لم يكن يعرف أن قلبه مازال يهوى ويعشق، وينبض للحب والحياة.
إلتقى بها صدفة في يوم بارد ممطر، كانت مكسوة بلباس خشن لايظهر منها إلا القيل، وكأنها مهيأة للتصدير إلى أرض بعيدة باردة لا تطل بها الشمس مطلقا.
في قاعة شاي مغلقة الأبواب والنوافذ، إلا ما يسمح منه بالدخول والخروج.
كان جالسا يرتشف فنجانا من بن عربي ممزوج بالهيل الهندي وروائح السجائر المحروقة النتنة المنبعثة من الشيشة وأفواه المدخنين والمدخنات المزعجة، وكأنهم في سباق مع الزمن، وسط إنبعاث صوت هادئ للموسيقى الكلاسيكية الذي قد لاينعم بجمال عذوبته إلاذواق من طراز راق.
دخلت لتجلس في جهه، وكأن القدر فعل فعلته بينهما، فكان بين الفينة والأخرى يسرق النظر منها ليراها كاملة
بعدما خففت مما لبسته من ملابس ثقيلة، لتظهر في ثوب أنثوي جميل جذاب وفي مستوى الأناقة والاتقان.
إهتزت مشاعره بالكامل، وبدأ يفكر ويتمتع بتفكيره، بين حلم يقظة، وواقع جميل قد يناله بعد حين.
أما هي فقد ظهرت متعبه، ربما من طول سفر، أو من سهر، فقد تربّعت على أريكتها وأسندت ظهرها لمتكإ
ونادت على النادل كآمرة ليحضر في الحين ، وهو يبتسم مرضات لها، واستجابة لأمرها ، فمثلها القليل من رواد النادي الجميل الهادئ.
ونادت على النادل كآمرة ليحضر في الحين ، وهو يبتسم مرضات لها، واستجابة لأمرها ، فمثلها القليل من رواد النادي الجميل الهادئ.
نظر في عينيها بتركيز شديد، وكأنه يخاطبها بلغة العيون التي ألفها وأتقنها في شبابه
ثم تبعها بكلام عذب شجي
وكأن القلوب كانت مهيأة للتلاقي والإندماج فيما بينها ، مثلها مثل الأرواح البشرية عندما لا تتنافر من بعضها ، ففي ذلك محبة وألفة صادقة.
وكأن القلوب كانت مهيأة للتلاقي والإندماج فيما بينها ، مثلها مثل الأرواح البشرية عندما لا تتنافر من بعضها ، ففي ذلك محبة وألفة صادقة.
تقدم نحوها بأدب واخترام ، وبطريقة مرنة كطريقة الكبار، فيها من الجمال واللّطافة ما يكسر الحاجز النفسي ويأسر القلب ، فكانت له ملاكا يتكلم ، وإنسانا يشكو وحدة.
ثم جلس بالقرب منها ليقترب أكثر، و طلب من النادل أن يحضر على التو، ليقبض مستحقات ما تناولته من مشروبات، بعد إذنها وبالحاح منه.
ثم عرفها بنفسه، وذكر بعض طموحاته ومشاريعه ، ليتبادلا التعارف والود والعناوين وأرقام هواتفهما في الحين ، ثم انصرفا في اتجاهين مختلفين ، وبقلبين يخقفان لبعضهما البعض وفي ذلك حياة دائما.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire