vendredi 12 février 2016

شريكة عند الكبر

في بيئة معزولة كانت،  قدرها رجل طاعن  في السن،  سترها  في بيت هادئ سعيد  بعد ما أحبها  وأعزها وشملها  برعاية خاصة، جعل منها  ملاكا  في الجمال والرعاية تتحدث عنها النساء وتحسدها الجميلات في مثل سنها، فتكيل لها كل أنواع المقت والتهم من كلام غير مسؤول،  يخرج من أفواهن إنتقاما منها وحسدا لها.
أما هي فكانت تتظاهر بالسعادة والرخاء وحسن العشرة مع بعل انتهى دوره الاجتماعي والأسري ، فلم يعد إلا رقم حساب جار في بنك يزوره من حين لآخر أحد المستفدين تبعا لرغبة صاحبه.
كانت حياتها جميلة  تعسة في آن واحد، لم يشعر بها أحد غيرها، لأنها كانت حريصة  كل الحرص على كتمان حياتها الخاصة إيمانا منها أن للبيوت أسرار والعلاقة الزوجية لباس وستر لايعلمه إلا الله والشركاء فيه تحت سقف واحد.
مات الذي كان ساترا لها، وودعته في حزن يليق به ، لتجد نفسها أمام أطماع متعددة من أقرب المقربين منها، ومن الانتهازيين المتربصين بما يشبه حالها، فهذا خاطب  يدها ،وذاك طامع في ميراثها، والآخر عاشق لجمالها وأنوثتها، وهي تحاول أن تعرف مكانتها ووجودها وسط ظروف  لم تألفها وحياة لم تعتاد عليها، فهل  هي التي تغيرت أم الحياة هي التي غيرت طبيعتها و نظرتها إليها لتراها بعين أخرى غير التي ألفتها من قبل.
وهكذا كان المجتمع  يصنع قدر بعض الناس في عالم لايعبأ بحريات  أفراده  بقدر ما يعبأ بقيمه الجماعية التي ليست بالضرورة  هي الغاية والهدف لكل أفراده.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...