mercredi 21 novembre 2012

معذبة في واحة القهر/ رواية

بداية الفيض
 اقتربت منه خائفة، وكأنها  مذعورة من خطر داهمها عبر سنين من الزمن، لتقص وتحكي قصتها المؤثرة، التي لم تجد من يصغي لها من أقاربها المقربين، وأصدقائها المزيّفين، بسبب كثرة الأهات والإهانات التي تعرضت لها في حياتها، من أقرب الناس لها وإليها، إنه قدرها الذي لم تصنعها يدها المغلولة، ولا عقلها الذي ظل خاملا مكبلا بالأفكار الجامدة المتجمدة، وكأنه حنّط ليبقى أثرا بعد عين ليس إلا
إنها هداية، البنت المصون المدللة، بنت العشرين ربيعا ، ذات الحقبتين، حيث العز والشرف والعلم،كانت جذابة، أنيقة المظهر، تسرّ الناظرين، وتريح القلب الشغوف بالحب والأمل، لذلك كانت قبلة ومزارا لمريديها من جيلها من الشباب الطموح للفوز بودها وجمالها، وشمعة مضيئة لمن حولها، أدبا وخلقا وجمالا، إنها المعذبة بلا ذنب،المدانة من غيرجرم ، المقتّص منها من غيرحكم قاضٍِ، سوى قدرها الذي لم يرحمها، فوضعها  في خانة المعذبين في الأرض، وبالتحديد في واحة من القهروالجبروت،أمام رجل متجبّر. الجهل هو، والكذب هو، والنفاق هو،والذل هو. فأذلها محبّة، وضربها عشقا وتدللا،وطردها متعتة وتشردا. أنجب منها الولد حرمانا وتعزيرا وانتقاما،عبث بها وبجمالها تأديبا، وحاصرها عدوا، لتفر بجلدها هروبا، تاركة وراءها حزنا ثقيلا وحلما متبخرا عظيما،لا ترضاه أنثى لنفسها حتى ولو كانت نباتا.إنها المعذبة وسط قوم لا يأبهون للظلم قياسا، ولا للفطرة عبرة، لتجد نفسها في خدمة شيخ طاعن في السن ملاذا،  وفي حبه طاعة ومجدا،لقد حباها الكريم مكانة وجاها، ووفّر لهاحبا وصدقا، وكانت هي كالخادم الأمين الذي يأتمر بأوامر سيده، طاعة وحبا وإخلاصا، فلا هي تمتّعت بحياتها وفتوة شبابها، ولا الشيخ رضي عنها..فكانت المعذبة في واحة القهر

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...