لا أعرف كيف أصف الأشياء ، ولا كيف أعبر عنها بدقة وموضوعية . فهناك من يغمض عينيه الاثنتين ويتظاهر بأنه سوي ، لكنه في واقع الحال ليس كذلك ، هذا النمط من العباد لاينفع معهم لا علاج ولا تعايش حقيقي ، فحياتهم مزدوجة يجمع بين الطيبة والشرفي آن واحد ، فقد يميلون إلى تمفص ألوان و أشكال لشخصيات متعددة ، تظهرهم كل يوم في نمط وشكل جديد، لشخصية تقمصوها في خيالهم وأحلامهم ويحاولون إسقاطها على حياتهم اليومية.
لم أكن لأكتب عن هذه الفيئة ، لولا أنها تزايدت بشكل كبير إلى درجة الإزعاج ، بل زاد عددها بشكل مذهل، والناس لاتقدر هذا التزايد المذهل، أقصد بالناس المجتمع بقيمه وأخلاقه وعاداته وتقاليده وثقافته المتنوعة.
لست مبالغا إذا قلت أن المجتمع أعمى أو أعور ، لايرى كما يجب، أو أنه ينظر إلى هذه الفئة مثل أب المرأة العاهر ، الذي لاينظر إلى ممارستها للرذيلة حين تمارسها خفية ، بقدر ما ينظر إلى ما تجلبه من نقود لينتفع بها.
هذا المجتمع المتغير المتظاهر بالفضيلة والممارس للرذيلة بأشكال متنوعة ، لايعرف المبدأ ولا يحرم الأشياء إلا رياء، ولايتعبد إلا خوفا وقهرا ، يسكت عن الظالم طمعا في جوره ، ويصفق للحاكم تزلفا، ويشهد شهادة زور ولا يبالي، يفتي بجواز الرشوة ، ويتظاهر بمحاربة وكشف الفاسدين، يرفض الربا شكلا ويتعامل به موضوعا.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire