samedi 5 janvier 2013

معذبة في واحة القهر 11

جرح الجرح  أيقظ  اللاشعور
مرت الأيام بين جدب وعطاء، بين أخضر ويابس، بين لقاء وبعد، بين حب وعداء، بين فرح وحزن، بين مرض وعلّة، بين حياة وموت،  لأنسان عشق وأحبّ الحياة، كأنه يعيشها أبدا،  شعاره  فيها، ولاتنسى نصيبك من الدنيا، لذا كان حريصا كل الحرص، بأن  تكون  كل سلوكاته وتصرفاته متقنة ومنجزة بعناية فائقة، لا يترك للصدفة شيء، ولا للإهمال بابا  إلا من تجاوزه بسبب ظرف طارئ  لم يكن منتظرا،  أو بسبب الضعف  وقلة الحيلة ، أو بسبب سوء التقدير وقلة الخبرة
 هذه المرة فيصل يضعف  وبان  ضعفه أمام الجميع، فالرجل المحب لا يستطيع دائما إخفاء حبه حتى وإن حاول أو تظاهر بفعل ذلك أمام غيره  من الناس ، اتقاء لألسنة السوء غير البريئة في اتهاماتها المضلّلة، كانت الحياة عادية جميلة، وحبّ فيصل لهداية في ازدياد مطرّد لم تسعه الجبال التي تربّى بين أحضانها، ولا كميّة الهواء الذي استنشقه عبر ذهابه وأيّابه من وإلى المدرسة في الفصول السنوية  الثلاثة التي اعتاد استغلالها  كجزء من حياته الدراسية المألوفة، بين حفظ وتذكّر واكتساب، محاولا التفوّق على أقرانه دائما، بل الحفاظ على تفوقه الدائم
فجأة استيقظ فيصل كمن  مسّه أوعطبه في جرحه  شبه المندمل، هذا الجرح كان جرحا عميقا جدا، لقد تفوّهت  هداية بكلمة لم تكن لتخرج منها، لولا الأسئلة الذكّية العفوية  التي طرحها عليها حبيبها فيصل،  وأباحت بها هداية  ربما من غير قصد منها، فكانت  بمثابة القنديل الذي أنار الطريق لحبيب  أعمى في حبه ( فيصل ) وكفيف في رؤية  عيوب حبيبته (هداية ) العاشقة في منطقها ، المعجبة بشخصية حبيبها في نظر فيصل ليس إلا، فهو الخبير المدلل في مجال الحب، فقد عشق كل نساء الدنيا إلا هي فقد كانت حبا ليس كمثله عشقا، وتأثرا ليس كمثله تأثيرا..فصحى ضمير التأنيب تأججا، ليعاقب ويؤدب ويحاسب محبّ ، لم يخطء في حبّه، إنما واقع الحال أظهر جفو حبيبته، فكانت بالنسبة إليه عاشقة لا تقلّ ولا تزيد عن امرأة مغرورة،  ربما قد عبثت  بغيره، والشعور بظلم الشيء أكثر ألما  وتأثيرا من وقعه المباشر على المظلوم نفسه    
   


1 commentaire:

النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...