mercredi 27 janvier 2016

فئة


لا أعرف  كيف أصف  الأشياء ، ولا كيف أعبر عنها بدقة وموضوعية .  فهناك من يغمض عينيه الاثنتين  ويتظاهر بأنه سوي  ، لكنه في واقع الحال  ليس كذلك ، هذا النمط من العباد لاينفع معهم لا علاج  ولا تعايش حقيقي ،  فحياتهم مزدوجة  يجمع بين الطيبة والشرفي آن واحد ، فقد يميلون إلى تمفص  ألوان و أشكال  لشخصيات متعددة ، تظهرهم   كل يوم  في نمط  وشكل  جديد،  لشخصية  تقمصوها في خيالهم  وأحلامهم ويحاولون إسقاطها على حياتهم اليومية.
لم أكن  لأكتب عن هذه الفيئة ،  لولا أنها تزايدت بشكل كبير  إلى درجة الإزعاج ، بل زاد عددها بشكل مذهل، والناس لاتقدر  هذا التزايد المذهل، أقصد بالناس المجتمع  بقيمه وأخلاقه وعاداته وتقاليده وثقافته المتنوعة.
لست مبالغا إذا قلت أن المجتمع أعمى أو أعور ، لايرى كما يجب، أو أنه ينظر إلى هذه الفئة مثل أب المرأة العاهر ، الذي لاينظر إلى ممارستها  للرذيلة  حين تمارسها خفية ، بقدر ما ينظر إلى ما تجلبه  من نقود لينتفع بها.
هذا المجتمع المتغير المتظاهر بالفضيلة والممارس للرذيلة بأشكال متنوعة ، لايعرف المبدأ ولا يحرم الأشياء  إلا رياء، ولايتعبد إلا خوفا وقهرا ، يسكت عن الظالم طمعا في جوره ، ويصفق للحاكم  تزلفا، ويشهد شهادة  زور  ولا يبالي،  يفتي  بجواز الرشوة ، ويتظاهر بمحاربة وكشف الفاسدين، يرفض الربا شكلا ويتعامل به موضوعا.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...