dimanche 6 janvier 2013

معذبة في واحة القهر 12

عن ماذا تبحث هداية؟
اعتادت  هداية على حياتها المتميزة بين واقع معيش، وطموح قد لا يتحقق مطلقا، لكنها هي  التي كانت مؤثرة ومتأثرة بم يدور حولها وعليها، وصفها أقرب الناس إليها بنعوت متعددة ،فهي  المهذبة الساكتة  الصامتة الهادئة، الثائرة المنطفئة ، الغضوب الولود،الراكعة الساجدة، القاهرة المستضعفة، العاشقة الممتنعة، الراغبة المانعة، التي لاتظهر حيث يظهر كل  الناس، ولا تختفي لمجرد التخفي والتستّرعن الأنظار، فهي قد تختفي  للإحساس بنعمة الإختفاء، كانت  تبدو دائما هكذا في حياتها اليومية، بين أخذ وعطاء، وحركة وسكون

هداية اليوم  محبوبة   لعاشق متيّم بحبها،  تداعى لها بالسّهر والمناجاة، طالبا ودّها، ليستثمر في حنانها المقتضب، الذي كانت شحيحة في امتلاكه و توزيعه عليه وعلى أقرب الناس  إليها، وكأنها اشترت هذا الحنان من سوق معلّقة بين السماء والأرض، أو من عالم آخر غير عالمنا  الأرضي هذا
عالم  ينتمي لكوكب آخر، يتحكّم فيه  بشر هم أقرب إلى الجن تصنيفا وليسوا منهم أبدا، وهم أبعد عن الملائكة طاعة، لكنهم ليسوا منهم مطلقا، فهم  ليسوا من الأنس السوي ، ولا من البشر العادي،  لقد اشترت هداية  حنانها، و دفعت ثمنه ربما بعملة نادرة في مجال التعامل والعملة، أو بعملة قلّ مثيلها في زمننا هذا، لذا كانت شحيحة بخيلة  في توزيعه، وكأنه على وشك  الزوال والنفاذ  من الكوكب الأرضي، أو في طريق الاستنزاف الأبدي، وكأنه طاقة  ميّتة غير متجددة، فهل  هداية محقّة  فيم تفعل؟ أم أن للظروف  أحكامها ؟




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...