في مثل هذا اليوم قرأت
مقالا مهما للكاتب الكبير عباس محمود العقاد، وقد نشر في كتاب "ساعات بين
الكتب" وقد أعجبني المقال أيما إعجاب ،من حيث البناء اللغوي وانسجام
الأفكار، وقوة الحجة والمنطق، إلى درجة أنني أعدت قراءته عدة مرات دون
كلل أو ملل، مع أن الموضوع ليس بالجديد، ولا بالقديم الذي يدفع صاحبه إلا
التأمل وإعادة قراءة الماضي القريب أو البعيد
فهو موضوع عاد جدا، لكنه من
السهل الممتنع، فبإلإضافة إلى بساطة الطرح الذي اعتمده الكاتب،
إلا أن قوة الحجة ورصانة الأفكار ووضوح الموضوع باستعمال القياس والمقارنة
الدقيقة للأشياء، صنفت المقال وصاحبه في خانة المبدعين الكبار الذين قلما
تجد لهم مثيلا
تذكرت هذا الكاتب، وأنا أطالع وأتابع بعض التعاليق
الواردة في صفحة [الفايس بوك] المعروفة في زمننا هذا الذي قربت فيه
المسافات بين الدول والشعوب وأصبح الناس شركاء في المعارف اليومية
المتداولة والأخبار المتنوعة المنسجمة والمتناقضة، ففي لحظة قصيرة، تستطيع
أن تلم بمواضيع شتى عبر العالم، فتعرف عن أحداث تونس، وتقرأ عن أخبار
القراصنة في القرن الأفريقي، وتشاهد أحداث ساحل العاج وأنت مستلقي على
فراشك. أو تطالع صفحات متدرجة متناسقة عبر شبكة الأنترنت، فأي فضل هذا
الذي أصبح ينعم به الإنسان المعاصر بفضل هذه التكنولوجية العلمية التي لا
حدود لها
إن الواقع الذي نعيش فيه مملوء بالمسرات والمحزنات، إذا لم
ندرك حقيقة واقعنا ونتكيف مع المستجدات الحديثة في عالم مبني على التناقضات
والصراعات اللامتناهية. والغبي من لايعتبر ويعد العدة للبقاء حيا مكرما
بين أهله وذويه . فاللعبة غير منتهية أي كان عنواها أومصدرها، وعلى الشعوب
الضعيفة أن تجد لها موقعا بين كبار وسادة العالم، والأريب من عرف قدر نفسه
واختار لها الحيز الذي يليق بها، وماعدا كل هذا فهي عبارة عن أكاذيب أي
كانت التسميات، ديمقراطية إسلاماوية عولمة... وغيرها من المفاهيم
والمصطلحات التي لا تنتهي بعصر من العصر أو زمن من الأزمان. وبهذه المناسبة
ينبغي الإعتراف بإبداعات كتابنا الموهوبين وقراءة منتوجاتهم السالفة
واللاحقة
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire