ذكريات مؤلمة
وقفت متأملة، قارئة لماضيها، عبر صفحات مندسة عنوة في دفاتر أيامها، لعلّها تجد إشعاعا لنافذة شمس تطل منها وعليها بدفئها الفاتر كدفء علاقتها بمن يعاشرها حقا، لا متعة، بل واجبا سننيا، لا رغبة، ولا انتقاما، لأيام مظلمة عاشتها هداية جحيما، إنها معاناة ذاتية لا يحس بها من كانت حياته عادية. وفي ظل هذاالخيال التصوري الواسع في ظل الزمن الممتع، الخال من الحساب، أوالعتاب، إلا من نفحات تأنيب ضمير تسرّبت منه عبر شعاع شمس خرج فجأة دون إذن بفعل انقشاع سحابة صيف مرت بالقرب من المنزل المقيمة فيه، لتأخذ معها أهات وأنين ماض لاينسى، وجرح لا يندمل، وولد لايؤتمن عطفه وحنانه، بفعل تراكم السنين والمواقف، وتعدد الخصام بين الأصول دون أن يكون له موقف يحسب له أو عليه، في حياة هي أعقد من سنن الخلق كلها، نداها سيدها ليسرد عليها تاريخ سيرته المثقل بالخبرة والهموم والإنجازات، مبديا حصراته وأسفه على من تركته وحيدا في دنيا لا تراعي المنطق في أحداثها، ولا التوازن في قراراتها، فهي خبط عشواء من تصب تمته ومن تخطئ يعمّر فيهرم، إنه رفيق دربها الجديد رمضان الذي احتاج التقرّب منها وإليها كعادته، لتقص عليه بعض من قصاص الحياة اليومية،والتحرشات التي لحقت بها عند خروجها للعمل، من طرف رجال أعجبوا بفتوّتها، وهندامها وأناقتها، لتصنع فيه غيرة ونشاطا، وشبابا مصطنعا، فكان ولوعا مطيعا، يسمع كالطفل براءة، وكالحمل وداعة ولطفا، وكالأمير تملكا،أما هداية فكانت تعيش قصّة غرايمة في داخلها عنيفة، لو خرجرت للعلن وأباحت بها له، لدفعت بالشيخ ليتدحرج كجلمود صخرحطّه السيل من أعلى قد لا يحتمله سطح أرض في وهد نهرمن جراء صدمة السقوط التي غيّرت مجرى ماء النهر في تجاه مغاير للطبيعة، لكنهاآنست رمضان على التو، وداعبته بخفة وحنان ، فمسحت برأسه وخده، وكلّمته، وكأنه حبّها الأول وليس الأخير
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire