mardi 24 janvier 2017

مودة مزعجة

وجدها  واقفة في زاوية على هامش الطريق، تنتظر عزيزا لها، فظنها مسكينة تنشد رحمة وشفقة، لسان حالها يقول ذلك: فهندمها حيث  حال سروالها الممزق تحت الركبتين، وشعرها المتدلي على كتفيها المبعثر على صدرها  وظهرها ، جعلها تشبه تلك  الهاربة من غزوة أو معركة انهزم فيها أهلها.
 رق قلبه وحن  لحالها، وقدم لها ورقة نقدية ذات اللون الأزرق الفاتح، فرفضتها ونهرته بكلام فيه من الشتم  والنبز ما جعله يندم على سلوكه غير المتمدن.
  ذلك أنه  قدم  من بعيد ، ربما لم يتعود على مظهر كهذا، فاستغرب ردة فعلها ، وذهب واشتكى بها إلى  شرطي كان قريبا منهما، هذا الأخير لما سمع وقائع الحادثة  ضحك منه كثيرا حتى بانت نواجده ، ثم أمسك به ودعاه إلى تناول فنجان قهوة أو كأس شاي  معه ،في مقهى كان قريبا منهم جميعا.
 ثم طلب من هذا البدوي  غير المعتاد على المدينة ونوامسها، أن يتنازل على ورقته النقدية التي قدمها للواقفة الرشيقة في الزاوية  له. 
خاصة وأن هذا الشرطي يظل واقفا تحت البرد  والحر والمطر،  ينظم حركة مرور السيارات والمارة ، و في خدمة مجتمع متنوع  في كل شيئ ،هذا المجتمع الذي لا يراه إلا عونا يقوم بواجبه لا أكثر.
لكنه رفض قائلا له: أنا كنت رحيما معها، أما الدولة فهي من ترحمنا، وهنا بهت عون الأمن بفراسة وحجة هذا الذي ظهر متخلفا في سلوكه، ذكيا في الدفاع عن نفسه.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...