بلدي الجزائرمحاطة ببحرين كلاهما، شدّ الشعراء والأدباء فعبّروا
، وعبروا ، ووصفوا، وكتبوا ، فأبدعوا أيّما إبداع في وصف جمالها ، وجمال
البحرين المختلفين المتوازيين هندسيا، والمختلفين شكلا ومضمونا ، ومع ذلك
لم يقفا حاجزا منيعا في وجه المغامرين من شذاذ الآفاق، وسكانها الأصليين،
والعابرين لها وإليها ،إن ذهابا وإن أيابا ،منها وإليها عبر التاريخ
والأزمنة.
فقد كان وسيظل بحر الشمال جزء من تاريخ بلادي، الذي عرّف بنا
كشعب، وكحضارة في شمال أفريقيا ، والضفة الجنوبية منه، على إمتداد واسع،
الأمر الذي جعلنا عرضة لأطماع غيرنا من شعوب وأمم متمكّنة في الآرض، تريد
خيرنا وإذلالنا، إن سكتنا، أو انبطحنا استكانة وخوفا، ولم نبادر بامتلاك
التكنولوجيا وتسخيرها في خدمة الإنسان والأرض، واكتساب مزيد من الثراء
والثروة، وتنمية الرأسمال البشري، بالأخذ بناصية العلم، وتطويره في كل
مجالات الحياة.
أما البحر الجنوبي فهو بحر معنوي رتيب، وإكان فعلا
بحرا قديما يسمى ( تثس) جمع بين الثروة والفقر، بين الجنّة والجحيم، بين
الحضارة والتاريخ الناطق غير المزيّف بكتابات ملفّقة، كما يفعله الإنسان
المتحضّر في كثير من الأحيان لنصرة دولة أو مذهب أو تبرير النظرة
الاستعمارية كما يحدث في الغالب قديما وحاضرا، إنها نقوش الطاسيلي
وكتابة التيفينغ التي تزخر بها بلادي الجزائر في بحرها الجنوبي.
هذا
التاريخ وهذه الحضارة وهذه الثروة هي الآن محل أطماع الكثير ممن لا يحق
لهم مشاركتنا أياها.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire