جذّابة، أنيقة المظهر، بعيدة المنال،منشغلة بأمور الدنيا
ومطالبها،لم تكن كالأخريات، اللائي خلقن للعبث وإمتاع
الآخر بالملذّات،كأنّهن لابسات عاريات ، ماشيات واقفات، راقصات نادبات،
يتأملّهن العاقل حوريات هاربات من جحيم الموبيقات، أو يتسابقن للفوز
بجنّات خالدات.
هكذا بدا مظهرهّن، في شكل أغصان أشجار باسقات، يابسات
كأعجاز نخل خاويات من هول الصدمات.
لكنها ، كانت كالخالدات المبشّرات
بالنعيم من الروضات، لم تؤثر فيها مظالم الحياة، ولا نظرة الطامعين
القاتلات ، ولا سيوف الغدر الماضيات، ولا السّهام المسنّنات، المصوبّة نحوها
كراجمات الصواريخ المدمرات.
كانت واقفة كجلمود صخر تحدّى الظروف وكل
الكائنات، إنها بلادي ووطني الجزائر رمز الصمود، ورفض المحرّمات،
ومعقل العلم والجهاد، وعرّين الأسد، وملجأ المظلوم في الأيام
الحالكات.
بلادي وإن جارت علي عزيزة، وأهلي وإن غدروا بي كرام.
جميلة خواطرك
RépondreSupprimer