samedi 21 avril 2012

السلطة والتسيير

ما أصعب العيش تحت سلطة وحكومة عاجزة، تلك هي المصيبة بعينها، فبعض الجزائريين  المساكين يعانون الأمرّين على كل الجبهات بدء بانعدام أو قلّة الوظيفة أو العمل في مختلف المجالات والقطاعات المتنوّعة، سواء كانوا متعلّمين أو أميّين جاهلين أو عمال مؤهّلين ، فالجميع في سلّة واحدة،   سواء كانوا موظفين أو أجراء أو تجارا  أثرياء أو تجارا بسطاء.

 فالكل في معاناة  شبه واحدة، يمكن أن نطلق على هذه الظاهرة  كلمة التفنّن  في تعذيب المواطن، ولا أدري هل لهذه الظاهرة  معنى  وهدف؟ أم هي مجرد تسيّير بطريقة الفشل، أم هي خطة مدروسة  لها أبعادا سياسية واقتصادية،  واجتماعية، أم  هي مرتبطة  بنظام الحكم و طبيعة السلطة ، أم  أنه قضاء وقدر؟. 

 وعلى أيّ حال،  يطلب من الجزائري أن يتحمّل بني جلدته في العجز والقصر وقلّة الكفاءة وربما حتى الحيلة في التسيير. فهل يعقل أن تحجز الرواتب الخاصة بالموظفين في الخزينة العمومية؟  بحجّة التأخير في الدفع من قبل المؤسسات والمديريات والبلديات،  وعند ما يتم الدفع في الحسابات الجارية لخاصة ببريد الجزائر يغلق هذا الأخير أبوابه بحجة انعدام السيولة النقدية وهي فعلا منعدمة، ويقدم تبيريرات في شكل عذر أقبح من ذنب.

إن واقع الحال مقزّز جدا ويدعوا إلى القلق والتعقّل في آن واحد، فهل  يمكن لمسؤولينا من  توفير  الراحة والطمأنينة للجزائريين حتى لا أقول المواطنين لأن كلمة مواطن في البلاد العربية كافة، ليس لها وجود حسب اعتقادي، مادام أنه لا يستطيع  استرداد حقوقه الضائعة بقوة القانون خاصة في مجال الحريات الفردية والجماعية.

 فالتعسّف والرشوة أصبحت سمة عامة عند معظم الأنظمة العربية، والغريب في الأمر أن بعض أشباه الأئمة قد أفتوا بجواز دفع الرشوة عند الضرورة. وهذا نظرا لقصر نظرهم في الدين وتحليل الواقع المر.

 إن الجزائر بلد كبير له من المقوّمات والمبادئ  ما تجعل منه بلدا ديمقراطيا حرا نزيها عادلا، تطبق فيه القوانين وتحمى الحريات، وتدفع الحقوق لأصحابها ، وما على الفاشلين إلا الرحيل ، وخير الناس من عرف قدره واعترف بفشله في التسّيير والقيادة وترك أمر هذا الشعب ليقرر مصيره بنفسه، فيصون كرامته بدفع الحقوق وأداء الواجبات واحترام الحريات، فينعم الكل بخيرات بلاده ويحترم آراءغيره، وينهض بتنمية بلاده وفق مبدأ [دعه يعمل أتركه يمر] في نظام تناسقي منسجم يراعي أداء الواجبات ونيل الحقوق، فتظهر الكفاءات العالية ويختفي الفشل والأداءات الرديئة، ويقضى على الرشوة والمحسوبية  وأصحاب النفوذ والمحسوبية والجهوية. 

وتبقى المصالح المشتركة بين الجميع هي  التي يحرس كل منا على الفوز بها، وهي سنة الله في خلقه، وعلى الجميع أن يقتنع بقدره ومكانته في المجتمع، فلا مجال للوصوليين والانتهازيين والشياتين ومن تبعهم وسار في فلكهم إلى يوم الدين.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...