jeudi 31 octobre 2013

ليلة مع التاريخ

في ليلة كليلتنا هذه من خريف 1954 قرر القادة، أن التاريخ سيسجل حدثا لانظير له في القرن العشرين، فقد عقدوا العزم ليجعلوا من الليلة ليس كبقية الليالي السابقة من  تاريخ الوطن الجزائر  ويوما  ليس كسابق الأيام.
إنه التاريخ توقف  فيها ليسجل صوت شعب ظل غير مسموع في العالم كله، إنهم أبناء  وشباب الجزائر المستعمرة الذين لم يقبلوا يوما أن تبقى الجزائر إلى الأبد تحت الهيمنة والسيطرة  الاستعمارية.
فكان اللقاء بارودا حاميا ورصاصا فاعلا وقنابل متفجرة ، هزت البلاد شرقا وغربا شمالا وجنوبا، وكان العدو حائرا متأثرا يكيل بالتهم والبهتان لهؤلاء الأبطال، ويطلق عليهم أكبر وأقبح  النعوت، أبسطها وأخفها الخارجون عن القانون والعصاة ، وأقصاها القتلة الإرهابيون.
في مثل هده الليلة المباركة، ظهر الوعي  الوطني موحدا ، وتكلم لغة  جزائرية  موحدة، فهمها الجميع ،أحزابا وموالات، شعبا ومؤسسات، أهال ومستعمر.
فكان الحدث عظيما والصدى واسعا، والإنجاز هاما، والعناية كبيرة، حتى يخيل للعاقل أن العناية الربانية كانت حاضرة.
 فقد ساعدت الحق حيث هو، وزهقت الباطل حيث كاد أن يترسخ.
 إنها الجزائر الثورة، التي قرر شعبها أن العلاقة أنتهت بين مستعمر ومستعمر.  وما على الغزاة إلا الرحيل.
 إنها ثورة نوفمبر التي انطلقت ببيان قلم ورصاص مدوي، في جبال كانت مأوى للفارين من الظلم والقهر والشطط، لأسود غير مروضة إلا لتقول، كلمتها في انتزاع السيادة واسترداد الحق المهضوم من أقليات معتدية ، استنسرت في أرض ليست لها ، وحاولت أن تذل شعبا ظل خاضعا للهيمنة قهرا، لكن الأيام تتداول بين الناس.
فقد آن للأسود أن تثور وتسترد حقها ،  لايهم قيمة التضحية ونوعها، لكن  الاستكانة انتهت وإلى الأبد.
 فاشتعلت البلاد لهيبا ونورا ليضيئ في سماء الجزائر بالعدل  والمساواة والأخوة والإيمان الصادق،  إنها الثورة  ولا شيئ غير الثورة.
فاشهد يا تاريخ وبلغ أننا شعب خلق ليعيش  حرا.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...