ما شدّ وأثار انتباهي أكثر في السنوات الأخيرة ، ظهور علماء في التديّن برتبة دكتوراه وهي الرتبة التي لم تكن مألوفة لدى شيوخنا الأفاضل من قبل.
وهي ظاهرة جديدة جيّدة ، في وقت أصبح الدين ، دين دولة، أي ملك يمين السلطة الحاكمة في البلاد العربية، تحرّك به رجالاتها في مجال اللاهوت والعبادات، في المواسم والأعياد خاصة، للتمجيد أو التنديد أو الدعاء، وفق الحاجة الملحّة في مجال الوعظ والإرشاد، والدعاية، والدعاية المضادة.
هؤلاء الناس أي العلماءالمتخصصون جدا، في مجال الإفتاء والدعوة للحاكم، لكي ينصره الله على قومه وشعبه في مجال التسيّير والبقاء في الكرسي أبد الدهر، وتوزيع الفتات على الرعيّة، من االناس، وعامة العامة، بطريقة حق أريد بها باطل.
إن امتلاك ناصيّة العلم حقّ، واكتساب منهجييته، واجب مقدّس، لكن اكتساب الألقاب لكبح الرعية، وزحزحة شيوخ الزوايا من مناصبهم الموروثة ، و ربما حتى التطاول عليهم برتبة دكتور قضية فيها نظر.
إن المؤمن يقتنع، وهو مقتنع بقوّة الإيمان الذي في قلبه وسلوكه، وبصفاء السريرة ، ونقاوة الأخلاق، والإلتزام بأوامر ونواهي الدين، سواء وصلته عن طريق عالم برتبة دكتور، أو ولي صالح يحفظ الستين حزبا، وسيرة سنن سيّد الخلق وخاتم المرسلين محمّد صلى الله عليه وسلم.
تبقى هذه الملاحظات ذاتية ظرفية، وهي مجرد قراءة ووجهة نظر، أتمنى ألا تزعّج الشيوخ الأفاضل من دكاترة، وحفظة القرآن الكريم ، وكل المتفقّهين في الدين إلى يوم الدين.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire