المتتبع للحركة التطورية في المجال الاجتماعي السياسي في بلادنا الجزائر،
يلاحظ التطور الحاصل في مجال استعمال الألقاب والرّتب المتعلقة بتمجيد
الأشخاص واحترامهم، فإذا كانت عبارات الاحترام والتقدير سابقا مبنية على
أساس الرتب العلمية والمكانة الدينية، وأصل الشخص والقبيلة أوالعرش الذي ينتمي إليه، وعلاقاته بآ ل البيت
النبوي الشريف.
فإن الثورة التحريرية،أعطته مفهوما آخر، وجعلت الجزائريين
سواسي في حمل الألقاب الشائعة بينهم دون تمييز، إلا الخونة الذين اختاروا
الخندق والركن الذي يركنون إليه وهو الولاء للاستعمار والدفاع
عنه، فأخذوا بذلك، أوصافا ذميمة هي (قومي، حركي، بياّع، خائن، متروزي).
أما في صفوف الثورة والثوار وعامة الشعب فقدانتشرت كلمة: (الأخ،والأخت) مكان السيد والسيدة، أو مكان كلمة [سيدي -
ولالة ] واستمر الوضع كذلك بعد الاستقلال، إلى غاية فرض التعددية الحزبية
والنقابية ، والانفتاح السياسي، حيث أصبح الرئيس الجزائري يطلق عليه السيد
رئيس الجمهورية، وهي عبارة سليمة شائعة عند كل الدول والأجناس التي تحترم
نفسها وتحترم إرادة شعوبها بالكامل.
غير أن الوصوليين وبعض الفضوليين
والطمّاعين والانتهازيين، والشياتين،استعملوا ألفاظا ونعوتا، لم تكن مألوفة لدى معظم
الشعب الجزائري، تمهيدا لأغراض يعرفونها، أقلّ ما يقال عنها أنها تمهّد
لعبدة الشخصية وتمجيدها،وربما نوع من الألوهية البشرية السائدة في بعض
البلاد العربية، التي خضعت للوجود التركي.
وقد تفنّن الأتراك في وضع الألقاب والرتب،هذه الأنظمة العربية، هي التي تقدّم التشكرات للناس، قبل القيام بالإنجازات المنتظر إنجازها، وهي عادة سائدة
في المجتمعات القائمة على الطاعة العمياء للحاكم ظل الله في الأرض (ولي الأمر)،التي تجني شعوبها ثمار هذه
السياسة القهرية، التي أسقطت من قاموسها كلمة لا( الرفض)، وهي كارثة حقيقية، إن استمر الوضع
على حاله، ووصل هذا الخضوع والطاعة العمياء إلى مستوى مؤسسات العدل، وقطاع التربية والتعليم،فقد يحدث أن تتغير القيم الإنسانية النبيلة التي يتفق عليها جميع الناس.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire