صراع ضد من ؟
سارت الأيام بين أخذ وعطاء، بين حب وكره، بين باطل وشر، بين ودّ وعتاب . وهداية صامدة ثابتة، تتربص بها الدنيا وهي تنظر من خلفها وأمامامها، تنظر إلى ماض بعيد قريب، وإلى حاضرمعيش، فيه من السعادة الشيء القليل، ومن الشقاوة النصيب الكبير
هداية اليوم مع نفسها سائلة، لضميرها مؤنّبة، لحياتها نادبة، تريد أشياء كثيرة فقد تعذّبت كثيرا، وعذّبت غيرها من غير أن تشعر هي بذلك، كانت ودودا ولودا في رخمها وأفكارها، في معاشرتها وطموحاتها، منطوية على نفسها إلا من بعض الخلق الذين كانت تراهم أترابا لها، قادرين على التقرب منها ومجاراتها في الكلام والتحدث معها، كانت من صنف نادر للمرأة الذكية الحساسة التي تفعل ما يجول بخاطرها دون تردد، ودون اعتبار لأحد، أي كان هذا الأحد، والوحدانية هنا غير الله الصمد
فحبها لفيصل ثابت لكن حب بطريقتها! فهي العاشقة المقدمة نحو عاشقها بخطوة، والمتراجعة، المترددة بثلاث خطوات، إنه الخوف والذعر وقلّة الثقة، وربما العقدة الثابتة في مسارحياتها غير الثابتة المحفوفة بالأشواك والمخاطر اللامتناهية، هي هكذا تتصور دائما نفسها فوق الظنون، وخارج الحياة العادية
كانت هداية اليوم حزينة، سعيدة قلقة، من غير أن تجد تفسيرا لهذه المتناقضات والأضداد المجتمعة دفعة واحدة في كيانها، فهي أكيدعاشقة مقصّرة في حق حبيب، وعدته السعادة الكاملة دون إلتزام منها، ومقصّرة في حق زوج أمّن لها الراحة والاستقرار، لكنها كانت بالقرب منه كجسد بلا روح ، و وروح بلا حرارة ولا دفء كانت هداية بعيدة عن أطفال، ولّدوا ليعيشوا سعداء دون تقصير من أحد، فهل كانت هي المقصّرة؟ إنها هداية التي تتصارع مع الكل، لكنها تريد الكل فهل يتحقق هذا الكل ؟