jeudi 7 janvier 2016

ذكريات أحن إليها.


في المركز الثقافي الفرنسي بالجزائر، انخرطت  كقارئ  في المكتبة  وباحث في مادة التاريخ  ومشاهد للأفلام التي كانت  تعرض به وأنا طالب  في الجامعة المركزية ، حيث لاتزال دور السينما وقتها تنشط بشكل منتظم  ومتخصص من قاعة طرابلس  بحي حسين داي  شرقا  إلى غاية  قاعة الأطلس غربا  ببابي الواد مرورا بعدة قاعات سنمائية معروفة في العاصمة.
في هذا المركز تعلمت  الإنضباط والجدية ، وعرفت  الحرية كطالب جاد مسؤول   يسعى إلى  إيجاد مكانة في المستقبل القريب، كانت أنذاك الحياة جميلة بسيطة سهلة وميسرة  في مظهرها ، إذ لاوجود لمظاهر الفخفخة والتباهي ،  أو بالأحرى  لم تكن الفخفخة والبذخ من سمات ذلك الوقت، وإ ن كان مرافقتك لطالبة جميلة ، هي الفخفخة بعينها.
 لذلك كنت متميزا  أو على الأقل  كنت أظهر كذلك أمام يعض الأصدقاء الذين يشاركونني حجرات الدراسة في الجامعة المركزية أو الحي الجامعي  في بن عكنون،
كان وضعنا  الاجتماعي كطلبة رائع  حيث الدراسة والبحث والنشاط ضمن السهرات التي  كانت تقام على مستوى الحي الجامعي، وعلى مستوى الصراع الذي بدأ يظهر ويكبر بين الطلبة،  إن على مستوى التفكير الايدلوجي، وتجلى ذلك الصراع  في من يأخذ لجنة الحي ،  مابين الشيوعيين من جهة  والخوانجية من جهة أخرى ، وإن على المستوى الجهوي،  بحكم أن الحي كان يجمع طلبة  وافدين من مناطق بعيدة ، من الاصنام [شلف حاليا] غربا، إلى تيزي وزو شرقا.
ومع ذلك كانت الحياة جميلة بل رائعة خاصة يوم الاحتفال بذكرى 19 ماي ، و كذلك عندما يقرر الطلبة، الأكل المجاني الذي كان  وسيلة نضال للطلبة لانتزاع الحقوق طبعا.
خلال هذه الأيام بل هذه  السنوات درسنا وتعلمنا  ،  طموحاتنا كانت كثيرة  ومتعددة ، والدولة كانت أبوابها مفتوحة لنا وللجميع ، تعلمنا بمعية جنسيات مختلفة كطلبة وافدين  من أفريقيا وأسيا والوطن العربي على وجه الخصوص، كان للطالب مكانة وللأستاذ كرسي متميز يجمع بين العلم والأدب والتوجيه.
في الجامعة تعلمنا منهجية البحث وحسن الاستماع للآخر، وطريقة النقد والانتقاد ، وتصنيف المعارف ومختلف العلوم ، وكانت المكتبة الجامعية  في الجامعة المركزية،  ثرية بكنوزها ، ومصنفاتها ،وأطروحتها المتعددة، وكتبها العلمية شبه النادرة، رغم أنها تعرضت للحرق والتخريب من قبل المنظمة الارهابية  الاستعمارية oas في الستينيات، ذلك مما  لازلت أتذكره وأحن إليه دائما.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...