قلب أسير
استيقظت في يوم جميل، لترى الدنيا أمامها ومن حولها، وكأنها سجن كبير موصد الأبواب،مفاتيحه في خزانة حديدية محروسة ، يقف على بابها خزّان أمين، لايعصي أوامر سيده،في يده مفتاح وعصا غليظة ، كأنه عسكري في جيش انكشاري درّب لصيانة الأمانة وحفظ الوديعة، لا يفكر إلا في خدمة وطاعة سيده، الذي كلّفه بالمهمّة المسندة إليه
كان الجو باردا خارج البيت،ومع ذلك لم تتمالك نفسها ، وخرجت مسرعة نحو فناء البيت كمن يبحث عن شيئ ضاع منه في الحال، كان لباسها شفافا رقيقا، منسوج من حرير ناعم ، وقد أظهر بعض مفاتنها المستورة عن العامة دون قصد منها، إلا أنها تداركت في الحين أنها عاصية لأمر الخالق، بفعل تسرب نسمة باردة ، و وخز ريح بارد شديد، رفع ستارها الحريري الناعم وكا شفا شعرها المصبوغ بلون رمال ذهبية مسترسلة على شاطئ جزائري آمن، خال من السياح إلا من بعض العشاق المتهورين، الذين ليس لهم مأوى سوى هذا الشاطئ الفسيح المذهّب ، وأبان عن جسمها الأنيق، كغزالة شاردة في صحراء خالية جدبة في ريعان فتوتها تبحث عن ماء أولتلحق بقطيع بني جلدتها، حيث الأمن والأمان وراحة البال، كان منظرها يوحي لغيرها ،بأشياء كثيرة، إلا هي لم تكن لترى حالها، فرجعت مسرعة إلى حيث انطلقت، لتجد رمضان في انتظارها، وقدحضّر المائدة وتفنّن في عملية التحضير، حيث الطعام والشراب وبعض من أجود فواكة الفصل والعصر والبلد، مع عصير خاص ممزوج تفنن وأبدع في تحضيره، إنه لها باعتارها رفيقة الدربّ في آخر العمر، وهدية ّ منه لها بمناسبة الراحة الأسبوعية ، واقتراب حلول تاريخ عيد ميلادها المقرون بعيد ميلاد المسيح بن مريم عليه السلام ،وتودّدا لها كشريكة العمر، تقاسمه الفراش والحلم، ومطالب الحياة الأخرى
هداية اليوم ليست كعادتها في نظر رمضان زوجها الذي قضى و أمضى حياته مع غيرها، حيث أنجب وكوّن، وهو اليوم جد، مستقبله ماضيه، وماضيه حاضره، أما هداية فكانت أسير قلبها، الذي هو أسير عاشقها فيصل ، حيث صنع منه تاجا وصولجان، يحج إليه كلما اشتاق لها، فكانت تبادله الحب والوفاء علنا، أما المتعة فمن وراء حجاب، اتقاء لشر البلية، واحتراما لقدسية الرابطة الزوجية التي تربطها برمضان الزوج والرفيق، والتي جعلت منها معذبة في واحة ليست كواحاة الجزائر الثرية، جنة في جحيم
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire