dimanche 10 mars 2013

التسامح مع الآخر


  التسامح مع الآخر، ليس  سهل الممارسة، بالمفهوم العام للمتدينين في جميع الأديان والمذاهب، مهما كانت هذه المذاهب الدينية،عبرأنحاء العالم.
وهي ليست خصوصية نوعية إو إسلامية بحتة، التي ينعت بها المسلمون خاصة، ومحاولة إلصاقها بهم،وخصوصا الملتزمون منهم  عامة، كإلصاق تهم الإرهاب والتطرّف من قبل الدول الرّاعية للأمن في العالم، كالولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين، المالكين للقوّة وحق إستعمالها، ضد المتطرفين الإرهابين عبر العالم عامة، والعالم الإسلامي خاصة.
يبقى  السؤال المطروح،هل أعدّ المسلمون العدّة لمواجهة القوّة بالقوّة، والحجّة بالحجّة، والتسامح بالتسامح، طبقا لقوله تعالى: وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة ورباط الخيل...  وقوله تعالى:  وإن جنحوا للسّلم فاجنح له..
إن التسامح صفة أخلاقية نبيلة، يحبّذها المؤمن وغير المؤمن، لكن ما هي الأشياء التي يمكن أن نتسامح فيها ونتعايش مع غيرنا؟ وما هي الخطوط الحمراء التي لا ينبغي أن نتجاوزها في حواراتنا الحضارية مع غيرنا كمسلمين؟
في تصوري إن المسألة ليست سهلة ولا صعبة في آن واحد، إذا عرفنا مكانتنا وموقعنا،  ودورنا الحضاري الإنساني الرباني  في التعامل مع الشعوب الأخرى، في الأخذ والعطاء وتبادل الأفكار والمصالح المتبادلة، والقيّم الإنسانية النبيلة، وأعطيناها مفهوما واسعا صحيحا ودقيقا لطموحاتنا وأحلامنا كمسلمين أولا ، وكحضارة متميزة من وحي إلهي للبشرية جمعاء ثانيا.
 إن العالم اليوم عبارة عن مدينة موحّدة في الاتصال والتواصل، تجمع الغثّ والسمين، كما تجمع الكافر والملحد والمؤمن في حيّز واحد، قوامه العدل والمساواة وتبادل المصالح والاحترام المتبادل، مع التسامح والتعايش الإيجابي.
إن كثيرا من الأوامر والنواهي التي جاء بها الإسلام، ونحن مؤمنون بها، لم تعد مجرّد قواعد راسخة وظّفها الرسول (ص) في دعوته الربانية لإزالة الظلم والباطل.
 فالجهاد كفريضة عينية، على كل مسلم قادر على أدائها، لإخضاع الشعوب والأمم غير المؤمنة، لم تعد سهلة التنفيذ والإقناع بممارستها في الوقت الراهن في العالم المتنوع.
 فهل يمكن للمؤمن المسلم أن يقتنع بالتنازل عنها؟  وهي الفريضة الأولى في  الدرجة  في الإسلام، فضّل الله المجاهيدين منكم....الآية

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...