بعض أشباه المعارضين الذين ركبوا مع الموجة الجديدة في إطار ما يعرف بالربيع العربي ، ظهروا وكأنهم مفكرين عظماء لهم الأتباع والشيّع في بلادهم والبلدان المجاورة لدولتهم، كأنهم منظّرين ومخططين للثورة والتغيير في الجزائر، تخالهم زعماء لأنهم ينفخون أنفسهم كأحمرة مستّنفرة في جلود أسود.
فتراهم يتكلمون كأن الحقيقة ملك يمينهم، ومفتاح ملفات الرشاو لا توجد إلا بين أيديهم،يسقطون هذا، ويرفعون من شأن ذلك، يرشّحون من فيه طمع للسيطرة في إقناعه بولائهم له، وهم خشب مسنّدة، أو أعجاز نخل خاوية.
هذه الفيئة، تتكلم وكأنها ثمثّل المعارضة، وهي في حقيقتها لم تتجاوز أعمال السلطة من وراء حجاب، تبذل قصارى جهدها في إظهار الريّاء والنفاق، زاعمة أنها تمثل التيار الإسلامي المعارض، أو التيار اليساري المدافع ضد التجاوزات والحقرة والطبقية المفضوحة في بلادنا من غير وجه حقّ.
هذه الشخصيات شبه المنبوذة أو الزعامات، التي تتكلم وكأنها متمكّنة في الأرض لها من العلوم والجاه والمعارف ما تخدع به الكثير من الناس الطيبيين، طبعا وكل السذّج من الشعب، وهي في واقع الحال شخصيات منحرفة مدمنة تبتّزّ المواطن الصالح وتخدعه دائما بكلام من عسل ولبن مصفى من الزبد، لتدسّ له سمّ قاتل، لا يتخلّص منه إلا بالاستئصال في عيادات متخصّصة ومكلفة جدا.
هؤلاء ظهروا من خلال حصص تبثّها إذاعات وفضائيات متعددة، تحت أسماء متعدّدة مثل الخبير، أو المعارض أو المحلّل السياسي، وهو في حقيقته دجّال طمّاع، يسترزق من جهتين وواجهتين، وعدّة مؤسسات وفق المثال الشعبي القائل:
يأكل مع، الذئب، ويبكي، مع الراعي.
إن هؤلاء الناس، يحقّ لهم أن يكونوا كما يريدون، لكن ليس من حقهم التكبّر أو التجبّر أواعتبار أنفسهم من الصفوة، أو النطق والتكلّم باسم الشّعب، أو باسم الأغلبية الساكتة، أو باسم المصالح المهضومة.
Foudil .otmani
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire