في صبيحة رطبة، ليوم الاثنين من ليالي الصيف الحار. استبشرت والدتي بعد مخاض عسير..بأن الله يهب ذكورا وإناثا، وأن احتكار البنات لرحم واحد، تأباه الفطرة، فكانت الولادة ، وكانت الحياة، وكانت الفرحة. تلك الفرحة المقرونة بزغرودة جدتي شبه اليائسة من الحياة بفعل تعاقب وتراكمات السنين وتقادمها، ولهول الاستعمار وأخطاره المهددة، لكن سنة الحياة كانت أقوى من الكل، فالزغرودة كانت بمثابة إعلان لمجموعة أو لفوج حصّاد الشعير في الحقل المجاور للبيت الذي رأيت النور فيه، ليستبشروا وينعموا ربما بشيء رطب يتلذذونه بعد تعب وكد وإرهاق شديد، وسط حر صيفي لايطاق.إنها الحياة الريفية المحفوفة بالأخطار،غير العادية في زمن غير آمن وغير عاد، فثورة التحرير الوطني من الاستعمار الفرنسي انطلقت وكبرت، وانتشرت لتشمل الوطن كله.
هذا الميلاد السعيد،عاد من جديد بعد خمس وثلاثين مرة، ليحمل معه هدية جميلة مثمثلة في مولود ذكر جميل ، سعّدت وفرحت به كثيرا، لأنه كان عبارة عن هدية عيد ميلادي السعيد، حيث فرحت العائلة أيما فرح وسعادة، كما أنه أحدث ثورة في وتيرة حياة والدتي المرحومة الحاجة يمينة، وجعلها تعيش الحضانة من جديد، إذ اعتبرت الحدث بمثابة الأنيس الشرعي والحامي الحقيقي لأخواته الإناث. فكان الوريث، وكان الطفل وكان ولي العهد هو.
عاد يوم مولدي هذه المرة مرتبطا بذكرى الفتح المبين، ليجمع بين تاريخ أمة، أعتز بانتمائي إليها، وليشهد أنني مازلت أشهد و أؤمن بالولاء والإنتماء والتعبد للإسلام دينا ، وتابع التابعين لرسالة محمد النبي (ص) خاتم المرسلين.
اليوم أحتفل بعيد ميلادي، وعيد ميلاد ولدي، في يوم مشترك موحّد أوحد، مصادف لذكرى عزيزة علي، فما أرحمك يارب ، وما أسعدني أنا، العبد الضعيف، ورحم الله والديا الأكرمين ، ووالد الوالدين. يا أرحم الراحمين.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire