lundi 7 janvier 2013

معذبة في واحة القهر 13

فيصل  يتوارى
أظهرت هداية موقفا من حبيبيها فيصل، الذي فهم الرسالة بشكل جيّد، وسعى في أرض الله الواسعة، بحثا عن راحة البال من جهة، والتخلص من عذاب حب عظيم من جهة أخرى ،هذا الحب  الذي تدفّق في تجاهات مختلفة، لم تسلم منه كل الأراضي المنخفضة المحيطة به، التي غرقت هي الأخرى وتشبّعت، ولم تستطيع صرف مياهه الزائدة نحو بحر عميق أو صحراء ذات عروق خالية من الحياة،  إلا من واحة واحدة، ظهرت لتكون جنّة في جحيم، يقصدها اللاجئ في الحين، كلما بانت معالمها في أفق أرض مترامية، تعجز العين البشرية من حصر آفاقها، ومساحاتها طولا وعرضا، إلا بإيحاء من رب عظيم، أو  بتحكّم من قمر اصطناعي ، استغل فوائده إنسان متمكّن عظيم

لقد ضحّى فيصل بحبه مؤقتا، وصرف نظره وباله حبا وتقديرا لمعشوقته هداية التي كانت تنعم في شقاوة لا نظير لها، وسط مجتمع يهيب بالمظاهر،ويقدس الحياة الرغدة ذات المظاهر الجذّابة التي لا تقيم للأنسان وزنا، ولا للخير عطاء وموقفا،تظاهر فيصل بأنه سعيد في حبه لها ، فهو الأنيق المنضبط المحبوب من الجميع، المتفهم لشؤون غيره، العاشق للأمن والأمان، السعيد بسعادة الآخرين، لذا فكّر وكتب لهداية  كلمة في فقرة مختصرة دالة، لاتزيد عن السطرين هي : عيشي حيث أنت، وحيث كنت، وأحبي من من شئت، فالميول التي في القلوب لا يوجهها إلا خالق الكائنات

كانت  تلك هي آخر رسالة لفيصل ، وقد بعثها لمحبوبته هداية  التي قرأت، وستقرأمستقبل حبهما المشترك من خلالها، فهل هي النهاية لحب ولد ميتا، أم أن الحب أقوى من أن يجهض ويوؤد، فهو صفة وليس نعتا، عاطفة وليس موقفا، وجد ليبقى ويرافق الإنسان، مادام حيّا يرزق
تلك هي الفرضية التي توصّل إليها فيصل مع حبيبته هداية حتى الآن

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...