشكلة الإسلام عند البعض


المتتبع للحركة التاريخية المذهبية والطائفية في الإسلام، عبر الأزمنة والعصور، وخاصة في القرون الأخيرة ، يصاب بالذهول والدوران.
رغم أن الإسلام دين واحد وموحّد، وقد نزل على محمد [ص]  الذي سوا  بين الناس من كل  الأجناس والأعراق والقبائل والشعوب والأفراد.
الناس سواسي كأسنان المشط.
فلماذا التطاحن والتعصّب باسم المذهبية إذن؟
هل الدين في حاجة إلى ذلك؟
وهل يعدّ مأجورا أو مذنبا من تطاول أو دافع عن  أصحاب الرسول [ص] والخلفاء الراشدين من بعده؟
 وهل  هؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم ،هم في حاجة إلى من يدافع عنهم أو من  يزكيهم في هذا الزمن؟
شخصيا لا أؤمن بالصراعات الدينية أو المذهبية أو الطائفية مهما كانت طبيعتها أو اتجاهاتها أو أهدافها.
مادام لم يكرّهني أحد على ممارسة الشعائر الإسلامية بالطريقة التي أعرفها أنا، والتي مارسها واتّبعها الرسول محمد [ص]  في حياته قبل مماته.
فلماذا يحاول البعض منا  أي من المسلمين ، أن يجعل من الإسلام وكأنه مشكلة العصر؟
لله الأمر من قبل ومن بعد.
. والسلام على من اتّبع الهدى

dimanche 9 juin 2013

أحببتها / قصة


قصد المكان من غير رضاه ، وقد كان منزعجا بعض الشيئ أو هكذا بدا في مظهره لأول وهلة.
تواجده في الصباح الباكر ومنظره الغريب  بعض الشيئ ، وهو يبحث عن مسلك بين عيون تراقبه من بعيد لأنها لم تألفه من قبل، جعل منه شخصا متميزا، يشار إليه بالبنان، وعرضة لكلام وهمسات الأفواه التي  تنطق بكلمات معبرة عندما تعجز لغة الإشارة في التبليغ عن الهدف والغاية.
كان وسيما مهذبا لطيفا رغم تعاقب السنين وقهر الزمن، فكان الجدية والصرامة والإنضباط هو، تهابه النفوس وتطمئن إليه القلوب وتطيب معه العشرة.
إنه دحمان الضيف الدي حل في المدينة بشحمه وعظمه، في مهمة كلف بأدائها في مدة محددة تاريخا ومكانا وإنجازا وأداء.
عاين دحمان المدينة واكتشف كل مداخلها ومخارجها، حتى عوراتها لم تسلم من إجراءته، وفوق كل ذلك كان بشوشا صارما في أدائه، متسامحا في بعض قراراته التي اتخذها في مهمته.
اكتشفت عيناه على حين غفلة  من بين العشرات ، ذات الحسب والنسب وهي تتمايل في لباس أنيق متميز بألوان ربيعية قد تجذب الفراشات الطائرة ، في قد مياس كشجرة صنوبر صامدة في وجه ريح عاتية، وهي في انتظار سرب  من حمام زاجل اعتاد النزول فوقها.
 وكانت هي الحمامة التي تشرئب إليها العيون من كل صوب وحدب، تريدها في قصورها ساكنة معششة.
رؤية دحمان لجمالها، جعله يثبت ويسكن ويجمد مكانه، كوتد غرس منذ أمد بعيد ليبقى لا  ليتحرك. ثم صلى  على النبي العربي ثلاث مرات،  وشكرا الله ثلاثا  ليثني على الخالق المبدع في خلقه، وكاد أن يسجد -لولا ضيق المكان- تعبدا وشكرا للواحد المصور
اهتزت مشاعر دحمان كشجرة بلوط ألقت بثمارها وظلالها من جراء ريح عاتية، ليستفيد من سخائها كل قريب، سواء كان إنسانا أو حيوانا أو طيرا.
 أما دحمان فقد تصبب عرقا وارتفعت درجة حرارة جسمه، حتى كاد يغمى عليه من جمال وروعة  ما رأى، ثم إنزوى يفكر ويتدبر ذكريات الصبا وحبه الأول، الذي لم ينته أبدا.
عبثا .. حاول دحمان  النسيان، وعدم الإكتراث، لكن كانت  صورتها  ولا شيئ غيرها  في ذهنه ، ثم تحدث مع نفسه قائلا: أحب..  حل به؟   ليشمله  بنعمه ومتاعبه؟ فهو هنا عاشق بالتاكيد، لكن أيكون معشوقا كذلك ؟   هناك نظر في الموضوع.
ثم توقف دحمان عن السير والحركة، وكأنه يريد أن يجد صديقا حميما وفيا ليقص عليه ما رأى، وماسمع ، ويعطيه ما  يحس به من داخله، ويخبره بحقيقة ما جرى له في هذا اليوم، فقد أصبح كالطفل براءة، وكالمجنون حركة، وكالفقيه حكمة ورزانة، وكالفيلسوف حيرة وتساؤلا.
 ثم نظر في اتجاهات مختلفة، وضرب برجله على  الأرض، كمن يريد خرقها، أو كحيوان ضعيف  خائف،  لينذر فصيلته من خطر وحش متربص  قادم نحو القطيع ، ليقول دحمان:  وبمنتهى الجرأة.
أحببتها..أحببتها .. نعم أحببتها!.
 فالحب من دونها لا طعم ولا ذوق له ، ثم غادر المكان من غير أن يترك أثرا 

lundi 27 mai 2013

زيارة لقسنطينة المدينة


بعد غياب  دام أكثر من خمس سنوات على الاقل، زرت قسنطينة اليوم ، وقد وجدتها ورشة في مجال التعمير والبناء، انعكس النشاط على حياة السكان والزائرين خاصة حيث الزحام والإزدحام والغبار المتطاير متبوع بحرارة فصلية لم اعتاد عليها شخصيا، ومع دلك توقفت قدام جامع الأمير عبد القادر، ومسرح المدينة،  والجسر العملاق الدي هو في طريق الإنجاز، وتبضعت لشهر رمضان من السويقة أو المدينة  القديمة أو القصبة أو الأطلال أنتم من يختارلها التسمية الأنسب، المهم أن تجار السوق كانوا  أصحاب حداقة ومروءة وحرفية
وقد غادرت المدينة في تجاه مدينة العلمة بولاية سطيف  لتناول الشواء بها ، وقد كان لديدا ، والخدمة في المستوى
 ثم عرجت على سوق الأواني الالكترونية المنزلية  بالعلمة، واشتريت ما نويت شراءه ثم قفلت راجعا  إلى إقامتي
وفي طريق عودتي  توقفت مدة  في حمام البيبان  المعدني، لأخد حمام بالمناسبة، وقد تسنى لي دلك والحمدلله
لكن مياهه  حامية جدا لم أتحملها أنا شخصيا، فهل هي  مشكلتي أنا فقط.؟ أم هي عامة لكل قاصديه؟
وهكدا أنهيت يومي في تجوال وسياحة  ومتعة،  وقضاء حاجاتي وأغراضي الخاصة، وقد وفقت في دلك  والحمدلله..إنها فعلا نعمت الطريق السيار
.

jeudi 23 mai 2013

سلوكيات


بعض الناس يعرضون  مطالبهم أو بالأحرى معاناتهم الشخصية  هنا:
 كل فيما يخصه، كالحب، والمال،والثراء، والإرث، حتى  الشحّاتة، والدعاية، والدعارة،  وأمور أخرى.
وهي أمور بشرية، اعتاد الإنسان بطبيعته تعاطيها أو ممارستها، تبعا لظروفه الخاصة.
لكن أن تتحوّل هذه السلوكيات من استثناء، إلى قاعدة، فإن ذلك يعد أمرا منفّرا.
 صحيح  لكل منا هفوة في مسار حياته، أو مغامرة ، أو صدمة، يكون قد تعرّض لها في مسار حياته .
. إلا أن ذلك لا ينبغي أن يعمّم 
فالرأفة بنا أيها المغامرون، في الحب، وفي أمور الحياة الأخرى.
 فالحياة فيها وعليها.
 يجب علينا أن نتكيّف معها، بلا ضرر ولا ضرار.

vendredi 17 mai 2013

الفراغ

الحياة جميلة لمن عرف قيمتها وعاش فيها نافعا مستنفعا،ينشط ويتحرك في الاتجاهات المختلفة، يمينا وشمالا،ينشد راحة  وجاها ومتعة، لدا تجده  يسعى إلى تحقيق طموحاته وأحلامه  بكل الطرق الشرعية الممكنة
وتلك سنه  الله في خلقه ، فلا تجد  مثلا التخلف راسخا ثابتا، إلا في أوساط الشعوب الساكنة غير المتحركة، التي تنظر للحياة بتشاؤم وقنوط، وهي نظرة استسلامية  انهزامية،  قائمة على التواكل  والخضوع والقناعة غير المبررة أمام التغيرات التي يعرفها العالم ، شرقه وغربه،  شماله وجنوبه
هده الشعوب المستسلمة اليائسة لا تقيم للفراغ وزنا، فهي نائمة في يومها ، نائمة في يقظتها  وفي حياتها ومسارها الاجتماعي والاقتصادي، تستهلك فتات  وفضلات غيرها  مما  انتجه  في المجال الصناعي والزراعي والتجاري والاقتصادي
هدا الفراغ المقنن في عمر وتاريخ الشعوب اليائسة، هو ثقافة سائدة  متوارثة، وحضارة قائمة بداتها ، قد لا تظهر بشكل صريح في مآثر الحياة اليومية العادية  لهؤلاء الشعوب، ولا يناقش بشكل جدي في حياة الأسر والجماعات، و حتى الحكومات السائدة، في أنظمة هؤلاء الشعوب والدول، إنما يظهر وينعكس في سلوكات الأفراد وأجهزة السلطة الحاكمة، فلا عقوبة لمن اهدر الوقت من غير مبرر مثلا، ولا عقوبة للمسؤول الدي عطل  ويعطل  مصالح الناس والدولة معا
لدا نجد الفراغ أو الوقت  المؤشر الأول في معايير التصنيف للدول والشعوب المتطورة من الشعوب والدول المتخلفة، ولنا في تراث  والماضي الثقافي والأدبي  والعلمي والأخلاقي، أمثلة كثيرة التي تثمن الوقت  كقيمة  وزنها من دهب، ونظرة الشعوب الأخرى الياسة من التطور للوقت  والفراغ، فهي تعتبره شيء لا حدث ولا قيمة له 

mercredi 15 mai 2013

سوريا / حتى لا ننسى

بلد عربي شامي أسياوي،  كان عاصمة لأول مملكة عربية إسلامية تحت تاج الخلافة الإسلامية باسم الخليفة القرشي الأموي  معاوية بن أبي سفيان.
وقبل  ذلك كانت مهد ا لحضارات متعاقبة مرت بها ، تركت بصماتها في معالم متعددة، تعرّضت للاستعمار الفرنسي على غرار باقي أشقائها الخاضعين لسلطة الخلافة العثمانية، وغير الخاضعين لها.
 حرّرها رجالها الأشاوس،بعدما جزأها الاستعمار من سوريا الكبرى،  إلى دويلات صغرى، لايهم التسمية، بقدر ما يهم أن التاريخ قد يعيد نفسه في البلاد العربية الواسعة التي لم تستقر في نظر مواطينها غير المقتنعين بالموروث الاستعماري المتعلق برسم الحدود ومعالم الدول.
لذلك  نجد تجزئة  السودان إلى سودانيين، شمالي وجنوبي ، والقائمة مفتوحة لباقي الدول والشعوب التي تعمل بالإيعاز والولاء والتجنيد، والجهل المركّب، وتسيّر بالعاطفة، ولا تقيم للمصالح الأساسية وزنا ، كشعوب عربية، وكحكام عرب.
لذلك تبقى سوريا في صراع داخلي تتآكل من الداخل بأيد سورية وأسلحة خارجية، لست أدري متى ينتهي الصراع أو الحرب الأهلية فيها.
المهم أن سوريا الآن غير سوريا التي كنا نعرفها في كتب التاريخ  وفي المناهج التربوية  الرسمية التي تمجّد الذي لا يمكن أن يمجد، وهي آفة خطيرة  واقعة ، في معظم المناهج التعليمية   في البلاد العربية دون استثناءات.
 لذلك فسوريا تجني ما أسّسته  في مناهجها المصطنعة، قد يطول الصراع وقد ينتهي عاجلا، لكن البذرة السيّئة  لم تستأصل حتى الآن، مادام التفكير  والعقل أحادي النظرة في كل البلاد العربية.

lundi 13 mai 2013

زيارة وسياحة

في رحلة سياحة، و استجابة لدعوة صديق عزيز  علي رفقة  مجموعة من  الزملاء والأصدقاء، زرت اليوم ، مدينة تيقزرت الساحلية الجميلة، حيث البحر الدي لم يكن هادئا، ونسماته البحرية المحملة بملح اليود، وتغاريد الطيور الجميلة التي لم تتوقف عن التحليق والتغريد  فوق رؤوسنا، وكأنها تعبر  إعجابا بقدومنا، أو أنها رافضة لقدومنا أصلا

كان الجو ربيعيا هادئا، سمح لنا بمعاينة الأثار الرومانية البيزنطية قرب الميناء في متحف طبيعي جداب  بحضور دليلة المتحف التي اجتهدت في تقديم ما يتعلق بالمتحف وتاريخ المدينة أمامنا وبطيب  خاطر، قلما تجد له مثيلا في بقع أخرى في وطني الجزائر

ثم نزلنا ضيوفا عندنا صديقنا الكريم  صاحب الدعوة ،في مطعم أنيق يليق بمقامنا، يقع المطعم غرب المدينة بواجهتين، الأولى مطلة على البحر  وقد خصصها لنا كتعبير منه لحسن الضيافة وكانت طويلة وعريضة تزينت بكل أنواع الأكل والشراب، زادها صاحبها بهاء بفضل عنايته وحرصه على خدمتنا وإرضائنا  بكل احترافية
ثم غادرنا المدينة وأهلها، آخدين عهدا  وموعدا لإعادة الزيارة لها، في جو رمانسي، ووسط طريق جميل محفوف باخضرار من كل حوافيه، في منعرجات حلزونية  متتابعة  تخاله  من بعيد نهر أو ثعبان فار في عرق رمل تجاه واحة جميلة في صحراء قاحلة وبالقرب منه ترى مناظر طبيعية خلابة، ارتدت لباس خضر  منمق بألوان الربيع الزاهية، وظلت تلك  المناظر، ترافقنا وتحرسنا إلى أن وصلنا تحت أنغام موسيقية عدبة تشفي العليل من علله

إنه يوم جميل في بلد جميل  رائع ، لا يستحق إلا أن يصان ويحفظ بأمان،  ويدافع عنه بالنواجد، إنها بلادي الجزائر، أو بالأحرى جزء من بلادي.

mercredi 8 mai 2013

نمط من الحياة


خاطرة

أوقفني وسط الطريق حائرا، تبدو عليه علامات الهلع و الاستغراب قائلا: أرجوك سيدي ساعدني في فك مشكلتي واحلل عقدة من لساني  ليستريح قلبي

كان كهلا متزنا ،علامات الراحة والثرى بادية على وجهه وهندامه

لا أخفي عليكم في البداية ظننت أن هناك لعبة أو حيلة أو فخ من أفخاخ اللعب المنتشرة في وقتنا الراهن مثل الكاميرا المخفية، لكن تبين فيما بعد، أنه غارق بالفعل في قصة جمعت بين الخيال والواقع والسداجة في آن واحد

بعدما عرفني ، دعاني إلى مكان منزو على رصيف شارع مكتظ بالغدو والرواح، لا تمييز فيه بين الأصوات النكراء  النشاد، و بين الأصوات الحنينة  العدبةالمعبرة  الجميلة، التي تشد الأسماع إليها شدا، كصوت بلبل مغرد  في صبيحة يوم ربيع، لاقناع  واختيار أنثاه من مجموع الإناث المغردة في نفس الصبحية،الباحثة عن الرفيق في زمن التزاوج، لتقبله رفيق درب لها ،حيث يتمتع بالحياة الزوجية لأسبوع كامل، ويعمل طيلة حياته مجندا لخدمة صغارهما وهم في العش، إنها الحياة الطبيعية بالنسبة للطيور،  فالطيور على أشكالها تقع، لكن  الشخص الدي أوقفني وسط الشارع  له شأن آخر

إنها الحياة  البشرية فيها كل شيئ، و حتى اللاشيئ

لكنه  انصرف مواصلا طريقه  في زحام  تخاله كيوم حشر لأناس اصطفوا أمام ملعب كرة، أو أمام مهرج يتقن الأداء والتهريج، ليواصل البحث من جديد عن شخص  هو  يراه مناسبا لتصوره وغايته، إنها نوع  من النمطية في الحياة ،  لم يهتد إليها باقي الناس  بعد

lundi 22 avril 2013

مراهق في سن الأربعين/ قصة

الحياة صعبة عند الكثير من الناس، بسيطة سهلة ممتعة لدى غالبية القنوعين، الذين ولدوا ليعيشوا سعداء دون تكلف، ومرزاق واحد من هؤلاء القوم ،الذين عاشوا وكبروا وسط مجتمع معقد ، منغلق على نفسه، لا يقبل الإندماج لمن لم يكن منه ، ثقافة ولغة وحضارة وتدين.
كان  مرزاق غريبا وسط أهله ومجتمعه ، يحاول أن يكون كغيره من أقرانه، لكنه كان دائما فاشلا في التعايش والإندماج مع غيره، فقد تربّى منعزلا ، محروما من طفولة سعيدة مرحة كغيره من الأطفال في مثل سنه.
حاول الهجرة مرارا، وقد وفّق في إحداها ضمن شبكة   لتهريب البشر، من الضفة الجنونبية نحو الضفة الشمالية للبحر المتوسط، ليجد نفسه وسط مجتمع يختلف تماما من مجتمعه المعهود، حيث لا حرية ولاحياة، إلا الحياة الأخرى التي وعد بها في دينه، التي تتحقّق بجنات الخلد في العالم الآخر، بعد طاعة وإيمان، وتعبّد وتضحية بالدار الدنيا
هكذا تعلم ونشأ وآمن مرزاق في مجتمعه الأول، لكنه  اكتشف في الضفة الشمالية حياة أخرى مغايرة تماما لم ألفه من قبل ، لكنها ليست الدار الآخرة بطبيعة الحال
فالحياة سهلة، معقدة ،في آن واحد، سهلة في العلاقات الإنسانية العادية، معقدة في اكتساب الرزق والقوت وفرص العمل، تمتع مرزاق بكل الممنوعات دون وازع أو رادع، فنال مبتغاه دون جهد، وسط مجتمع يحترم الآخر ويقدس الحياة الفردية والأنا، ومتعها دون تكلّف أو تصنّع أو رقيب، فانغمس في اللهو والمجون ، واستغلال ما ضاع منه في طفولته وشبابه، وكأنه ولد ليبعث من جديد.
كانت حياة مرزاق الجديدة بين جذب وعطاء، بين مد وجزر، بين تسكّع في شوارع وملاه، بين عمل مضن شاقّ وراحة بال،ليكتسب ويدخر أكثر،  ويتمتع بالحياة التي حرم من متعها، بشكل أسرع وأريح.
لكن تهبّ الرياح بما لا تشتهيه السفن، فقد تورّط رفقة شلّة من المنحرفين ليجد نفسه محاصرا، فيكبّل ويقيّد ويطرد كشخص غير مرغوب فيه ، ويرسل في أول رحلة لطيران بلاده، نحو موطنه الأصلي ، ومدينة شبابه  الضائع، التي غادرها في وقت غير قريب، تاركا وراءه كل ما جمع من مال وأصدقاء ومعارف، ليعود وكأنه ولد من جديد، ليجد الحياة في بلاده تغيرت تماما، فأصدقاؤه القدامى تنكّروا له ومنه، فانعزل مرزاق  عن الخلق لفترة من الزمن،  كراهب متعبد، ثم يخرج من جديد باحثا عن الرزق والعمل،  في مدينة غير مدينته الأصلية، ووسط ،غير وسطه المعهود، وكأنّه حفظ الدرس من الحياة، .لكن بطريقة مغايرة، فكان كطفل مراهق، رغم أنه قارب سن الأربعين حولا 

النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...