lundi 10 septembre 2012

السر عند العرب


السرعند العرب له مفاهيم متعددة، فهو نسبي في المفهوم والمصطلح، ونسبي في الإشاعة، ونسبي في الإفشاء، ونسبي في الاحتفاظ به، إنها الثقافة العربية بالمفهوم العام والشامل للكلمة.
لذلك اختلطت الأمور على الإنسان العربي الذي أصبح لايميز في كثير من المفاهيم كالخيانة والتستر عنها، بحجة عدم إفشاء الأسرار، فظهرت أمثلة عربية محلية منها: ( خلي البير بغطاه ) مثل جزائري، الهدف منه  أن هناك أمورا يجب السكوت عنها،لأن إفشاءها يترتب عنه كشف المستور وهو تهديد ضمني لمن يسمعه، وهي في درجة خطورتها تصل ربما درجة الخيانة الوطنية.
أما الخيانة الزوجية فذلك شأن آخر عند العرب والمسلمين، لأن البوح بها يترتب عنه اللعان أو الرجم حتى الموت أي القصاص  في الموروث الثقافي والديني للعرب المسلمين كافة.
إن مفهوم السر في الحضارات الإنسانية عامة ، هو إخفاء أشياء لايمكن البوح بها لأن كشفها يترتب عنه نتائج قد تكون وخيمة في الحياة الخاصة أو العامة للبشر..لكن عدم القدرة على التمييز ما بين الصالح والطالح في نشر الأخبار وعدم القدرة على التعامل بصدق مع المواطنين العرب، ولّد مفارقات عجيبة في البلدان العربية مثل مرض الزعيم أو الحاكم العربي بالمفهوم الشامل للكلمة، الذي يعد مرضه من الأسرار الهامة للدولة السلطة في هذه  الدول.
 في الوقت الذي يمكن التستر على الخيانات الوطنية للعملاء العرب بحكم انتشار ظاهرة التستر عن القضايا المرتبطة بمفهوم السلطة فلا تظهر الحقيقة إلا بعد فوات الأوان،  وبعد خراب مالطا، كما يقول المثل الشائع..
إن حفظ السر ظاهرة إنسانية نبيلة بين الأشخاص والأحباب خاصة، وهي فطرية طالما كانت ذات بعد إنساني نبيل هدفه حفظ الروح والنفس من الأخطار المحدقة بها، لكن في المقابل التستر على الجرائم مهما كانت طبيعتها خيانة كبيرة للنفس البشرية وللحضارة الإنسانية التي ينبغي أن تسود العالم كله.
 فنبل القيم ونشر الأخلاق الحميدة والحفاظ عليها ليس سرا بل واجبا إنسانيا رفيعا يجب على كل منا الإلتزام به والحرص على تنفيذه في الحياة اليومية، إذ  لايمكن التذرع بأي حجة لتعطيله أو مسحه من حياة الأمم والشعوب.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...