في
ليلة كهذه من خريف 1954 قرر القادة أن التاريخ سيسجل حدثا لانظير له في
القرن العشرين، فقد عقدوا العزم ليجعلوا من الليلة ليس كبقية الليالي
السابقة ومن تاريخ الوطن الجزائر يوما ليس كسابق الأيام..إنه التاريخ
توقف ليسجل صوت شعب ظل غير مسموع في العالم كله
إنهم أبناء و شباب الجزائر المستعمرة الذين لم يقبلوا يوما أن تبقى الجزائر إلى الأبد تحت الهيمنة والسيطرة الاستعمارية
فكان
اللقاء بارودا حاميا ورصاصا فاعلا وقنابل متفجرة ،هزت البلاد شرقا وغربا
شمالا وجنوبا وكان العدو حائرا متأثرا يكيل بالتهم والبهتان لهؤلاء الأبطال
ويطلق عليهم أكبر النعوت أبسطها الخارجون عن القانون والعصاة ،وأقصاها القتلة الإرهابيون
في
مثل هده الليلة المباركة ظهر الوعي الوطني موحدا ، وتكلم لغة جزائرية
موحدة ،فهمها الجميع أحزابا وموالات، شعبا ومؤسسات، أهالي ومستعمر
فكان
الحدث عظيما والصدى واسعا والإنجاز هاما، والعناية كبيرة، حتى يخيل
للعاقل أن العناية الربانية كانت حاضرة، فقد ساعدت الحق حيث هو وزهقت
الباطل حيث كاد أن يترسخ
إنها الجزائر الثورة التي
قرر شعبها أن العلاقة أنتهت بين مستعمر بكسر الميم ومستعمر بفتح الميم ، وما على الغزاة إلا الرحيل
إنها ثورة نوفمبر التي انطلقت ببيان قلم ورصاص مدوي في جبال كانت مأوى
للفارين من الظلم والقهر والشطط، لأسود غير مروضة إلا لتقول كلمتها في
انتزاع السيادة واسترداد الحق المهضوم من أقليات معتدية استنسرت في أرض
ليست لها
وحاولت أن تذل شعبا ظل خاضعا للهيمنة،
لكن الأيام تتداول بين الناس.فقد أن للاسود أن تثور وتسترد حقها لايهم قيمة
التضحية ونوعها ،لكن الاستكانة انتهت..فاشتعلت البلاد لهيبا ونورا ليضيئ
في سماء الجزائر بالعدل والمساواة والأخوة والإيمان الصادق .. إنها
الثورة ولا شيئ غير الثورة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire