jeudi 4 février 2016

لوبيا


دعانا على تناول صحن لوبيا  بلاش معه  في مطعم شعبي  جميل، فلبيت دعوته  على عجل ودون تردد، لسبب أن تلبية  الدعوة في ديننا  لاترد، ولأنني لاحظت  صدق النية في عرضته هذه، ولأنني كنت في حاجة  إلى  الذوق الجميل الذي كبرت  عليه ، سواء في  مطبخ بيتنا ،  أو في المؤسسات التعليمية التي درست ودرست فيها في مرحلة الدراسة أو في   مرحلة التدريس.
لم تكن الكراسي شاغرة  ولا فارغة فالمطعم ممتلئ عن آخر، كان علينا الانتظار بانتظام أمام الباب وصديقي يحدثني بل كان يصنع الحديث ليواصل الكلام ويشد إنتباهي حتى  يصل دورنا في حجز طاولة وسط مجموعة من العمال والمهنيين الذين اعتادوا المكان وما يقدمه من أكلات شهية.
كان هؤلاء الزبائن على دراية بكل ما يقدم في المطعم ، وعلى تفاهم تام مع عماله بشكل عام، فالخادم كان يقدم خدماته ، بفهم إشارة الزبون  الذي ألف  المكان وآثروه على غيره من المطاعم الأخرى، وصديقي واحد من أولئك الزبائن .
 كنت أنا الجديد بالمناسبة، حيث بادرني الخادم بقائمة من الأكلات المتعددة، احتفظت بأهمها وهي .. لوبيا بلاش.
 قالها الخادم بصوت جهوري مدوي، كأنه يريد أن يفضحني أو هكذا بدا لي الموقف ، مع العلم أن كل أو معظم  الزبائن ،  يطلبون  لوبيا بلاش،  وما هي إلا لحظات حتى جاء الصحن اللذيذ، ليقدم لنا وكأننا في وليمة  في مجتمع رجالي، النساء لايظهرن  إلا أمام مكان بعيد ، ليأخذن حاجتهن معبأة في أوان، وتناول ذلك في مكان قد يليق بهن.
تناولنا اللوبيا الشهية، وخرجنا منفوخي البطون، لنواصل متعتنا في قاعة شاي قريبة من المكان ، وكأن ذلك من السنن الحميدة التي اعتاد عليها صديقي كل يوم.
 ثم افترقنا ، بعدما صلينا  صلاة الظهر جماعة ، ودعينيا لبعضنا البعض،  وكأننا في عرفات أو في  منى.
أن يديم الله  علينا، الصحة والعافية وحسن الخاتمة، بعدما شكرنا فضله ونعمته، ثم انتشرنا عبر  شوارع ومنافذ المدينة،  في غدو ورواح ، كل واحد ينشد حاجة.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...