lundi 22 avril 2013

مراهق في سن الأربعين/ قصة

الحياة صعبة عند الكثير من الناس، بسيطة سهلة ممتعة لدى غالبية القنوعين، الذين ولدوا ليعيشوا سعداء دون تكلف، ومرزاق واحد من هؤلاء القوم ،الذين عاشوا وكبروا وسط مجتمع معقد ، منغلق على نفسه، لا يقبل الإندماج لمن لم يكن منه ، ثقافة ولغة وحضارة وتدين.
كان  مرزاق غريبا وسط أهله ومجتمعه ، يحاول أن يكون كغيره من أقرانه، لكنه كان دائما فاشلا في التعايش والإندماج مع غيره، فقد تربّى منعزلا ، محروما من طفولة سعيدة مرحة كغيره من الأطفال في مثل سنه.
حاول الهجرة مرارا، وقد وفّق في إحداها ضمن شبكة   لتهريب البشر، من الضفة الجنونبية نحو الضفة الشمالية للبحر المتوسط، ليجد نفسه وسط مجتمع يختلف تماما من مجتمعه المعهود، حيث لا حرية ولاحياة، إلا الحياة الأخرى التي وعد بها في دينه، التي تتحقّق بجنات الخلد في العالم الآخر، بعد طاعة وإيمان، وتعبّد وتضحية بالدار الدنيا
هكذا تعلم ونشأ وآمن مرزاق في مجتمعه الأول، لكنه  اكتشف في الضفة الشمالية حياة أخرى مغايرة تماما لم ألفه من قبل ، لكنها ليست الدار الآخرة بطبيعة الحال
فالحياة سهلة، معقدة ،في آن واحد، سهلة في العلاقات الإنسانية العادية، معقدة في اكتساب الرزق والقوت وفرص العمل، تمتع مرزاق بكل الممنوعات دون وازع أو رادع، فنال مبتغاه دون جهد، وسط مجتمع يحترم الآخر ويقدس الحياة الفردية والأنا، ومتعها دون تكلّف أو تصنّع أو رقيب، فانغمس في اللهو والمجون ، واستغلال ما ضاع منه في طفولته وشبابه، وكأنه ولد ليبعث من جديد.
كانت حياة مرزاق الجديدة بين جذب وعطاء، بين مد وجزر، بين تسكّع في شوارع وملاه، بين عمل مضن شاقّ وراحة بال،ليكتسب ويدخر أكثر،  ويتمتع بالحياة التي حرم من متعها، بشكل أسرع وأريح.
لكن تهبّ الرياح بما لا تشتهيه السفن، فقد تورّط رفقة شلّة من المنحرفين ليجد نفسه محاصرا، فيكبّل ويقيّد ويطرد كشخص غير مرغوب فيه ، ويرسل في أول رحلة لطيران بلاده، نحو موطنه الأصلي ، ومدينة شبابه  الضائع، التي غادرها في وقت غير قريب، تاركا وراءه كل ما جمع من مال وأصدقاء ومعارف، ليعود وكأنه ولد من جديد، ليجد الحياة في بلاده تغيرت تماما، فأصدقاؤه القدامى تنكّروا له ومنه، فانعزل مرزاق  عن الخلق لفترة من الزمن،  كراهب متعبد، ثم يخرج من جديد باحثا عن الرزق والعمل،  في مدينة غير مدينته الأصلية، ووسط ،غير وسطه المعهود، وكأنّه حفظ الدرس من الحياة، .لكن بطريقة مغايرة، فكان كطفل مراهق، رغم أنه قارب سن الأربعين حولا 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...