من عاشر قوما أربعين يوما أصبح منهم، ذلك هو الواقع المعيش في البلاد العربية، فإذا كان الإنسان ابن بيئته أي ابن البيئة التي تربى وعاش فيها،فإن ذلك قد ينعكس على كل حياته الاجتماعية والثقافية والفكرية ، ومواقفه السياسية التي قد يتبناها في مساره وقناعته مستقبلا.
فلا غرابة إذن أن تجد الرجال المستبدون بآرائهم ومعتقداتهم، أن يفرضوا قناعتهم وتصوراتهم ، بل حتى أوهامهم على الرعية ولا أقول المواطنين، إذا وصلوا إلى سدة الحكم والسلطة ، كما هو الشأن والحال في الأنظمة العربية المستبدة.
فأمراء الخليج الذين تربّى عندهم بعض الفارين من جور وظلم أنظمة بلدانهم في فترة من الفترات، حيث هاجروا إلى هذه الإمارات الثرية ماديا، بفعل ثروات البترول والغاز والمعادن المتعددة الأخرى ، والمفلسة في مجال الاستثمار البشري ، ذات الأنظمة الأحادية، القائمة على النسق والحكم الأسري في التسيير المالي والاقتصادي والسياسي.
وعلى استغلال الثرروات البشرية الأجنبية في مجال الاستشارة والاستراتيجية المالية، وتنقل رؤوس الأموال والأشحاص داخل هذه الإمارات والممالك، وعبر البنوك الدولية المتعددة الرسمية ، كصندوق النقد الدولي والبنك العالمي، وباقي الصناديق الأخرى ذات الوزن والأهمية الكبرى، فضلا عن البنوك العالمية الأخرى المتعددة الأشكال المتعددة الصيغ والأداءات.
هذه الإمارات، أصبحت الآن تصنع أو تساهم في صنع تاريخ الشعوب العربية كلها ، وتتحكم في رقاب الناس عن طريق المال والاعلام الثقيل والدسائس، وعن طريق المرتزقة وبعض العملاء والرشاوي، بمختلف الأشكال والألوان والأعمار والفيئات والأجناس .
وقد أذلت هذه الإمارات الآن كنوع من الإنتقام ، كل الأنظمة العربية الثورية التي كانت في السبعينيات ، تطالب بعدم استغلال الإنسان لأخيه الإنسان، كالجزائر وسوريا واليمن ومصر وليبيا والعراق.
وهكذا يتضح أن المال والثراء و بشيئ من الدين، صنعت حكاما موالين للملوك والأمراء في الخليج، في شكل جمهوريات علنية، ذات أنظمة ملكية ضمنية، مثل الجزائر ومصر مثال لذلك لا حصرا له.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire